الصحافة البريطانية تخضع للاستجواب حول تغطية أزمة البنوك

بهدف معرفة إن كان للإعلام أي دور في الوضع الراهن

روبرت بيستون خلال الجلسة (بي.بي.سي)
TT

واجه عدد من كبار الصحافيين المتخصصين في مجال المال والأعمال جلسة أسئلة على يد لجنة برلمانية في بريطانيا أمس. هدف الجلسة كان معرفة هل كان للصحافة أي دور في أزمة البنوك التي تعيشها البلاد وكيف تتم تغطيتها اليوم، وقد ضمت أسماء إعلامية بارزة مثل روبرت بيستون، المحرر الاقتصادي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي). وقد واجه بيستون اسئلة بعد ظهر أمس متعلقة بعدد من القصص التي انفرد بكشفها، مثل كشفه عن مفاوضات استحواذ مجموعة «لويدز تي اس بي» على مجموعة «اهتش.بي.او.اس» (التي كانت تضم بنكي «بنك اوف اسكتلندا» و«هاليفاكس»)، قبل حتى ان تؤكد الجهتان المعنيتان الصفقة، بحسب ما ذكرت جريدة «تايمز» امس. وفي العام الماضي، كشف بيستون بأن بنك «نورثرن روك» وافق على القرض الطارئ من بنك بريطانيا المركزي، مما تسبب بطابور ضخم من عملاء البنك في اليوم التالي لسحب اموالهم، ودفع بعض مسؤولي البنك لاتهامه بأنه زاد من المشكلة. من جهتها، كانت مجلة «جي كيو» المخصصة للرجال وصفت بيستون بأنه يملك نفوذا اكثر من وزير الخزانة البريطاني الحالي، اليستر دارلينغ.

وأوضح متحدث باسم «بي بي سي» لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك مشاكل اقتصادية كبرى في العالم وبريطانيا لكن ليس صحيحا بأن تغطية البي بي سي الدقيقة والحيادية كان لها أي دور في هذه المشاكل».

وأضاف المتحدث: «ستستمر البي بي سي في تغطية الوضع الاقتصادي بشكل موزون وتحليلي، بدون أية توقعات... تماما كما ينتظر مشاهدونا منا أن نفعل». وبث موقع «بي بي سي» اجزاء من جلسة الاستماع، اظهرت بيستون يجزم بأنه «لم يحظ يوما بمعاملة مفضلة أو تم تفضيله بمعلومات من أي مصدر على الإطلاق»، رافضا من جهة ثانية الكشف عن مصادره في القطاع المالي ومؤسساته. فيما نقلت تقارير إعلامية أخرى عن بيستون رفضه تحميل الإعلام لمسؤولية ما يجري، وأضاف موقع «جورنالزم.كو.يوكاي» بان بيستون اعتبر ان المسؤولية تقع على عاتق «المتخصصين الذين يتقاضون رواتب مرتفعة والذين حللوا الأمر بشكل خاطئ على مر السنين». ومن ضمن الصحافيين الآخرين الذين شملتهم الجلسة: رئيس تحرير الفاينانشال تايمز ليونيل باربر، ومحرر المال في صحيفة ديلي ميل ـ اليكس برومر. اللافت ان اسئلة الجلسة تراوحت بين اسئلة عن لماذا لم يتم كشف الخروقات والمشاكل في النظام المالي في وقت ابكر، وايضا عن اذا ما كان الصحافيون يدركون ما قد تؤول اليه كتاباتهم عما يجري (أي ردة الفعل). ويرى الخبير الإعلامي البريطاني إيدريان مانك أن ما يجري حاليا هو «نموذج كلاسيكي» لما يعرف بـ«قتل المرسال»، وهو في هذه الحالة الإعلام. ويضيف مانك بأن السؤال يجب أن يوجه إلى أصحاب المعلومة الذين سربوها وليس ناقليها، متسائلا: «هل الإعلام هو من حطم البنوك؟... الإجابة هي بالتأكيد لا». وستجرى اللجنة نفسها جلسة اسئلة الأسبوع المقبل مع عدد من كبار مسؤولي قطاع البنوك، من بينهم فريد غودين، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة «رويال بنك اوف اسكتلندا».