الهند تفتح الأبواب أمام المطبوعات الأجنبية

توقعات تشير إلى نمو سوق نشر المجلات إلى مليار دولار بحلول 2010

TT

تسعى الحكومة الهندية إلى تخفيف الأنظمة التي تسمح بدخول المجلات الدولية، في الوقت الذي تصطف فيه أعداد وافرة من المجلات الأجنبية الإخبارية وغير الإخبارية من أجل الوصول إلى السوق الهندية. وفي خطوة تزيد من تحرير الصحافة المطبوعة، رفعت وزارة الإعلام والإذاعة الهندية حظرا يرجع إلى عشرة أعوام على الإصدارات المحلية للمجلات الأجنبية وأقرت الطباعة المحلية لمجلات إخبارية أجنبية بالشراكة مع شركات محلية.

ولم تكتف الحكومة بالسماح للشركات الهندية بنشر طبعات هندية من المجلات الإخبارية الأجنبية، بل سمحت لها بإدراج أخبار وإعلانات محلية في تلك المجلات.

وفي الوقت الحالي، ترد إصدارات مثل «فوربس» و«فورتشن» و«نيوزيوك» و«هارفارد بيزنس ريفيو» و«ذا إكونومست» و«بيزنس ويك» و«التايم» إلى الهند، ويقوم بتوزيعها ناشرون محليون، مما يجعل تكلفتها عالية للقراء.

ووفقا لما ذكرته بعض المصادر، ربما تظهر المجلة الأميركية الشهيرة «بلاي بوي» أيضا في السوق المحلية في نسخة مخففة. كما تدخل شركة هيرست كوميونيكشنز، التي تصدر مجلات متخصصة في شؤون المرأة مثل «كوزموبوليتان» و«غود هاوس كيبينغ» و«ماري كلير»، في السوق الهندية بمجلاتها الأخرى مثل «إسكواير» و«هاربرز بازار».

وذكر أحد المصادر في جمعية المجلات الهندية، وهي أعلى هيئة تجمع بين ناشري المجلات الهندية، أنها تتلقى طوفانا من الأسئلة من تلك المجلات العالمية حول سوق المجلات في الهند منذ عدة أسابيع ماضية.

وقد أشعل الضوء الأخضر الذي منحته الحكومة للصادرات الهندية من المجلات الأجنبية حماسا بين كبار الناشرين ومديري التسويق وخبراء الإعلام.

وهم يقولون إن هذا القرار، الذي سوف يجذب 26 في المائة من الاستثمار الأجنبي المباشر ويضع الرقابة التحريرية في يد السلطات الهندية، يعني أنه سيكون هناك المزيد من العناوين الأجنبية تتجسد فيها الروح الهندية، والمزيد من الإعلانات والمنافسة والاختيارات. وذكرت الحكومة أن هذه الخطوة تساعد القراء من الهنود على الوصول إلى مجلات الأخبار الأجنبية بأسعار أقل بكثير.

وفوق ذلك، يصبح القراء الشغوفون بقراءة مجلات متميزة هم الفائزين في هذا القرار المهم الذي من الممكن أن يكون مقدمة لمزيد من انفتاح سوق الطباعة الهندية الخاضعة للحماية ومن الممكن أن نتوقع شراء مجلات مثل «التايم» أو «نيوززيك» أو «ذا إكونومست» أو«بيزنس ويك» بنصف السعر في المستقبل القريب.

يقول آشيش باغا، الرئيس التنفيذي لشركة ليفينغ ميديا إنديا، التي تصدر «إنديا توداي» وتخطط من أجل تسويق مجلة «التايم» في الهند: «إنه أمر جيد للرعاة وللمعلنين، وجيد للجميع. فالسوق سوف تتسع، وسيكون هناك المزيد من العلامات التجارية والمزيد من الأسماء الشهيرة. وهذا جيد من أجل صناعة المجلات».

