ماذا يعني أن تكون.. صحافي «أسلوب حياة»؟

نصائح وشرح موسع من محرر «ستايل» في جريدة «نيويورك تايمز»: تريب غبراييل

تشمل المواضيع التي تغطيها صفحات «ستايل» بالنيويورك تايمز: الموضة والأزياء والمقتنيات المختلفة («الشرق الأوسط»)
TT

يعمل تريب غبراييل كمحرر «ستايل» (أسلوب الحياة العصرية) في صحيفة نيويورك تايمز، حيث يشرف على قسمي الحياة العصرية يومي الأحد والاثنين، بالإضافة إلى تغطية قسم الموضة في الصحيفة اليومية. وهو مراسل سابق في قسم الحياة العصرية. وقبل انتقاله إلى مجلة التايمز عام 1994، كان محررا مشاركا في مجلة «رولينغ ستون» ومشاركا دائما في مجلة التايمز وغيرها من المطبوعات الأخرى. بداية كان يجب سؤاله ما اذا كانت صفحات الـ«ستايل» التي يشرف عليها لا تناسب سوى الطبقة العليا فقط، وحول ذلك يجيب غبراييل بالقول: «ان هذا هو نوع الحديث الذي يدور دائما في القسم». ويضيف: «في واقع الأمر، فإنه يبدو في بعض الأحيان أن العيش وفق أسلوب الحياة العصرية يتكلف الكثير من الأموال. ومن حسن الحظ، فإن هناك العديد من الاستثناءات. ومن الأمثلة السريعة على ذلك: تلك المقالات العديدة التي تتحدث عن أن كل ما تحتاجه البشرة للعناية بها، هو عبارة عن بعض المنتجات القليلة التي يمكن شراؤها من الصيدلية ولا تتكلف أكثر من 30 دولارا». ويستطرد قائلا: «الأهم بالنسبة لي، هو أن ما نسميه بتغطية أسلوب الحياة العصرية لا يدور حول المنتجات بالفعل. فالأمر لا يتعلق بالحصول على المنتجات أو شرائها فقط. إن أسلوب الحياة العصرية يعني العناية بالآخرين ومراعاة السلوك، وأعتقد أن لديّ الكثير مما أقوله خلال هذه المقابلة فيما يتعلق بهذا الشأن». لكن صفحات الـ«ستايل» تشكو كما هو الحال مع مثيلاتها في باقي الصحف والمجلات من طغيان الاعلان على المواد التحريرية، فهل يرى تريب هذا الأمر كمشكلة، يجيب قائلا: «إننا نقوم بكتابة العدد نفسه من المقالات كل أسبوع تقريبا، وموضوع زيادة أو نقصان الإعلانات يتعلق بالموسم، وقوة الاقتصاد والميزانيات الخاصة بالمسوقين». مضيفا، «انظر إلى الأمر من هذه الزاوية من دون الإعلانات، فإننا لن نستطيع كتابة المقالات أو تحريرها أو نشرها في قسم أسلوب الحياة العصرية أو غير ذلك من الأقسام الأخرى في الجريدة». أما حول كيفية اختيار المواد التحريرية وجدول العمل، فيوضح تريب بأن قسم أسلوب الحياة العصرية يشبه المجلات فيما يتعلق بدمج الأخبار، لا سيما على الغلاف، فهو يمثل أهمية كبيرة. ولأنه ليس هناك الكثير من الأخبار في مجالنا – ليست هناك مؤتمرات صحافية عن أسلوب الحياة العصرية لنغطيها – فإن شعور المحررين والمراسلين بأهمية الموضوعات يعتبر عاملا مهما. وينال أولئك الجائزة عندما يكون هناك موضوع بارز، فيتحدث الناس عنه في كل مكان. ثمة أمر آخر يطرح نفسه هنا، وهو متعلق بصحيفة نيويورك تايمز تحديدا، وعلى الرغم من انه من المعروف انه يوجد حاجز بين الآراء والأخبار في التايمز، إلا أن هذا الفارق يبدو ضئيلا إذا ما قارناه بالفارق مع قسم أسلوب الحياة العصرية. فالآراء في التايمز تبدو ليبرالية التوجه، كما يظهر في سعيها نحو تحقيق العدل الاجتماعي ومعارضة خفض الضرائب. ومن ناحية أخرى، فإن أقسام أسلوب الحياة العصرية تستعرض الحقائب اليدوية التي يصل ثمنها لـ10.000 دولار والمنازل الفاخرة وامتلاك الطائرات الخاصة. ألا تعتبر أن تغطية أقسام أسلوب الحياة العصرية لهذه الموضوعات يغذي روح التملك التي ينتقدها محررو التايمز دائما؟

يجيب تريب بالقول: «نعم هناك فارق كبير بين الرأي وغرفة الأخبار. فنحن لا يطلب إلينا اعتبار ما إذا كانت تغطيتنا تؤيد أو تعارض مواقف صفحة التحرير. ولكن هناك استثناء كبيرا للمقدمة التي يتضمنها سؤالك، وهو أن أقسام أسلوب الحياة العصرية تقدم «موافقة عامة» للسلع الفاخرة وملابس المصممين وأسلوب الحياة العصرية الثرية». وبادئ ذي بدء، فإنني أذكر أنه في آخر مرة كتبنا فيها بإسهاب حول الحقائب اليدوية غالية الثمن، فإننا كتبنا تقريرا حول الحقائب التي يبلغ ثمنها أكثر من 650 دولارا وتلقى رواجا كبيرا – وهذه أخبار كنا نقدمها بموضوعية – وقد تسبب ذلك التقرير في تشكك الكثيرين ممن كان لسان حالهم يقول: «إن هؤلاء في سعيهم نحو الإعلان عن الحقائب غالية الثمن، ينسون شعور الطبقة المتوسطة من الشعب».

* خدمة «نيويورك تايمز» «تخصصات إعلامية» هي زاوية جديدة في ملحق الإعلام تهدف إلى خوض غمار التخصصات االصحافية المختلفة والتحدث مع محررين متخصصين أسبوعيا عن مجالهم وتجربتهم.