ماذا يعني أن تكون محرر رياضة؟

الصحافي المختص في نيويورك تايمز يتحدث عن تجربته

TT

يعمل توم جولي محررًا رياضيًا في جريدة نيويورك تايمز منذ عام 1993، وقد استهل جولي مشواره في الصحافة كمساعد محرر رياضي ومساعد محرر أخبار، قبل أن يقوم بالانضمام إلى التايمز، كما عمل كذلك مراسلاً ومحررًا في صحف أوهايو وميريلاند وبنسلفانيا.

> هناك سؤال بسيط لكن الإجابة عليه قد لا تكون كذلك: ما هي مقومات القسم الرياضي الجيد؟

ـ هذا سؤال مهم. بداية أشكرك على المجاملة الرقيقة. بالنسبة إليّ، تتجمع الخيوط كلها عند تلك النقطة الأخيرة وهي كيف أرى التطور في الصحافة الرياضية اليومية؟ وأنا أرى أنها تتطور بسرعة كبيرة دون شك، والفضل في ذلك عائد إلى الإنترنت والتغطية التلفزيونية التي تمتد على مدار 24 ساعة، والاتجاه الذي تسير فيه الصحافة يعتبر أمرا يثير الجدل بين قرنائي في الصحف الأخرى.

فالبعض يرى ضرورة التوقف عن متابعة الأخبار والانتقال إلى الرأي والتحقيق في الأخبار المهمة، بينما يرى آخرون أن الأخبار الرياضية هي جوهر الصحافة الرياضية ولب عملنا وهي الأجدر بالاستحواذ على تركيزنا.

وأنا أعتقد أننا يجب أن نتخذ موقفًا وسطًا بين هذين الرأيين المختلفين تمام الاختلاف، فالأخبار الرياضية هي أساس القسم الرياضي، كما هو الحال في تغطية اجتماعات الكونغرس ومجلس المدينة بالنسبة لقسم المحليات. لكن على القسم الرياضي أن يميز نفسه، فنحن في حاجة إلى كتابة تلك النوعية من الأخبار التي تقدم للقارئ نظرة على ما يدور في كواليس ذلك العالم، إضافة إلى الأحداث التي تجري لحظة بلحظة.

ونحن محظوظون لأن لدينا فريقا من المراسلين وكتاب الأعمدة الذين يمكنهم تقديم الصورة الكلية إلى القارئ عبر تحليل أهم الوقائع والأخبار، وهذا هو ما نعتقد أنه سوف يظل مصدر قوة لنا، حتى على مدار الأربع والعشرين ساعة.

> لماذا لم تركز على علم اختبار المنشطات للرياضيين؟

ـ أحد أكبر مزايا التايمز قدرتها على تزويد المراسلين بالخبرة في المجالات المختلفة. وقد قمنا بذلك بالفعل في تغطية اختبارات المنشطات مع مراسلين من سبورتس آند ساينس، وإذا ما اطلعت على المقالات الخاصة بـ فلويد لانديز التي كتبتها جوليت ماكور وجينا كولاتا سيمكنك الحصول على إجابة للكثير من أسئلتك.

وللإجابة على سؤالك حول المختبرات، فبطبيعة الحال، نحن لا نضع القواعد، لكن لا تبدو أن هناك مناقشات مكثفة لإشراك مختبر آخر في عمليات الاختبار، حتى بين أولئك الذين كانت نتائجهم إيجابية.

ومن الواضح أن اختبار المنشطات سوف يظل موضوعا رئيسا في ميدان الرياضة، ونحن ننوي الاستمرار في تغطيته دون كلل.

>كيف تتصرف إذا ما لقي أحد مقالاتك أو تغطية صحافية لأحد الفرق اعتراضات من صاحب ناد شهير أو أحد لاعبيه؟ وماذا سيكون موقفك إذا طلب منك الفريق أو اللاعب موضوع المقال تغيير الصحافي الذي أغضبهم؟ ـ نحن نساند صحافيينا إلى أبعد مدى، ونحن نستمع إلى شكاوى الآخرين حول تغطيتنا وننشر الرسائل التي ترد إلينا بخصوص المقالات، وإذا ما ارتكبنا خطأ نسارع إلى إصلاحه، ومن جهة أخرى نقوم باتخاذ القرارات حول نوعية الأخبار الملائمة لكل فرد، وإذا ما سمحنا لآخرين باتخاذ ذلك القرار فإننا بذلك نتخلى عن مسؤولياتنا واستقلالنا وسيكون لديك ما يكفي من الأسباب للتشكيك في صحافتنا.

>كيف يمكن للمحرر الصحافي أن يكون له مصدر أخبار داخل الفرق الرياضية المحترفة؟ أعتقد أن من الصعوبة بمكان «الرواية بصورة موثوقة» دون إساءة أو فقد مصدر الأخبار؟

ـ أهم مصادر النجاح في ذلك هو الثقة. ويجب أن يكون المراسل منصفا في خبره حتى وإن لم يعجب ذلك الفرق الكبرى. لكن تلك ليست هي القضية دائما فهناك أشخاص يرفضون الحديث مع المراسلين أو حتى الجريدة لوقت مطول لأنهم يدركون أن ذلك يعود عليهم بالخير.

بالطبع هناك عدد قليل من اللاعبين الذين لا يتحدثون إلى الصحافة، لكنهم لم يكونوا مصادر في المقام الأول.

> ما هو التأثير الذي أحدثته البرامج الرياضية في القنوات التلفزيونية على القسم الرياضي؟ وكيف تبنت التايمز تلك الحقيقة الجديدة في تغطيتها الرياضية؟

ـ قد يكون ذلك موضوعًا لأطروحة جيدة، والإجابة المختصرة لذلك هي أنني أشك في أن يكون للبرامج الرياضية التلفزيونية تأثير في القسم الرياضي مشابه لذلك الذي تحدثه قناة سي إن إن على القسم الإخباري. وقد رفعت القنوات التلفزيونية من قيمة الأخبار والرياضة واستمرت في الاهتمام بالصحافة المطبوعة. والقراء ينتظرون من مراسلي الصحافة المطبوعة أن يقدموا الأخبار الكبيرة بصورة معقولة ومفصلة دون مجرد الإعلان عنها.

الأمر الآخر الذي يمكن إضافته إلى عنصر المنافسة، ربما كان عاملاً مهماً في الحث على القيام بالمزيد من المغامرة والتقصي وراء الأخبار، إضافة إلى الأخبار الكبرى التي ننشرها.

من ناحية أخرى، عززت شبكة القنوات التلفزيونية والمصادر الإعلامية الأخرى على الإنترنت من انزواء العديد من الرياضيين، فأصبح من المتعذر الوصول إليهم على عكس ما كان يحدث في السابق.

* خدمة «نيويورك تايمز»