ولكن تتحفظ سيفانتي نينان، وهي ناقدة إعلامية ومؤلفة كتاب «عناوين من القلب»، قليلا حيث تتفق على أن ذلك القرار سيجعل سوق المجلات أكثر تنافسية وسيخفض من أسعار المجلات للقراء، ولكنها غير متأكدة من مدى تقبل الناشرين الأجانب الذين يبيعون بالفعل أعدادا كبيرة من النسخ في الهند له. وتباع حوالي 30.000 نسخة من «التايم» في الهند، في حين تبيع «نيوزويك» 35.000 نسخة.

وقبل أن تصدر الحكومة الهندية هذا القرار، كان بعض المؤسسات الإعلامية قد دخل بالفعل في اتفاقيات مع الأسماء الأجنبية ذات التكلفة العالية. فعلى سبيل المثال، اتفقت مجموعة أناند بازار باكريتا مع مؤسسة التايم على إصدار طبعة هندية من مجلة «فورتشن». وتخطط شركة تي في 18 إنديا الإعلامية التعاون مع شركة فوربس ميديا، التي تصدر مجلة «فوربس»، من أجل إصدار مجلة متخصصة في مجال الأعمال في وقت لاحق من العام الحالي.

وتجذب الهند الناشرين البريطانيين والأميركيين على وجه التحديد لأن اللغة الإنجليزية تظل هي لغة الأعمال والفصول الدراسية.

ويأتي كل هذا بالطبع وسط تباطؤ في النشاط الإعلامي حول العالم حيث يعاني الاقتصاد العالمي من آثار أزمة الائتمان وويلات أخرى. كما تبعث توقعات الإعلانات في أسواق وسائل الإعلام الأميركية وفي الدول المتقدمة الأخرى لعامي 2008 و2009 على الاكتئاب.

ولكن من المتوقع أن تفلت الهند من ذلك الوضع تماما، لأنها تتمتع بزيادات مستمرة في الإنفاق على الإعلانات، وفقا لغروب إم الإعلامية: فتبلغ الزيادة نسبة 20 في المائة عام 2008، لتصل إلى 5.6 مليار دولار، و19 في المائة لعام 2009، لتصل إلى 6.6 مليار دولار.

وكما ورد في تقديرات صناعة المجلات، أنه من المتوقع أن تنمو سوق نشر المجلات الهندية إلى حوالي مليار دولار بحلول عام 2010 ويبلغ حجمها الآن 450 مليون دولار.

في شهر يوليو (تموز)، في تقرير تحت عنوان «توقعات وسائل الإعلام والترفيه 2008-2012»، ذكرت شركة برايس واترهاوس كوبرز، وهي أكبر شركة للخدمات المتخصصة في العالم، أن الهند واحدة من أكبر الأسواق المتاحة للتعاون الدولي في مجال الترفيه والإعلام، بفضل «نظام الاستثمار الأجنبي المشجع نسبيا».

كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أخيرا: «على الرغم من ارتفاع نسبة التضخم وتباطؤ إجمالي الناتج المحلي، إلا أن الهند ما زالت من أهم الأماكن في العالم من أجل نشر المجلات».

لكن ذكرت الحكومة أنها ستمنح ترخيصا بإصدار تلك المجلات الأجنبية التي تنشر في بلادها الأصلية، بصورة مستمرة لمدة لا تقل عن خمسة أعوام، ويجب أن تحقق هذه الإصدارات مبيعات تبلغ على الأقل 10.000 نسخة في العام المالي الماضي في بلدها الأصلي.

وفي أوائل عام 2005، خففت الحكومة الهندية من القواعد التي تحكم الإصدارات المحلية من المجلات الأجنبية غير الإخبارية مما نتج عنه اندفاع مجموعة من دور النشر الأجنبية مثل كوندي ناست (تصدر عنها مجلة الأزياء «فوغ»)، ورودال (تصدر عنها مجلة صحة المرأة «بريفنشن»)، وأكسل سبرينغر (تصدر عنها مجلة السيارات «أوتوبيلد»)، والتايم (تصدر عنها مجلة المشاهير «بيبول») من أجل عقد شراكة مع دور النشر الهندية.