الطباعة المبكرة للصحف.. عادة رمضانية كويتية

12 صحيفة من أصل 14 تصدر بدايات مساء اليوم السابق لموعد الصدور

احد اكشاك بيع الصحف في الكويت («الشرق الأوسط»)
TT

رغم أن الصحف الكويتية اليومية تصدر أيام العام فجرا، إلا أنها في رمضان تسلك نهجا مختلفا يتمثل بطباعتها مبكرا، وفي مساء اليوم الذي يسبق التاريخ الصادر على صدر صفحتها الأولى.

ولا يستطيع الصحافيون تفسير هذه العادة، أو تأريخ بدايتها، فهي مرتبطة برمضان، ومعظم من يعملون في الصحافة امتهنوا العمل وهي موجودة، حتى أولئك الذين بدأوا عملهم في ثمانينات القرن الماضي.

وتتغير وتيرة العمل الصحافي في شهر رمضان، إذ يحرص القائمون على الصحف على إتمام إنجاز الصفحة الأولى، آخر الصفحات التي تسلم للمطبعة، قبل موعد الإفطار، كما يعود بعض الصحافيين بعد صلاة العشاء للعمل على الصفحات التي تسلم مبكرا، ليفرغوا من معظم الجريدة في منتصف الليل، فيما تبقى الصفحات التي تحتوي مضمونا خبريا، كحد أقصى ثلاث صفحات، الأولى والمحليات الرئيسية ورئيسية الاقتصاد، لتنجز حتى عصر اليوم التالي.

وفيما كانت الصحف الكويتية لا تتجاوز الخمس حتى عامين مضيا، إلا أن قانون المطبوعات الذي أقر في مارس 2006 فتح المجال أمام إصدار تراخيص لصحف جديدة، ليرتفع عدد الصحف اليومية من 5 إلى 14 ناطقة باللغة العربية، فيما تصدر 4 صحف يومية باللغة الانجليزية، وواحدة بالأوردو، وهي اللغة التي ينطق بها حوالي مليون وافد، في بلد يصل عدد سكانه إلى 2.4 مليون نسمة، منهم مليون مواطن.

وبينما تأثرت الصحف الجديدة بالعادة الرمضانية، أصرت صحيفتا «السياسة» وهي عريقة وقديمة وزميلتها «أوان» التي صدرت العام الماضي على الالتزام بوتيرة الصدور كما هي طوال العام.

ويجد بعض المحررين أنفسهم في ورطة، خصوصا محرري القسم البرلماني، إذ اعتادوا متابعة أخبار البرلمان ونوابه حتى الساعة الخامسة مساء، لهذا فهم أكثر من يعاني من تغير مواعيد العمل، كما يقول سالم الدوسري المحرر البرلماني في جريدة «الوسط» الكويتية، ويضيف مبينا لـ«الشرق الأوسط» أن المحررين يحاولون «رصد جميع تصريحات النواب، لكن في رمضان، نحاول الحصول على تصريحات مبكرة قدر المستطاع، أما التصريحات التي تخرج ما بعد الساعة الرابعة عصرا فترحّل إلى اليوم التالي، لأن الصحيفة تطلب منا تسليم آخر مواضيعنا الساعة الثالثة عصرا، ولا تتسلم أي خبر بعدها إلا إن كان مهما جدا».

أما مرزوق العجمي الذي يتولى مسؤولية رئاسة قسم الرياضة في صحيفة «النهار» فيؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «نظام الصدور في رمضان بالنسبة لصحيفتنا لم يغير كثيرا من إيقاعها، خاصة وأنها ظلت حتى قبل رمضان تصدر في وقت مبكر، حيث إنها تعتبر من أوائل الصحف صدورا، فهي توجد في الأسواق في الأيام العادية الساعة السابعة مساء، وهو ما يعني إغلاق الصفحات قبل الساعة الخامسة، أما في رمضان فلم يختلف الوضع، فبدل الصدور الساعة السابعة مساءً، بدأنا الصدور في الساعة الخامسة، وعليه لم يتغير علينا الأمر كثيرا، وربما نكون نحن الصحيفة الوحيدة في الكويت التي دخلت إيقاع رمضان دون اختلاف كبير يذكر».

ورغم أن الكويت تعتبر دولة صغيرة، إلا أنها تحوي أكبر قدر من الصحف اليومية ومن المتوقع أيضا صدور صحف جديدة في الشهور المقبلة، ويرى مراقبون أن 2009 قد يشهد صدور أكثر من 10 صحف يومية دفعة واحدة، خاصة بعد منح أكثر من 40 ترخيصا لإصدار صحف يومية، مما حدا بالبعض إلى التساؤل: هل تستوعب الكويت كل تلك الصحف اليومية ذات التوجهات المختلفة، والتي إن اختلفت في محتواها ومضمونها إلا أنها من المؤكد ستلتزم بذات العادة الرمضانية التي تدفعها للطباعة المبكرة، مرضاة لتغير مزاج القراءة في رمضان، بهدف إرضاء جمهورها.