«صحافة المواطنين».. عنوان ورشة عمل في لبنان

عندما يصبح كل مواطن صحافياً ومواقع الانترنت مدونات إخبارية

التطورات التقنية جعلت من صحافة المواطنين ظاهرة دولية («الشرق الأوسط»)
TT

يتعرض العاملون في مجال الصحافة لمنافسة شديدة، بعدما أصبح كل مواطن قادراً على نشر أفكاره وأخباره فعملية النشر التي كانت تتطلب مبالغ طائلة أصبحت بمتناول أي إنسان يملك فرصة الوصول إلى شبكة الانترنت. ويشعر أهل الصحافة المكتوبة مرة جديدة بأنهم أمام امتحان جديد، فرغم أنهم استطاعوا تخطي ظهور الراديو وبعده التلفاز، كما تكيفوا مع الموقع الالكتروني التابع لصحيفتهم وغيرها من الصحف، ليتكامل عملهم عبر إدماج التقنيات الحديثة بالخبرة التحريرية، وتزويد المراسلين بكل ما يلزم لأداء أدوار أكبر بحيث تحول كل منهم إلى مراسل ومصور ومحرر أو معد في بعض الأحيان. ها هم اليوم يقفون أمام معضلة تتمثل في صحافة المواطن وهو ما يعني أن كل مواطن يمكن أن يكون صحافيا.

صحافة المواطن أو الصحافة الالكترونية، تعبيران درجنا على سماعهما أخيرا، وكان لهذين التعبيرين فرصة لأن يتحولا إلى عنوان لورشة نظمها برنامج التدريب الصحافي في الجامعة الأميركية في بيروت، بتمويل من مؤسسة «هاينرش بول» الألمانية. هذه الورشة التي أثارت حشريتنا الصحافية شارك فيها عدد من الصحافيين من لبنان والعالم العربي، إضافة إلى منظمات من المجتمع المدني. وأقيمت الورشة باللغة الإنجليزية مصحوبة بترجمة فورية إلى العربية، أثمرت مدونات عدة، استخدم في إنشائها آخر التقنيات المتاحة، ودُمجت فيها اشرطة مرئية وملفات عرض وتسجيلات وروابط.

تخلل الدورة التي استمرت على مدى 5 أيام، محاضرات عن المدونات الإلكترونية blogs والوسائط الرقمية(digital tools)، وأخلاقيات الصحافة الإلكترونية. ويضاف إلى المحاضرات الغنية، عرض للتطبيقات وسبل الاستفادة من المواقع المجانية الخاصة بالمدونات، وسبل استغلالها في إطار العمل الصحافي أو الاجتماعي.

جيسيكا دير مديرة مشروع الإعلام الإجتماعي التبادلي في بيروت عرضت لمفهوم الإعلام الإجتماعي، وشرحت ما يعرف ببرنامج ويب 2.0 الذي ترتكز عليه معظم البرامج والمواقع الاجتماعية كالفايسبوك والهاي 5 والمايسبيس، كما قدمت شرحا تطبيقيا لسبل إنشاء المدونات الخاصة وروابطها وكيفية إعداد الصور والتعليقات والمونتاج الخاصة بالمواقع الالكترونية باستخدام برامج كالـ«موفي مايكر» والـ «أوداسيتي» والـ«ساوند سلايد بلاس». وأشرفت دير على مشاريع المشاركين في الدورة والتي انتهت بمدونات خاصة، حملت بانتاجات الدورة نفسها وتطبيقاتها العملية. وتحدثت على مدى أيام الورشة عن العالم الالكتروني وتطبيقاته المختلفة وأهمية أن يكون الصحافي الالكتروني متصلا بالشبكة بشكل متواصل، وكيفية الإفادة من الوسائط الالكترونية وتطويع الهاتف مثلا للتبليغ عما تقوم به من خلال موقع خاص يسمى «تويتر»، أو كيفية استغلال مواقع كالفايسبوك للترويج لسلعة ما أو لدعم قضية اجتماعية وحتى سياسية. وللوصول إلى أكبر شبكة من المعارف لا بد من الإفادة من عملية الروابط والتشبيك، بما يتيح لموقعك أن يدرج على مواقع أخرى. من جهته ساهم منسق مشروع الإعلام الاجتماعي التبادلي في بيروت محمد نجم في الدورة من خلال شروحات عن تطبيقات موقع ديليشيوس الذي يوفر فرصة حفظ مواقعك الالكترونية المفضلة على الشبكة وإمكانية مشاركة هذا النوع من المواقع وغيرها من المواقع المشابهة مع غيرك على الموقع عينه مثال على ذلك إن كنت مهتما بموقع عن الطيور النادرة وأدرجته على موقعك يمكن أن ترى أشخاصاً آخرين مهتمين بالموقع عينه ويمكن أن تلج لائحة مواقعهم الأخرى إذا كانت متاحة، كما يحق لك أن تحجب مواقعك. إنه عمل تبادلي حيث تتشارك مواقعك المفضلة وتصنفها وترى مواقع الآخرين وتصنيفاتهم. كما وفر نجم شرحا حول آلية عمل أيقونة الـ «آر أس أس» الإخبارية والتي تتيح لك فرصة أن تأتي الأخبار إليك بدلا من أن تذهب أنت إلى مواقع عدة بحثا عن الأخبار.

وعملت مديرة برنامج التدريب الصحافي في الجامعة الأميركية في بيروت الإعلامية ماجدة أبو فاضل على توفير مادة ارشيفية إخبارية غنية بالمعلومات حول التطبيقات الخاصة بالصحافة الالكترونية، كما ساهمت من خلال خبرتها في مجال الصحافة المكتوبة والالكترونية بعرض بعض من تجاربها الشخصية، إضافة إلى مساهماتها في بعض المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، ولم تبخل على المشاركين بعرض للوسائل التي تستعملها وهي تتكل على هاتف جوال من طراز نوكيا لتصور وتسجل وتطبع مستعينة بلوحة مفاتيح خاصة قابلة للطي لتعمد إلى إرسال قصتها مباشرة من خلال جهاز واحد. وقدمت أبو فاضل بعضا من خبرتها الطويلة لتقدم نصائح تتصل بأخلاقيات العمل الصحافي، وضرورة عدم قبول الهدايا الثمينة التي قد يكون هدفها الرشوة، والمصادر الموثوقة وأهمية الاستحصال على حقوق الملكية الفكرية أو استئذان كاتب المقال أو الصحيفة المعنية.