أوباما «يوحد» صحف العالم

الرئيس الأميركي الجديد يطغى على عناوين الصفحات الأولى لغالبية الجرائد الأميركية والدولية

عدد من الصحف الأميركية والأوروبية التي تصدرها أوباما صباح أمس
TT

قصة واحدة كانت طاغية على صفحات الجرائد الصادرة في الولايات المتحدة وغالبية دول العالم صباح أمس، ليس هذا فحسب بل أن عددا كبيرا منها، وخصوصا الجرائد الاميركية لم يكتف بنشر نفس القصة ولكن اكتفى كذلك بكتابة كلمة واحدة لتتصدر بالخط العريض صدر غلافها... الكلمة كانت «أوباما»، التي كانت هي كلمة الشعب الأميركي في الانتخابات التي تمت مساء أول من أمس. من جهتها ركزت الصحافة الاميركية على البعد التاريخي لفوز باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء، مشيرة الى ان العوائق العرقية انهارت بعد الفوز الساحق الذي وضع المرشح الديمقراطي من اصل افريقي في البيت الابيض، حسب رصد لوكالة الصحافة الفرنسية. وصدرت صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «اوباما ـ العوائق العرقية تسقط بعدما تبنى الناخبون الدعوة للتغيير». واوردت الصحيفة في مقالها الرئيسي اسم الرئيس المنتخب بأكمله باراك حسين اوباما، وهو الاسم الذي استخدمه خصومه الجمهوريون خلال حملتهم للتأكيد على اصوله الاجنبية. وقالت الصحيفة ان انتخابَ «اول رئيس اسود (..) يرقى الى مستوى تطهير وطني ونبذ للرئيس الجمهوري الذي وصل الاستياء منه ومن سياساته الاقتصادية والخارجية مستوى تاريخيا، مما أدى إلى اعتناق دعوة اوباما للتغيير». ووصفت الصحيفة انتخاب اوباما بانه «اختراق بدأ وكانه مستحيل قبل عامين فقط» حين بدا ان التنافس سينحصر بين السناتور الديمقراطي هيلاري كلينتون ورئيس بلدية نيويورك رودولف جولياني. أما صحيفة «واشنطن بوست» فقالت «اوباما يصنع التاريخ ـ الولايات المتحدة تنتخب بشكل حاسم اول رئيس اسود». ونشرت صورا للاحتفالات التي جرت في العديد من الشوارع في انحاء مختلفة من البلاد؛ ومن بينها العاصمة الاميركية. واشارت الصحيفة الى ان «حجم فوزه (..) يشير الى ان البلاد تتجه بقوة لتولد من جديد، وهو ما تأخر البعض في ادراكه». واضافت «سالت الدموع ليس فقط تأثرا بانجاز اوباما التاريخي ولكن لأن العديد اكتشفوا فرحين انهم ربما لم يقدروا ما يمكن تحقيقه في اميركا حق قدره». أما صحيفة «لوس انجليس تايمز» فقالت ان «بلدا اسسه اشخاص كان يملكون عبيدا وشهد حربا اهلية واجيالا من النزاع العرقي، اعطى نصرا ساحقا لسناتور عمره 47 عاما في اول ولاية له في مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي». وأضافت ان نصره كان قفزة في المسيرة نحو المساواة: عندما ولد اوباما كان الناس من لونه لا يستطيعون حتى ان يصوتوا في بعض انحاء اميركا، وقتل الكثيرون لمجرد محاولتهم ذلك». أما صحيفة «وول ستريت جورنال» و«يو اس ايه توداي» فقد اكدتا الطبيعة التاريخية لنصر اوباما.

وكتبت «يو اس ايه توداي» تقول ان نصر اوباما «حطم الحاجز العرقي الذي بدا في وقت من الاوقات غير قابل للتحطيم بالضغط على غضب الناخبين بسبب الاقتصاد المتعثر والحرب الطويلة». أما «وول ستريت جورنال» فقالت ان «الاضطرابات في الاقتصاد تهيمنُ على الناخبين وسط نسبة مشاركة قياسية». كما نشرت الصحيفة تقريرا تحدثت فيه عن تأثير الحملة الانتخابية التي استمرت عامين وهي فترة قياسية. على صعيد الصحافة الدولية، كتبت صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون» أن أميركا قفزت فوق حاجز اللون، واصفا اوباما بأنه «رجل اسود صنع التاريخ بسبب عرقه وبالرغم منه». في حين ذكرت صحيفة «تايمز» اللندنية أن أوباما أعاد الحياة للسياسة الأميركية، موضحة بأن «المشاركة الكبيرة في الانتخابات هي دليل على الطاقة والحماس والتوقعات التي اعادت الحياة للديمقراطية الأميركية». من جهتها، قالت «دير شبيغل» الألمانية إن فوز اوباما هو أمر مذهل، في حين اعتبرت «هآرتس» الاسرائيلية أن الانتخابات الاميركية كانت مثالا للديمقراطية في افضل حالاتها، مادحة كذلك تأثير أوباما «الموحد» حيث قالت إنه استطاع دفع «البيض والسود، والمسلمين واليهود إلى التصويت له، رغم أنه مرشح يافع واسود وقليل الخبرة في مجال الحكومة». صحيفة «تشاينا ديلي» من جهتها تمنت الخيرَ لأوباما لكنها قالت انه يواجه تحديات مهمة من جهة اخرى، فيما قالت كذلك «لدينا كل الاسباب لأن نتوقع أميركا أكثر تعاونا ومتحدثة بشكل افضل». أما صحيفة «تايمز» الهندية، فوصفت أوباما بأنه «مناصِرٌ لشراكة قوية مع الهند»، مشيرة الى أنه «أشار بشكلٍ واضحٍ إلى أن الهند لا تشكل تهديداًَ لباكستان»، لكنها كذلك اشارت الى قلق من عدم تفضيل أوباما للوظائف الخارجية، لكون ذلك سيؤثر سلبا على الهند. من جهتها، قالت «كينيا تايمز» إن الكينيين سعداء للغاية، وانهم يصفون اوباما بأنه أهم نموذج لأبناء هذه البلد»، واصفة اياه بأنه «يظهر للعالم بأن الأمور يمكن حلها بالدبلوماسية بدلا من الاستفزاز ولي الأذرع».