التشابه بين مسلسل «الجناح الغربي» والانتخابات الأميركية .. ليس صدفة

شقيق رام إيمانويل يعمل وكيل أعمال هوليوودي .. وكاتب المسلسل وأحد ممثليه من أبرز عملائه

TT

انشغل كثير من الصحافيين أخيرا بمراجعة أوجه الشبه بين ما جرى في الانتخابات الأميركية الأخيرة والتي فاز بها المرشح الديمقراطي (من أصول إفريقية) باراك أوباما، والقصة التي تدور في المسلسل التلفزيوني الأميركي، «ذا ويست وينغ» (الجناح الغربي)، والذي انتهت حلقاته على شبكة «إن بي سي» عام 2006 بفوز المرشح الديمقراطي (من أصول لاتينية)، مات سانتوس.

لكن الواقع هو أن اكتشاف أوجه الشبه بين المسلسل وما جرى في الانتخابات الأميركية ليس بالأمر الجديد، ويعود الفضل لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية التي كشفت في فبراير الماضي بأن الأمر ليس مصادفة، حيث نقلت عن إيلي آتي، أحد كتاب المسلسل، «اعترافا» بأن شخصية «مات سانتوس» المرشح (الخيالي)، الشاب ذو الكاريزما والآتي من الأقلية العرقية اللاتينية استوحت بالفعل من شاب سياسي حقيقي من أصول إفريقية ألهم الكثيرين عندما تحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004 اسمه.. باراك أوباما. وهناك أكثر من تشابه بين أوباما وسانتوس فكلاهما اصر على أن لا يهزمه عرقه، وكلاهما يفتخر به، ومن أوجه الشبه كذلك هو كون كل منهما طمح الى أن يكون أول رئيس غير أبيض للولايات المتحدة، وكلاهما نجح، وان كلا منهما كان فعلا عضوا بالكونغرس، وأن كلا منهما متزوج وله طفلان، وأن كلا منهما واجه منافسا كان له وجود داخل البيت الأبيض خلال إدارة ديمقراطية سابقة (اوباما يواجه السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، فيما سانتوس واجه «بوب راسيل» الذي كان نائبا للرئيس الديمقراطي (بارتليت في المسلسل)، فيما لو فاز أوباما فعلا ببطاقة الحزب الديمقراطي فإنه سيواجه مرشحا جمهوريا مخضرما ليس له شعبية مع المحافظين هو السناتور السابق جون ماكين، وهذا إن حدث فإنه سيتطابق مع سيناريو «ذا وست وينغ»، حيث واجه مات سانتوس بدوره مرشحا جمهوريا مخضرما ليس ذا شعبية مع المحافظين هو السناتور السابق آرني فينيك، الذي يتشابه بدوره إلى حد كبير مع ماكين. وأخيرا، وعلى الرغم من انكار عدد من القائمين على مسلسل «ذا ويست وينغ»، فإن الكثيرين يصرون على كون رام ايمانويل (الذي اوكل اليه اوباما مهمة «كبير موظفي البيت الأبيض» والذي اورد انه لم يعجب بهذا المسلسل التلفزيوني بالمناسبة) هو الملهم لشخصية «جوش لايمان» (يلعب دوره الممثل برادلي ودفورد) في العمل الخيالي، الذي يعمل نائبا لكبير الموظفين في إدارة الرئيس بارتليت (الممثل مارتن شين).

ولا يمكن لوم من يصرون على وجود أوجه شبه بين الاثنين، فكلا من ايمانويل ولايمان يتبعان الديانة اليهودية، وكلا منهما عمل على حملة انتخابية ناجحة لرئيس اميركي (ايمانويل مع الرئيس بيل كلينتون، ولايمان مع الرئيس بارتليت في المسلسل)، كما ان كلا منهما يمكن ان يكون ذا حس دعابي. لكن ثمة اختلافات جوهرية كذلك، فلايمان كان اقل التزاما دينيا، في حين أن ايمانويل انجح على صعيد العلاقات العاطفية والعائلية (متزوج وله 3 اطفال) من لايمان الذي بقي طوال السبعة اجزاء من المسلسل يخوض مشاكل عاطفية قبل ان يستقر مع مساعدته، دونا، في نهايات العمل. وفي حين درس لايمان في هارفرد وييل، درس ايمانويل في كلية صغيرة بجامعة نورثويستيرن في شيكاغو. مع كل ذلك، يبقى احتمال كون ايمانويل هو الملهم لشخصية جوش لايمان قويا، سيما وأن جريدة «تايمز» اللندنية كشفت أخيرا بأن «جوش» ابتكره الكاتب آرون سوركين، ولعب دوره برادلي ويتفورد.. واللافت هو أن كلاهما كان عميلا لأحد أقوى الوكلاء في هوليوود: شخص يدعى آري إيمانويل.. شقيق رام، الرجل الذي أصبح كبير موظفي البيت الأبيض أخيرا.