اذا يعني أن تكون محرر «إعلام وتسويق»؟

الصحافي المختص في «نيويورك تايمز» يتحدث عن تجربته وحيثيات عمله

TT

يعمل بروس هدلام كمحرر «إعلام وتسويق» في صحيفة نيويورك تايمز. وقبل ذلك عمل في قسمي سركيوتس وسكيبس الأسبوعيين في نيويورك تايمز، كما كان يشارك بين الحين والآخر في مجلة نيويورك تايمز و«سلايت». وفيما يلي يجيب عن أسئلة متعلقة بمجال عمله وتخصصه:

> هل تحاول استشراف الاتجاهات قبل وقوعها أم الكشف عنها بعد حدوثها؟

ـ الإجابة المختصرة والأسهل: بعد وقوعها. فإذا ما حاولت استشراف المستقبل لربما تحولت إلى نطاق آخر تماما من الأعمال، كالعمل في البورصة (لكني لا استغل قواي سوى في أعمال الخير بالطبع)، لكن مع ذلك فسؤالك يصيب كبد حقيقة ما يجالده الصحافيون على الدوام فوظيفتنا تقتضي منا الخروج إلى العالم والتعرف على ما يجري. لكن ما نشاهده في بعض الأحيان لا يمكن تصنيفه وتحويله إلى خبر، وعندما يدخل الصحافي إلى تلك المنطقة الرمادية فإنه يميل إلى إعادة صياغة القصة في صورة تشتمل على معلومات قصصية أو غامضة في موضوع واحد.

وفي قسم الأعمال نميل إلى أن نكون محافظين أكثر في تعريف الاتجاهات وذلك لأننا نشعر بأن لدينا التزاما بدعم ما نكتبه بالأرقام أو حتى بالأمثلة المقنعة على الأقل. ومن ثم فإن لدينا بعض القواعد سوف أحاول أن أتبعها خلال كتابة قصة عن الاتجاهات:

1 ـ لا تخلق شعورا قوميا من بعض الأمثلة القليلة، فعلى سبيل المثال إذا ما كشف أحد الصحافيين عن قصة مدهشة لشيء قد وقع في وقت ما ثم حكى بعد ذلك قصة خيالية رائعة، فسوف تختلط الحقائق. فما يمكن أن يكون قابلا للتصديق في مكان قد يكون محل شك في مكان آخر.

2 ـ الاتجاهات حتى وإن كانت حقيقية فإنها لا تدوم. 3 ـ الملاحظة وعدم التنبؤ. فيكفي أن تلاحظ أن زيادة الاهتمام بأفلام الفيديو على الشبكة العنكبوتية، دون أن تتوقع أن يقوم يوتيوب في يوم من الأيام بسحب البساط من تحت أقدام شبكات التلفزيون. وقد كانت التايمز قد ذكرت يوتيوب في نوفمبر من عام 2005، وفي ذات المقال ذكرت خمسة مواقع أخرى لتبادل مقاطع الفيديو مثل «كليبس شاك، جوجل فيديو، فيميو، فانفرا وبليب تي في» (وهناك سبب آخر يجب أن يبهجك هو أنني سمسارك في البورصة).

> لماذا تقوم نيويورك تايمز بتقديم تغطية كبيرة لوسائل الإعلام والإعلان؟ هل تعتقد أن هذا العالم المتسارع مهتم بمعرفة كل التفاصيل في الصحف والتلفزيون أو فيمن يستأجر وكالة الإعلان؟

ـ كجزء من الإجابة للأكاذيب التي نتهم بها هي: أود ان أشير إلى أننا صحيفة من نيويورك وهو ما يجعلنا محط أنظار الكثير من كبريات وسائل الإعلام والشركات الإعلامية في العالم. إلا أنه بالطبع لا يزال هناك الكثير لنقوم به فعالم الإعلام والإعلان يميل إلى خلق ـ أو على الأقل تطوير ـ شخصيات مؤثرة تعمل على تقديم عدد لائق من الجريدة، فعندما يكون لدي كاتب في الجريدة مثل ديفيد كار فإن ذلك يشكل مزيجا رائعا. ولن أكون منصفا إذا لم أعترف أن هناك بعض النرجسية في التحرير. فالتايمز جزء من العمل الإعلامي حيث تجد نفسها رائعة بحق. ولكن هل يهتم العالم الخارجي؟ أتمنى ذلك. فعندما أقوم بتحرير القسم الإعلامي مع نائبتي جنيفر كنجستون فأنا أتخيل نوعين من القراء، القارئ الداخلي والقارئ الخارجي. والقارئ الداخلي هو شخص إما عامل في مجال الإعلام أو منخرط بشكل كامل في مجال الإعلام والتكنولوجيا والقارئ الخارجي قارئ مهتم، وعندما يتم ترتيب القسم بشكل جيد فإننا بذلك نكون قد قدمنا توازنا رائعا بين اهتمامات مختلف القراء، وإذا لم أجذب انتباه القارئ غير المنتظم للصحيفة ينجذب إلى أي من المقالات أو أحد الأقسام الموجودة في الجريدة أيضا فإنني بذلك أكون قد فشلت في تأدية رسالتي.

