كيف تصبح محرر غرفة الأخبار؟

مراسلة «نيويورك تايمز» في البيت الأبيض تتحدث عن تجربتها

TT

شيريل غاي ستولبرغ، مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» في البيت الأبيض تجيب عن الأسئلة التي يطرحها القراء. بعد استقبالها على عنوان البريد الإلكتروني: [email protected] التحقت شيريل غاي ستولبرغ، بـ«التايمز» عام 1997، حيث كانت تعمل مراسلة علمية في مكتب واشنطن. وكانت تكتب حول التداخل بين العلم والسياسة العامة، بما في ذلك موضوعات حول مرض الإيدز. وفي عام 2001 كتبت عن هجمات الأنثراكس والجدل الدائر حول تجارب علوم الأحياء، وكذلك الجدل الذي كان يدور حول تمويل أبحاث الخلايا الجذعية. وفي عام 2002، أرسلتها «التايمز» إلى الكابيتول هيل لتغطية أخبار الكونغرس، ومنذ عامين، انتقلت إلى نهاية شارع بنسلفانيا أفنيو في واشنطن دي سي لكي تتابع أخبار البيت الأبيض. وقبل العمل في «التايمز»، عملت أيضا في «لوس أنجليس تايمز» وفي صحيفة «ذا بروفيدنس جورنال» في بروفيدينس برود أيلاند. وتخرجت ستولبرغ في جامعة فيرجينيا، وهي تعيش في ضاحية من ضواحي واشنطن مع زوجها المصور سكوت روبنسون وابنتيهما. وأجاب بعض موظفي «التايمز» الآخرين عن بعض الأسئلة في هذا العمود، بمن فيهم المحرر التنفيذي بيل كيلر ومدير التحرير جيل أبرامسون ومدير التحرير جون جيديس، ومدير التحرير المساعد غلين كرامون ومدير التحرير المشارك تشارلز ستروم ومحرر النعي بيل ماكدونالد ومدير مكاتب النسخ ميريل بيرلمان ومحرر ميتروبوليتان جو سيكستون، ومحرر الحياة تريش هول ومحرر التحقيقات ماثيو بوردي، ومحررة المحليات سوزان ديلاي، ومحرر الأخبار الرقمية جيم روبرتس والمحرر الثقافي سام سيفتون. ويمكن الحصول على إجاباتهم وإجابات غيرهم من موظفي «التايمز» على صفحة تحدث إلى غرفة الأخبار. وستستمر هذه المناقشات خلال الأسابيع المقبلة مع محررين ومراسلين آخرين في «التايمز».

> مع تغير الإدارة وقدرة الرئيس الجديد أوباما على التفاعل الجيد، هل ستصحو صحافة البيت الأبيض وتسأل أسئلة جادة وعميقة؟ فقد تراخت الصحافة خلال الأعوام الثمانية السابقة. وقام بوش وحاشيته بتشويه صورة الحقوق المدنية والإنسانية، وانتهكوا القانون دون عقاب، فما هي الدلائل على أن بعض الصحافيين سيقومون بعمل بصورة أفضل؟ وبالإضافة إلى ذلك، هل تعتقدين أن أول رئيس أسود في تاريخ أميركا سيكون له تأثير معوق لعملكم إذا كنتم ترغبون في القيام به على الوجه الأمثل؟ ربيكا كاتيشيس ـ شكراً على توجيه السؤال. لقد وضعت سؤالا على رأس قائمة الأسئلة لما له من أهمية، حيث أعتقد أنه يثير نقاطا مهمة ـ على الرغم من أن ذلك ليس بالطريقة التي تعتقدينها. تعلمت شيئا خلال تغطيتي للبيت الأبيض أثناء ولاية بوش، وهو أن الأميركيين شعب انفعالي للغاية. وانتقل ذلك الشعور إلى الصحافة. وكنت أشعر بالدهشة لما أتلقاه من شكاوى من كلا الجناحين اليمين واليسار حول المقال الواحد. فالمنحازون إلى اليمين كانوا يتهمونني بأنني «أنحاز إلى الليبراليين». كما كان المنحازون إلى اليسار يريدون معرفة كيف أشعر عندما أنظر إلى صورتي في المرآة وأنا «أعيد كتابة نشرات كارل روف»، فالأفراد يقرأون المقالات حسب خبراتهم. وأنا آخذ ملاحظاتك حول ما إذا كانت الصحافة قد طرحت أسئلة جادة على محمل الجد. لكنني ألفت انتباهك إلى عدم الحكم على صحافة البيت الأبيض نتيجة للتقارير التلفزيونية الموجزة؛ حيث إنها تكون غير عميقة، وهي لا تكاد تمس أعماق ما يحدث في واشنطن بصورة رسمية. وبدلا من ذلك، لم لا ننظر إلى بعض التحقيقات الممتازة التي قدمها بعض زملائي ـ فعلى سبيل المثال، نجد أن هناك مقالة افتتاحية اليوم (امس) كتبها إريك شميت ومارك مازيتي حول أمر سري بالسماح لمهاجمة «القاعدة» في بلاد ليست في حالة حرب مع الولايات المتحدة، وكذلك المقالات الفائزة بجائزة «بوليتزر» التي كتبها جيمس ريزن وإريك ليشتبلو، والتي كشفت عن البرنامج السري للإدارة للتنصت على الإرهابيين المشتبه بهم دون أمر قضائي. فأنا أرى أنه لا ينبغي لنا وصف الصحافة بأنها باتت متراخية في ظل مثل هذه الأعمال الناجحة. أما فيما يتعلق بأن انتخاب رئيس أميركي من أصول إفريقية سوف يعوق عملنا، فإنني أقول: لا. ولا شك أننا عندما نكتب عن باراك أوباما، فإنه لا يسعنا إلا أن نقول إنه حقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق. وذلك جزء من إعجاب الجمهور به. ولكن صدقيني، فإنه سوف يخضع للهجوم الذي تعرض له الرئيس بوش والرئيس كلينتون قبله. وعندما يتعثر ـ ولا شك أن ذلك سوف يحدث ـ فسوف تسمعين عن ذلك.

