تقرير الإعلام العربي: منطقة الشرق الأوسط الأسرع نموا على الصعيد العالمي

توقعات بارتفاع عائدات الإعلان 25% خلال السنوات المقبلة

«نظرة على الإعلام العربي» أطلق في دبي، وكشف أن الإعلام الرقمي هو أكبر تحدٍ للأزمة المالية العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

«نظرة على الإعلام العربي».. كان عنوان التقرير الذي أصدره نادي دبي للصحافة بالتعاون مع شركة برايس ووتر هاوس كوبرز، الذي تناول التطورات التي طرأت في مجال الإعلام الرقمي ووسائل الاتصال الحديثة. التقرير شمل واقع الإعلام وتوقعات نموه خلال الخمس سنوات القادمة في المنطقة العربية لـ 12 دولة على مدى تسعة أشهر لعينات تضمنت وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية.

ووصف مارسيل فينز المسؤول عن الوحدة الدولية للإعلام والترفيه في برايس ووتر هاوس كوبرز منطقة الشرق الأوسط بالأسرع نموا في قطاع الإعلام على الصعيد العالمي والأقوى تحديا لتداعيات الأزمة المالية العالمية التي فتحت الباب على مصراعيه ودون قصد لرواد الصحافة المدنية الذين باتوا منافسين حقيقيين للمراسل الصحفي التقليدي، يقومون بتحميل المعلومات مباشرة من هواتفهم النقالة ذات الكاميرا إلى غرف الأخبار في التلفزيون أو محطات الكيبل في كثير من دول المنطقة، كما تمتاز هذه الفئة بأنها ذات ميول «نهمة» لمتابعة المحتوى الإعلامي عبر وسائل الاتصال الحديثة كالأجهزة النقالة المرتبطة بالإنترنت. وما يزيد أهمية تلك الفئة كذلك أعمارهم التي تتراوح ما بين الخامسة عشر والخامسة والعشرين، وذلك لارتفاع نسبة الشباب في معظم أنحاء المنطقة، الأمر الذي عكس، بمنطق الأمور، توقعات متفائلة لقطاع الإعلام، أبرزها ارتفاع إجمالي عائدات الإعلان بمعدل سنوي يتراوح بين 5 – 25% خلال الخمس سنوات القادمة.

وتتمتع وسائل الإعلام الرقمي بعدد من السمات أبرزها السماح بزيادة هائلة في حجم الاتصالات، وتغيير معنى البعد الجغرافي، حيث تلاشت الحدود والمسافات في ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة لتوفير إمكانية زيادة سرعة الاتصالات، وإتاحة فرص الاتصال التفاعلي، إلى جانب السماح لأشكال الاتصال التي كانت منفصلة سابقا بأن تتداخل وتترابط.

ويرى التقرير أن الإعلام الرقمي أصبح فرصة مهمة أمام وسائل الإعلام العربية، لدمج هذه التكنولوجيا إلى الوسائل التقليدية، من أجل الوصول إلى شريحة أوسع من الناس، لا سيما الجيل الجديد منهم، الذي يشكل 50% من نسبة السكان في الدول العربية.

وتحتل الإمارات المركز الأول بنسبة 200% فيما يتعلق بمستخدمي وسائل الاتصال الرقمي، قياسا لدخل الفرد، وفقا للتقرير المذكور، إلا أن المحافظة على هكذا نسب مرتفعة لن يتأتي، برأي محمد عبد الله المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام، إلا بدعم الحكومات ومحافظتها على البنية التحتية لتقنيات الاتصال الرقمية، وقد عانى مستخدمو الإنترنت، فترة من الزمن، من تراجع خدمات الشبكة العنكبوتية، نتيجة العطل الذي أصاب أحد الكابلات تحت البحر الأبيض المتوسط في فبراير (شباط) العام الماضي.

وسيقتصر قراء الصحف والمجلات مستقبلا على الفئات الاجتماعية من كبار السن، لذلك يوصى فينز أصحاب الإعلام المطبوع بالعمل المتواصل على تطوير المواقع الإلكترونية الخاصة بمطبوعاتهم وذلك لجذب جيل الشباب في المنطقة العربية.

ويوصي التقرير صناع القرار بدعم الفرص المتوفرة للاستثمار في قطاع الإعلام الرقمي، في سبيل مواكبة واقع يفرضه التطور المتسارع لوسائل الاتصال الحديثة.

ورصد التقرير حاجة ملحة إلى ضرورة وجود أساس تشريعي ينظم عملية تداول المعلومات ضمن عالم الصحافة الرقمية، وهي مسألة ما زالت للأسف في بداياتها، وتعتمد فقط على الرقابة الذاتية. وينصح فينز مستخدم الإنترنت بزيارة المواقع الإلكترونية المعروفة ذات السمعة الجيدة.

وأشار التقرير إلى عدة عوامل تؤثر على صناعة الإعلام في جميع أنحاء العالم، وتوفر في نفس الوقت فرصاً جديدة ومتميزة لشركات الإعلام في العالم العربي. ومن ضمن هذه العوامل ازدهار صناعة المحتوى الرقمي على نطاق واسع، مما أدى إلى فتح أسواق جديدة لمنتجي وموزعي المحتوى في كافة أنحاء المنطقة. وتكمن الفرصة الأكثر تميزاً في إيصال هذا المحتوى عبر الأجهزة النقالة المرتبطة بالإنترنت إلى الجيل الجديد من المستهلكين، الذين نشأوا مع الإنترنت، ويعتبرون الهواتف النقالة جزءا أساسيا من حياتهم. ويكتسب هذا الجيل من المستهلكين، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 - 25 سنة، أهمية خاصة بسبب ارتفاع نسبة الشباب في معظم أنحاء المنطقة.