وأن أقول عن العمل في مجال العمل الإعلامي أنه وظيفة تستحق القيام بها لأن ذلك المجال أصبح رائعا بحق الآن. فمنذ عشر سنوات مضت كانت الصناعة في غالبيتها في أيدي الرجال الذين يتحكمون في الصناعة الإعلامية (وقد كان غالبيتهم من الرجال) والذين بنوا شركات كبرى مثل تيم وارنر وفياكوم. أما الآن وبفضل التكنولوجيا الحديثة مثل الشبكة العنكبوتية تحاول تلك الشركات أن تكتشف الطريقة المثلى للتعامل مع الشباب ذوي الثمانية عشر ربيعا الذين لا يحبذون الدفع لتحميل اسطوانة قيمتها 50 سنتا، ولن يشاهدوا برنامج «ذا أوفيس» عندما يذاع يوم الخميس (أو ربما لا يشاهدون التلفزيون)، بل يفضلون الحصول على الأخبار من إحدى المدونات أكثر من الصحف المحلية. > كيف يمكن للصحيفة أن تكتب تغطية عن نفسها؟ وكيف تحاول تجنب صراع المصالح؟

ـ أحد أبرز الأمور الأساسية للإجابة عن هذا السؤال هو هل يتم نفس الشيء في الواشنطن بوست أو وول ستريت جورنال؟

الخط ليس دائما شديد الوضوح بشأن ذلك، لقد خضت مناقشات ضد ولصالح العديد من القضايا وربحت وخسرت في كلاهما. وإذا ما قررنا المضي فنحن نحاول أن نبذل قصارى جهدنا للكتابة عن القصة بصورة مباشرة قدر الإمكان، وإذا ما كانت هناك قضية صحافية على المحك نسعى لتوفير المحرر الملائم أو المراسل لإجراء المقابلة وإذا ما كانت مسألة خاصة بالأعمال فإننا نستدعي القسم المتعاون مع التايمز، وكما هو الحال مع أي شركة أخرى فأحيانا يتعاون معنا التنفيذيون وأحيانا يرفضون، ففي إحدى القضايا الخاصة بمجال الأعمال، على سبيل المثال، تراجع القسم الاقتصادي عن التحدث مع مراسلنا لكنهم تحدثوا مع صحيفة أخرى.

وفي مناسبات قليلة جدا يتجاوز المراسلون الصحافيون تلك القاعدة خاصة عندما يدرك رئيس التحرير أن الصحيفة مدينة للقارئ بالكثير من التفسير أو أن مصداقية الصحيفة باتت على المحك. وقد حدث ذلك منذ سنوات قلائل مع جايسون بلير (الصحافي الذي تبين انه يفبرك قصصه).

لكن تلك كلها استثناءات. وبالنسبة لكتابة الأخبار اليومية في التايمز فنحن جاهدون أن نكون منصفين بالنسبة لمنافسينا وأحيانا ما نكون قاسين تجاه أنفسنا. وأما بالنسبة لتصارع المصالح فإننا نطبق نفس القواعد التي نطبقها على أي خبر آخر: فأي صحافي لديه ذلك النزاع الأساسي الذي يقف على شاطئ الأمان، غير أننا نحن في داخلنا كم كبير من الصراع، فالنيويورك تايمز هي التي توقع شيكات رواتبنا ولذا فإن للقارئ الحق الكامل في أن يتناول تغطياتنا بنوع من الشك ولذا فإنني أميل إلى أن أكون مقلا جدا عندما أتحدث عن نفسي.

خدمة: «نيويورك تا