«وارنر براذرز» تسخر أحدث التقنيات لتسويق «الرجل الوطواط»

10 ملايين مشاهد لـ «الكليب» الترويجي على «يوتيوب» تثبت أن السر يكمن في الفكرة لا الكلفة

TT

بدا لافتا اعتماد استديوهات «وورنر براذرز» المنتجة فيلم «ذا دارك نايت» سبلا غير تقليدية للترويج للفيلم، مثل تطوير مواقع تسويقيّة خاصّة تحتوي على عروض أوّليّة وصور لأحد أبطال الفيلم في شخصيّة «المهرج» تحت عبارة «لم الجديّة؟»، والكثير من الألعاب والألغاز المختلقة التي أخذت المستخدمين في رحلات خاصّة في العديد من المدن لحلّ بعض هذه الألغاز، وليس اسلوب «موقع الفيلم الرسمي» المعتمد عادة من قبل استديوهات الانتاج. ومن الأفكار الإبداعيّة التي رافقت هذه الحملة إطلاق موقع «واي سو سيريس دوت كوم» http://www.whysoserious.com الذي أرسل المتصفحين في رحلة حقيقية بحثا للعثور على صورة شخصيّة المهرج، وعرض لهم فيديو قصير متعلق بالفيلم بعد عثورهم على الأدلة. واستطاع كلّ متصفح لموقع «أنا أؤمن في هارفي دنت» http://www.ibelieveinharveydent.com إزالة مربع صغير جدّا Pixel من صورة موجودة على الموقع الذي يحتوي على مئات الآلاف من المربعات الصغيرة، الأمر الذي جعل محبي الفيلم يطلبون من أصدقائهم الاشتراك بالموقع لإزالة المزيد من المربعات، والوصول إلى عشرات الآلاف من المشتركين في أقلّ من يوم واحد. وبعد إزالة جميع المربعات، تجلت صورة شخصيّة المهرج المخفيّة بذكاء في الصورة الأصليّة. وإن زار المستخدمون موقع «أنا أؤمن في هارفي دينت أيضا» http://www.ibelieveinharveydenttoo.com، فإنّهم سيرون شاشة سوداء تحتوي على خطأ تقنيّ، وإن حدّدوا جميع الكلمات في الصفحة، فإنّهم سيعثرون على صفحة مليئة بالضحكات الخاصّة بشخصيّة المهرج. وتجدر الإشارة إلى أنّه إن حُذفت حروف H وA من جميع الأحرف الموجودة في الصفحة، فإنّ مجموع الأحرف المتبقيّة سيكوّن جملة «نراك في شهر ديسمبر»، الذي هو عبارة عن عنوان لموقع آخر يحتوي على حملة تسويقيّة أخرى، وهكذا.

وأطلق موقع الفيلم المتصفحين في رحلة واقعية أخرى طالبا منهم البحث عن أدلة متفرقة وزعت على مدن كبيرة في الولايات المتحدة الأميركيّة، وطلب منهم تصوير تلك الأدلة وإرسال الصور إلى الموقع لعرضها. وبعد العثور على جميع الأدلة، قام الموقع بجمع تلك الصور بطريقة خاصّة لإظهار صورة جديدة لشخصيّة المهرج. هذا واستطاع من عثر على الأدلة الوصول إلى موقع على الإنترنت يسمح لهم بتحميل صورهم بعد تنكرهم كشخصيّة المهرج في أماكن مختلفة مشهورة، وحصول كلّ منهم على 25 نسخة من صحيفة وهميّة توزع في داخل الفيلم اسمها «ذا غوثام تايمز»، والتي تحتوي على 4 صفحات و20 موضوعا متعلقا بالفيلم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الصحيفة تحتوي على إعلان مبوّب يطلب «مهرجا مبتدئا لأغراض سريّة، ولا يوجد داع للخبرة على الإطلاق»، ويطلب من القرّاء إرسال رسالة إلكترونيّة إلى عنوان محدّد توصلهم إلى لعبة إلكترونيّة تحتوي على أدلة جديدة. وكانت الأدلة تشير إلى عناوين حقيقيّة في مدن مختلفة، ويجب على اللاعبين الذهاب إلى تلك العناوين، والتي اكتشفوا أنّها عناوين لمخابز. ويجب على اللاعبين قول إن اسمهم هو «روبن بانكس» (اسم يشابه لفظ عبارة «سرقة مصارف») للعاملين في المخبز، ليفاجأوا بحصولهم على كعكة مجانيّة تحتوي على رقم هاتفيّ مصنوع من الكريما الشهيّة. وبعد قطع الكعكة، اكتشف اللاعبون أنّها تحتوي على كيس يوجد فيه هاتف جوّال وشاحن كهربائيّ ومجموعة من أوراق اللعب، بالإضافة إلى بعض التعليمات التي تطلب منهم طلب الرقم الهاتفيّ عبر الهاتف المرفق فقط، وعدم مشاركة الآخرين بالرقم الموجود على الكعكة. وبعد طلب الرقم، سمع المتصلون صوتا يشكرهم ويخبرهم أنّه يعلم هويّتهم، ومن ثمّ حصولهم على رسالة نصيّة تطلب منهم شحن الهاتف بشكل دائم وحمله معهم أينما ذهبوا، لأنّهم سيحصلون على معلومات مهمّة جدّا. وحصل المشتركون في هذه اللعبة على العديد من الرسائل المميّزة، بعضها احتوى على صور توجد فيها أدلة توصلهم إلى مواقع إلكترونيّة جديدة. هذا وحصل اللاعبون على رسالة جديدة في 15 يوليو (تموز) تخبرهم بأنّهم حصلوا على تذاكر مجانيّة لمشاهدة عرض الفيلم في السينما كعربون امتنان ووفاء لجهودهم وإخلاصهم.

من جهة ثانية حصل عرض الكليب الترويجي للفيلم على موقع «يو تيوب» المجانيّ على أكثر من 10 ملايين مشاهد، الأمر الذي يدل على شعبيّة الفيلم وسهولة الوصول إلى العرض عبر الموقع المميّز، والذي خفف على استوديو الإنتاج الكثير من العناء من حيث عدد المستخدمين الذين يريدون مشاهدة العرض وسرعة الإنترنت المقدمة، وغيرها من العوامل التقنية المختلفة والمكلفة. وامتلأت مجموعة خاصّة بالفيلم على شبكة «فيسبوك» الاجتماعيّة بالمشتركين، حيث التحق أكثر من 57 ألف مستخدم بهذه المجموعة للحصول على صور وعروض ومعلومات حول الفيلم، بالإضافة إلى تقديمه صورا لحفلات الافتتاح الأولى في الكثير من مدن العالم، وتوفير منتديات لنقاش عناصر عديدة في الفيلم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الضجة الإعلامية التي نشرها متصفحو هذه المواقع جعلت الكثير من الأشخاص الذين لا يُعتبرون من معجبي الفيلم يريدون حضوره لمعرفة ماهيّته ومشاهدة ما شوقهم لأشهر عدّة، وبطرق إبداعيّة. وأثبتت هذه الطريقة في التسويق الإلكتروني أن الشركات لا تحتاج إلى إنفاق كميّات كبيرة من المال، وإلى طرح مواقع غنيّة بالتقنيات المختلفة، حيث أن أي شخص درس تصميم المواقع لشهر واحد يستطيع تصميم جميع مواقع هذه الحملة. ويكفي وجود فكرة إبداعيّة وقاعدة شعبية للفيلم لإنجاح هذا النوع من الحملات التسويقيّة.