فيصل المالكي.. أول عربي يفوز بجائزة «لوسيز» للتصوير

المصور السعودي لـ «الشرق الأوسط»: أردت أن اكتشف موقعي في الأزقة العالمية وفوجئت بأنني أتصدر واجهاتها

المالكي
TT

أيام قليلة تفصل بين المصور السعودي فيصل المالكي ومدينة نيويورك الأميركية، سيسافر إليها ليتسلم جائزة «مصور العام 2008» وهي الجائزة التي تعرف بجائزة لوسي وتعادل الأوسكار الذي يمنح كل عام لصناع وممثلي السينما الأميركية الهوليوودية، إذ تبلغ قيمة الجوائز المخصصة لأول ثلاثة فائزين 20 ألف دولار، ويعتبر المالكي أول مصور عربي ينال أوسكار لوسي، وذلك بحصوله على مصور العام عن فئة «الفن الجميل» كما نال جائزة المرتبة الأولى والثانية عن فئة الفن التجريدي إضافة إلى المرتبتين الأولى عن فئة التصنيف الخاص.

يصف الانجاز بقوله «جائزة لوسي العالمية بمثابة كأس العالم، يحتفل بها فائزوها كما يحتفل أبطال المنتخب بكأس العالم».

المالكي الذي شارك منذ سنتين في مسابقات عالمية رفيعة المستوى متخصصة في الفن التصويري، استطاع في كل مرة أن يخطف المركز الأول بجدارة على الرغم من عدم توقعه نيلها لأنه حينما فكر في المشاركة في هذه المسابقات العالمية أراد أن يكتشف عن موقعه في خارطة عالم التصوير الفوتوغرافي ذلك العالم الذي برع فيه الغرب كثيرا وسبقونا بأشواط قد تكون ضوئية ويقول «أردت أن اكتشف موقعي بين أزقة فن التصوير عالميا، وفوجئت بأنني أتصدر واجهاتها في كل مرة»، فقد حصل على جائزة أفضل بورتريه في العالم، التي أقيمت في مدينة الفنون باريس، كما كان قد نال قبل أسبوعين جائزة مماثلة في النمسا، إضافة إلى نيله المركز الأول في مسابقة «ويرلد إن فوكس» لمجلة «ناشيونال جيوغرافيك» وغيرها من الجوائز.

الجوائز العالمية يقدرها المالكي كثيرا لأنها تمنح من قبل لجنة تحكيم متخصصة في مجال التصوير على دراية بكل عناصره «ليست مجرد جائزة مثلها مثل أي تحفة في البيت، لم تمنح إلا بعد أن يتفق الخبراء العالميون أن المتسابق يستحقها».

وفي هذا السياق يذكر أن أعمال فيصل المالكي الفائزة ستنشر ضمن كتاب جوائز اللوسي السنوية.

المالكي خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويعمل حاليا مدير تسويق بإحدى الشركات بالرياض كان قد بدأ يمارس هوايته قبل سنوات وتحديدا 2005م، ولم يعتمد كما يقول في حديثه لـ «الشرق الأوسط» على خبراء ومتخصصين في الفن التصويري بالعالم العربي والسعودية بشكل خاص «أحببت أن اعتمد على نفسي، واعتمدت على المواقع الأجنبية المتخصصة في التصوير». والسبب كما يقول «يزودوني بآخر أخبار هذا الفن الذي أعشقه، ومناقشاتهم أكاديمية محترفة جدا، يضيفون المزيد لثقافتي ودرايتي بالتصوير الفوتوغرافي».

ويصف علاقته بزملائه في العالم العربي والسعودية بأنها «جديدة»، وذلك من خلال الانترنت عبر منتديات «عدسات عربية» ويقول في هذا «في البداية كنت اكتفي بعرض صوري الفوتوغرافية، وبعدها صرت لا أمانع بإعطاء تعليقات وآراء وبعض النصائح لمن يرغب في ذلك، وسأحاول التواصل معهم لنتعلم معا من بعضنا بعضا، لأنه لا بد من أن نقف معا لتطوير هذا الفن في الوطن العربي».

وكان قد ذكر المالكي في حديث سابق لـ «الشرق الأوسط» بأن أكثر ما يحب أن تلتقطه عيناه قبل التقاط عدسة الكاميرا لها الطبيعة بمروجها الملونة ورمالها الذهبية، بحنانها وخشونتها «أكثر ما يحفزني ويستأثر باهتمامي هو مشاهد الطبيعة، كونها الأكثر تأثيرا في الروح وإثارة للعواطف الجميلة».

كما يحرص المالكي على تصوير كل ما له علاقة بالحضارة والتاريخ كالمعالم الأثرية، التي يعتبرها تحديا حقيقيا والسبب كما قال «قمة الصعوبة لأي مصور هي إعادة التصوير لمناطق تعد محل اهتمام عالمي كونها تحظى بأكبر بقعة ضوئية تمثلها فلاشات كاميرات مصوري العالم». ونجح في تحديه بعدد من صوره التي ترجمها من خلال عدسته كالصورة التي التقطها عبر البوابة التركية لعاصمة الخلافة الإسلامية في العهد العثماني، كذلك تصويره لقبة مسجد محمد علي.