«غوغل».. بصمات واضحة في مجالي الإعلان والإعلام

أدوات سهلت التعبير عن الآراء والترويج للمنتجات.. وأرشفة الصحف أحدث المشاريع

TT

لاقت الخدمات الإعلامية التي قدمتها «غوغل» خلال السنوات الماضية، رواجا كبيرا بين المستخدمين والمحترفين، ذلك أنهم وجدوا فيها سبلا جديدة للتحرر من الطرق الكلاسيكية لترويج المنتجات وجني الأرباح وعرض المواهب والتعبير عن الآراء، وبمختلف اللغات.

أخيرا طرحت «غوغل» خدمة جديدة مجانية باللغتين العربية والإنجليزية، اسمها «نول» (تعني الكلمة «وحدة المعلومة»)، (وهي مشابهة للموسوعة الالكترونية المعروفة باسم «ويكيبيديا»). وتسمح هذه الخدمة للمستخدمين كتابة مواضيع في مجالات مختلفة ونشرها على الموقع، وقراءة المواضيع التي كتبها الآخرون. واستطاعت «غوغل» جني الأرباح لقاء خدماتها باستخدام نظم إعلانات حديثة، مثل «آد ووردز» الذي يسمح للشركات، مهما كان حجم ميزانياتها الإعلانية، بالإعلان عن خدماتها ومنتجاتها عبر شبكة «غوغل»، والدفع لقاء كل مستخدم ينقر على الإعلان. هذا ويمكن للشركة كتابة الإعلان الذي تريده واختيار الكلمات والعبارات الرئيسية المرتبطة به. وعند كتابة أي مستخدم لإحدى هذه الكلمات في محرك البحث «غوغل»، فإن الإعلان سيظهر فورا إلى جانب نتيجة البحث، الأمر الذي سيرفع من احتمال نقر المستخدم على الإعلان لأنه يبحث عن منتج مرتبط بمنتج الشركة. هذا وتقدم «غوغل» خدمة مميزة مرتبطة تتمثل في السماح للشركات المعلنة بصنع مواقع مجانية خاصة بها بواسطة بعض أدوات «غوغل»، وبشكل سهل ومبسط.

ويمكن للمشتركين بهذه الخدمة اختيار الإعلان بالنصوص أو الصور أو عروض الفيديو، وإيصال الرسالة التي يريدونها بالشكل الذي يريدونه. ويمكن مثلا لشركة تبيع الكاميرات الرقمية وضع إعلان يظهر في الصفحات التي تقيم الكاميرات الرقمية، حيث سيُعرض فيديو قصير عن الشركة يمكن النقر عليه للوصول إلى صفحتها. هذا ويمكن للشركة تخصيص المواقع، أو حتى أجزاء من المواقع، التي ستظهر إعلاناتهم فيها، مثل تخصيص شركة بيع ملحقات وإكسسوارات للسيارات الألمانية تريد لإعلاناتها الظهور في الصفحات التي يوجد فيها محتوى مرتبط بالسيارات الألمانية، وليس اليابانية.

وتقدم «غوغل» مجموعة أدوات لمتابعة حال الإعلانات، حيث سيُعرض تقرير مفصل يعرض عدد النقرات لجميع الصفحات التي يوجد فيها إعلان المستخدم، ليعلم أي المواقع لا تجذب انتباه المستخدمين، وأيها يجلب له زبائن كثيرين. ويمكن أيضا توجيه الإعلان نحو مناطق جغرافية محددة، مثل مدينة المستخدم، أو البلدان المجاورة لبلده، أو تلك الموجودة في قارته، أو أي تخصيص آخر حسب رغبة المستخدم.

أما «غوغل» آد سينس، فهي خدمة تعرض إعلانات على صفحات الكتاب مرتبطة بفكرة موقعهم. ويمكن للمستخدم اختيار شكل الإعلان ولونه ليلائم تصميم الموقع، وأدوات هذه الخدمة سهلة الاستخدام. وتربط هذه الخدمة مشتركي خدمة «آد ووردز» بالمواقع، وتغير الشركة الإعلانات حسب درجة شهرتها، الأمر الذي سيريح المستخدم من عناء مجاراة المعلنين ومتابعتهم، حيث يمكنه التركيز على تطوير محتوى موقعه. وسيحصل صاحب الموقع الذي يوجد فيه الإعلان على مبلغ من المال عند نقر أي متصفح للموقع على الإعلان.

