ماذا يعني أن تكون محرر «محليات»؟

الصحافي المشرف على ملحق «ميتروبوليتان» في جريدة «نيويورك تايمز» يتحدث عن تفاصيل عمله

جو سيكستون
TT

جو سيكستون هو محرر صفحات «متروبوليتان» أو«المحليات» في جريدة نيويورك تايمز، وهو أحد أبناء حي بروكلين، وأصبح محرر متروبوليتان في يناير من عام 2006، وكان قد التحق بصحيفة التايمز عام 1987 كمراسل رياضي حيث كان يغطي دوري هوكي المحترفين ودوري البيسبول، ونتيجة لأدائه المتميز نشرت أعماله في «أفضل الكتابات الرياضية الأميركية في عام 1992» (هونتون ميفلين).

انتقل سيكستون بعد ذلك إلى العمل كمحرر لأخبار المدن الكبرى في الفترة ما بين 1994 و1998 ليصبح المحرر المتخصص الوحيد في الرياضة، ثم عاد بعد ذلك إلى قسم أخبار المدن الكبرى في عام 1999 كنائب لرئيس التحرير للتحقيقات والمؤسسة، وكان من بين سلسلة التحقيقات التي أشرف عليها ذلك التحقيق الذي أجراه كليفورد جيه ليفي والذي دار حول الانتهاكات التي يتعرض لها الشباب المعاقون ذهنيًا في مجموعة من المنازل في مدينة نيويورك. وقد فاز ذلك التحقيق بجائزة بوليتزر عن التحقيقات في عام 2003.

> في بداية الأمر أود أن أشير إلى أن أحد أكبر الانتقادات التي توجه إلى نيويورك تايمز أنها تقوم بعمل رائع في عرض القضايا المختلفة على الساحة الدولية (الخاصة بالعراق والشرق الأوسط والنزاعات المسلحة في الأماكن القاصية والدانية من العالم) لكنها تقوم بأداء سيئ عندما يتعلق الأمر بتغطية أخبار نيويورك، وبما أنك المحرر المختص بتغطية المدن الكبرى هل يمكنك أن توضح للقراء كيف تضطر إلى النضال للكتابة عن الشؤون المحلية؟

ـ أولاً أود أن أقول لك: انني ولدت في نيويورك وعشت فيها ومن ثم لا يمكن أن يكون لديك رفيق روحي أفضل مني في الرغبة لتقديم التغطية ذات المستوى العالي قدر الإمكان عن المدينة، لكن ليس من قارئ منصف للصحيفة ـ بالأمس أو اليوم أو العام الماضي أو في 1985 ـ يمكنه القول ان الصحيفة تقوم بعمل سيئ في تغطيتها لأحداث نيويورك.

والدليل على ذلك أنك إذا ما قمت باختيار أي موضوع رئيس حدث خلال السنوات العديدة الماضية ستجد أن تغطية الصحيفة له لا تماثلها تغطية في أي صحيفة أخرى.

وبالطبع فإنك بسؤالك عن التوازن الذي يجدر بالصحيفة القيام به يوميا فأنت بذلك تصل إلى قضية شرعية، فقد بذلت الصحيفة جهدا كبيرا خلال العقد الماضي لكي تصبح صحيفة قومية والآن تتمتع بسمعة عالمية، وهناك البعض ممن يعتقدون أن المدينة التي شهدت مولد الصحيفة أصبحت تحظى بمساحة صغيرة على صفحات الصحيفة، ربما يكون ذلك صحيحا، ففي بعض الأحيان، في اجتماعات الأخبار تلك التي أشرت إليها يمكن التوصل إلى تسوية، فعلى سبيل المثال يمكن إنشاء صفحة أولى للطبعة القومية والتي تتناول الأخبار المحلية التي تتعامل معها صفحة مترو ثم تنقل بعد ذلك إلى طبعات نيويورك تايمز.

> لماذا تحتوي الأعداد التي توزع في كاليفورنيا على قسم خاص بمدينة نيويورك؟ لماذا لا تلغون هذا الجزء وتوفرون في طباعة الصحيفة؟

ـ الطبعة المحلية بالنسبة لجريدتنا تحتوي على كم كبير من التقارير الخاصة بنيويورك لعدد من الأسباب، أولها أولئك الذين تركوا نيويورك ويعيشون في مناطق أخرى من البلاد والمتعطشون لمعرفة أخبار نيويورك وكذلك لأننا نعتقد أن ما يحدث في واحدة من أهم المدن العالمية مثار اهتمام بالنسبة للمواطنين على مستوى العالم.

> مع وجود عدد كبير من الطبعات يصبح من المستحيل إضافة رأي شخصي بالنسبة للأخبار الكبرى خاصة هنا في نيويورك؟

ـ نظرا لأننا نحرص أشد الحرص على أن تكون الأخبار المحلية بها عنصر من نيويورك وأن يعمل الخبر الخاص بنيويورك كإشارة إلى الاتجاهات الوطنية أو البيانات أو الأمثلة.

> بالنسبة لي هناك أحد المظاهر المسيطرة والتي تمثل تناقضا في تغطيات صحيفة نيويورك تايمز. ان الصحف الأخرى مثل واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز تقدم بمزج عدد من الأبعاد المختلفة بنجاح في تغطيتهم، وهذا الأمر لا يقتصر على كيفية عرض الخبر، وإنما عن كيفية اختيار الخبر لتغطيته؟ فما هو رأيك بالنسبة لهذا المنظور كمحرر؟

ـ أعتقد أن الجريدة تقدم لقرائها ـ من كل الأجناس والمستويات المختلفة من الدخل ـ على الدوام كما كبيرا ومتوسعًا من المعلومات للتفكير بها والاعتماد عليها والحديث عنها والنقاش بشأنها واستخدامها في فصولهم الدراسية أو غرف الطعام أو غرف النوم.

ولقد كان كبار المسؤولين في الجريدة يعتقدون منذ زمن طويل أن وجود فريق عمل متنوع من المحررين والمراسلين أمر صحي ومفيد جدا، وربما يكون سجل الجريدة في ذلك مشوشا في الأعوام الأخيرة، لكني لا أعتقد ذلك بالرغم من أن هذا الاعتقاد قد أصابه بعض التذبذب.

ومن ثم فإنني أعتقد أن ميزة وجود فريق عمل متنوع تبرز في ما ننشره في كل يوم ـ عندما أقول فيما ننشره كل يوم فإنني أعني أنني لا أعتقد أن مميزات الحصول على فريق عمل متنوع يجب أن يتبع صيغة واضحة فعلى سبيل المثال الصحافي الأميركي من أصول أفريقية يمكن أن يقوم بعمل تقرير صحافي بصورة أفضل من صحافي موهوب آخر حول قضية معينة لها صلة بالأميركيين من أصول أفريقية أو أن يقوم محرر أميركي من أصول آسيوية بالكتابة عن قضية تخص الأميركيين من أصول آسيوية لا يستطيع محرر آخر الكتابة عنها.

والأمر بالنسبة لي، على أية حال، يمثل بعدًا جوهريا فأنا أعتقد أن الصحيفة التي يشترك في إصدارها فريق عمل مختلف ـ حيث توجد التجارب المختلفة والمناقشات بين بعضهم بعضا والخبرات المتنوعة والمناقشات القوية ـ تشكل نموذجا أرقى وأفضل من تلك التي يصدرها فريق عمل أقل تنوعا، وهي من نواح مختلفة واضحة وأكثر رقة، وأتمنى أن تبقوا معنا.

* خدمة «نيويورك تايمز»