بريطانيا.. استهداف قلوب المستهلكين عبر جيوبهم

TT

في بريطانيا، لا مجال للهرب من معرفة بأن البلاد تمر بحالة من التراجع الاقتصادي، فالخبر هو الأول منذ فترة على نشرات الاخبار وعلى صفحات الصحف الرئيسية في البلاد. حتى اللوحات الاعلانية تحول قسم كبير منها ليذكرك بالحالة الاقتصادية، وإن كان ذلك بخبر سعيد متعلق بتخفيض أو عرض خاص لهذه الفترة.

صحيفة «ذا صن» البريطانية الشعبية كانت سباقة في الـ«طبطبة» على اكتاف الشعب البريطاني، رغم أن قراءها اجمالا ليسوا من موظفي البنوك أو العاملين في المجال المالي الذين فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة الأخيرة، فأعلنت صحيفة التابلويد الشهيرة عن خفض سعرها من 30 بنسا إلى 20.

في المقابل، تتسابق محلات السوبر ماركت على لقب «المكان الاكثر مساعدة لك على التوفير»، وذلك عن طريق اعلان العروض الخاصة.. في حين ذاع صيت محلات السوبر ماركت المعروفة اساسا بانها للموفرين، مثل «ازدا» و«ليدل». اللافت في هذا السياق، كان ما أوردته صحيفة «الغارديان» البريطانية أخيراً، حيث ذكرت في سياق تقرير عن تأثير الحالة الاقتصادية في تراجع «قيمة ماركات» Brand Value لعدد من أكبر الماركات التجارية، على رأسها بطبيعة الحال مجموعة من أكبر بنوك العالم.

إلا أن الاستثناء بحسب التقرير كان متاجر «وول مارت» (المالكة لـ«ازدا» في المملكة المتحدة)، ومنافستها «تارغيت» اللتين تركزان في رسالتهما على التوفير على المستهلك.

وبحسب تقرير «ذا غارديان»، فإن الأزمة المالية العالمية، عقب انهيار «لايمان بروذرز» وبيع «ميريل لينش» ومساعدة «اي.اي.جي»، قد تسبب بمسح نحو 50 مليار دولار من قيمة أكبر ماركات العالم في الأسابيع الأولى من سبتمبر، وكان 80% من ذلك المسح متعلق بكبريات المؤسسات المصرفية.

ولعل العرض الذي قدمه رائد المسرح البريطاني، انرو لويد ويبر، لموظفي البنوك المسرحين، يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية عليهم، فقد تبرع ويبر بتذاكر مجانية لهؤلاء الموظفين الذين فقدوا عملهم (شرط تقديم الاثبات) لعروض مسرحيته The Sound of Music وthe Amazing Technicolor Dreamcoat and Joseph، مضيفا لـ«بي بي سي» بالقول: «لعل التذاكر تساهم في ان تواسي هؤلاء الناس بعض الشيء!».