> مع ذلك الزخم الإخباري، وتلك الأخبار الغزيرة التي تظهر بصورة شبه يومية من داخل البيت الأبيض، كيف يمكنك الاستمرار في التركيز على تغطية الموضوعات المهمة، وأن تتجنبي الانسياق وراء الاتجاهات العامة؟ تيم كيلي ـ باريس ـ سؤال ممتاز تيم. هذه إحدى أصعب الخدع التي نواجهها أثناء تغطيتنا لأخبار البيت الأبيض، ولا سيما أثناء فترة ولاية بوش، والتي تتميز بالمراقبة الشديدة للأخبار. وفي كل مناسبة رئاسية، تكون هناك رسالة يرغب الرئيس في توجيهها. وخلال تغطية أخبار البيت الأبيض، فمن الأهمية بمكان النظر إلى ما وراء الرسالة المكتوبة. وذلك يعني الحصول على الأخبار التي لا يرغب البيت الأبيض من المراسلين الحصول عليها. ولتحقيق النجاح في ذلك، فإنني وزملائي قمنا بتطوير ما ندعوه باستراتيجية «من الخارج إلى الداخل» فيما يتعلق بإعداد التقارير الخاصة بنا. ويمكنك أن تتصور مجموعة من الدوائر متحدة المركز؛ حيث أبدأ بتوجيه أسئلة للأفراد في الدائرة الخارجية ـ وقد يكون هؤلاء مسؤولين رسميين سابقين في الإدارة أو أعضاء في الكونغرس (يحب هؤلاء الحديث دائما) أو خبراء تتم استشارتهم من قبل البيت الأبيض حول الشؤون السياسية. وبعد ذلك، يتجه طريقنا إلى الدوائر الداخلية، حيث نضع في اعتبارنا الوصول إلى مساعدي الرئيس ليتحدثوا إلينا. وإذا نجحنا في الحصول على معلومات جيدة من الدوائر الخارجية، فإن البيت الأبيض سوف يتعاون بالطبع، ولكن قد يستغرق الأمر الكثير من العمل للإجابة على النقطة محل السؤال. > أذكر أنني سمعت أن الإدارة الحالية لا تتسامح مع الأسئلة «غير المفضلة» أثناء المؤتمرات الصحافية. كما أنني سمعت أن الصحافيين الذين لا يلتزمون بقواعد الإدارة يتم منعهم من المشاركة أو يتم حرمانهم من معرفة الأخبار المهمة، فهل هذا حقيقي؟ ديف ليفيت ـ مينيبوليس ـ هذا سؤال مهم: هل يلعب البيت الأبيض لعبة الأسئلة المفضلة مع وسائل الإعلام؟ إجابتي دون شك هي: نعم. بالطبع، فإن الإدارة لا يمكنها التحكم فيما يسأله الصحافيون أثناء المؤتمرات الصحافية. وأستطيع أن أقول إن الرئيس بوش يمكنه الإجابة عن أي سؤال يتم توجيهه إليه، وغالبا ما يجيب بطريقة جيدة. ولكن دون شك، فإن هناك بعض المؤسسات الصحافية التي يسمح لها بالوصول إلى مسؤولين كبار في البيت الأبيض ـ كالرئيس والسيدة الأولى ونائب الرئيس، إلخ ـ في الوقت الذي لا يتم فيه ذلك مع المؤسسات الأخرى.

* خدمة «نيويورك تايمز»