على صعيد التدوين، يمكن لأي مستخدم تصميم موقع جديد باستخدام مجموعة من الأدوات المجانية التي تقدمها الشركة، مثل أدوات تصميم المدونات «غوغل بلوغر» التي تسمح بنشر آراء مستخدميها في دقائق معدودة، مهما كانت خبرتهم التقنية، وتقترح عليهم تصويبات للأخطاء الإملائية أثناء الكتابة. ويمكن لمستخدمي هذه الخدمة تخصيص شكل المدونة وعنوانها وإضافة الصور وعروض الفيديو إلى كتاباتهم بسهولة كبيرة. هذا وتسمح الأدوات للمستخدمين بالحصول على آراء القراء وإضافة الأخبار الجديدة من هواتفهم الجوالة بشكل فردي أو جماعي (خدمة مفيدة للصحافيين الذين يغطون المؤتمرات بشكل حي ومباشر)، وحتى إضافة بعض البرامج المجانية إلى المدونة. هذا وتسمح «غوغل» لمستخدمي هذه الخدمة بنشر الإعلانات على مواقعهم وجني الأرباح خلال ذلك.

أما «غوغل إيرث»، فهي خدمة تسمح للجميع بزيارة العالم من منازلهم، وبناء المجسمات المعمارية وعرضها في المدن الحقيقية على الخريطة أمام المستثمرين والمشترين. وتبنت الكثير من نشرات الأخبار هذه الخدمة لعرض المناطق المذكورة في التقارير، خصوصا إن صعب تصويرها في حالات الحروب والكوارث الطبيعية.

هذا وقدمت «غوغل» أخيرا خدمة لتتبع حالة إعصار «غوستاف» في خليج الولايات المتحدة الأميركية، الذي كان يعرض حالة الغيوم بشكل مُحدث باستمرار. وتجدر الإشارة إلى أن «غوغل» أطلقت قمرا صناعيا خاصا بها لمسح العالم جغرافيا قبل بضعة أيام، تحت اسم «جيو آي-1»، وذلك في خطوة لتطوير خدماتها.

ونذكر أيضا استحواذ الشركة على خدمة موقع «يو تيوب» المتخصص بتقديم عروض الفيديو، الذي تهدف الشركة من خلاله إلى توزيع العروض المجانية المرفقة بالإعلانات التي تظهر على شكل شريط في أسفل مشغل الفيديو، ويمكن النقر عليه إن أراد المستخدم لتظهر شاشة صغيرة تحتوي على تفاصيل الإعلان. وهاجمت بعض شركات إنتاج العروض، «غوغل»، حول نشر موقع «يو تيوب» عروض فيديو غير مرخصة، الأمر الذي أثار زوبعة كبيرة تسببت بوجود قضايا قانونية للبت في الموضوع.

وهناك بالتأكيد «غوغل نيوز» وهي الخدمة الإخبارية من «غوغل» التي تعتمد على نقل روابط القصص من مواقع ناشريها (وهي في معظم الحالات الوكالات والمؤسسات الإعلامية الكبرى).

وقد أعلنت شركة «غوغل» قبل أيام أنها بدأت في عمل ميكروفيلم لأرشيف تاريخي لبعض الصحف، من أجل السماح بالبحث فيه عبر الإنترنت، وذلك من خلال خدمة أخبار «غوغل» أولا، ثم على مواقع الصحف الإلكترونية. وفي إطار هذا البرنامج الموسع، تتحمل «غوغل» تكاليف تحويل أرشيف الصحف إلى نسخة رقمية، كما فعلت الشركة مع مشروع تحويل الكتب. وكانت الشركة قد أغضبت بعض ناشري الكتب لأنها فشلت في الحصول على تصريح بتصوير الكتب التي تخضع لحقوق الملكية الفكرية. ولكنها ستحصل على موافقة ناشري الصحف قبل أن تصور أرشيفها، وستضع إعلانات إلى جوار نتائج البحث، وستشترك في أرباح هذه الإعلانات مع ناشري الصحف حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».