«إم تي في» التلفزيونية اللبنانية تعود على وقع الانتخابات النيابية

مسؤولوها يؤكدون أنها ستكون صوت الأكثرية الصامتة

ميشال المر
TT

«صوت حر في خدمة الحرية» هو الشعار الذي ستعود به محطة «MTV» اللبنانية على الجمهور بعد غياب قسري استمر سبع سنوات. أقفلت في عام 2002 بقرار قضائي على خلفية معركة انتخابية فرعية في المتن الشمالي وها هي تعود في 31 مارس (آذار) المقبل على وقع الانتخابات النيابية اللبنانية التي تتجنّد المحطات المحلية للعب دور المتاريس لها، لا سيما أن لكل محطة أجندة تتبع أحد الأفرقاء السياسيين.

في خضم هذا الواقع الإعلامي المنقسم تعود «MTV»، ليقتصر بثها في المرحلة الأولى على البرامج السياسية والأخبار، على ان تنطلق بعد ستة أشهر شبكة البرامج المنوعة التي تحتاج إلى ميزانية أكبر من تلك التي تطلبها «السياسة في لبنان». إلا أنها تعود مع اتهام بأنها ستكون صوت حزب «القوات اللبنانية» الذي فقد «المؤسسة اللبنانية للإعلام» (LBCI) التي كانت تعتبر الناطقة باسم القوات، وذلك إثر النزاع القانوني الحاصل بين الحزب ورئيس مجلس إدارة المؤسسة بيار الضاهر. فالشائعات رافقت إعلان إعادة افتتاح المحطة، خصوصا إذا تم فرز وسائل الإعلام المرئي في لبنان، ليتبين أن قوى الرابع عشر من آذار لم تعد تملك إلا صوتا إعلاميا واحدا وهو «محطة المستقبل». وبالتالي فإن عودة الـ«MTV» ستكون داعمة لهذه القوى في المعركة الإعلامية الانتخابية في مواجهة «المنار» والـ«OTV» والـ«NBN» رغم إصرار إدارة الـ«MTV» على أن «المحطة لن تكون الا صوت الأكثرية الصامتة ولن ترتهن لا إلى قوى الثامن من آذار ولا إلى قوى الرابع عشر منه». رئيس مجلس إدارة الـ«MTV» ميشال المر يردّ على كل الاتهامات التي تضع المحطة في خانة إعلام قوى «14 آذار» ويعتبر أن هذا الكلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «رغم كل النفي الذي نقوله في هذا الصدد وبأننا صوت الأكثرية الصامتة، لا يزالون مصرين على وضعنا في هذه الخانة ولا يرضون بكل ما نقوله لنفي هذا الأمر، لذا فليس أمامنا إلا التذكير بأن المجتمع اللبناني سبق أن اختبرنا وعرف التوجه الذي نسلكه في سياستنا الإعلامية وسنبقى على هذا النهج الحيادي كما هو من دون تغيير، أي أننا حياديون ولن نرتهن لا إلى فريق «8 آذار» ولا إلى فريق «14 آذار»، ولكننا معنيون بكل ما يحصل في لبنان. وكما كسرنا جدار الخوف في السابق، الآن سنكسر جدار الصمت». ويضيف: «قضيتنا هي بناء دولة المؤسسات وتثبيت سيادة لبنان مع الإصرار على أن لا عودة للوصاية السورية ولا للاحتلال الإسرائيلي. المواطنية هي الأهم بالنسبة إلينا، وتركيزنا هو على القضايا التي تهم كل اللبنانيين وليس على فئة دون أخرى لأننا خارج لعبة الاعلام اللبناني المنقسم الذي يشكل أداة ترويج للأفرقاء السياسيين». وفيما يتعلّق بتمويل المحطة التي قيل إن 35% منها هو لأنطوان شويري، الذي كان يدير عملية الإعلانات في «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، يؤكد المر أن «المساهمين الذين أسسوا المحطة منذ بدايتها لا يزالون أنفسهم، إضافة إلى 60 مساهما آخرين والشويري ليس منهم. هم في معظمهم رجال أعمال لا تهمهم السياسة، وذلك بعدما باءت المشاورات التي أجريناها مع رجال السياسة بالفشل لأنهم كانوا يريدون فرض شروطهم السياسية فيما يتعلّق بتوجهات المحطة، وهذا ما رفضناه بالمطلق».

وعن الشركة التي ستدير إعلانات المحطة، يقول «لا تزال المشاورات قائمة مع ست مؤسسات، من بينها مؤسسة أنطوان الشويري، إلى أن يتّخذ القرار النهائي في نهاية فبراير(شباط) الحالي». ورفض إعلان أسماء الإعلاميين الذي سيطلون على شاشة الـ«MTV» قبل أن يبلّغ هؤلاء إداراتهم بالأمر، لكنه شدّد على أن المحطة تفتح أبوابها لكل الإعلاميين الذين «عملوا فيها من قبل بغض النظر عن الانتماء السياسي الذي يطبع المحطة التي يعملون فيها الآن». إلا أن عدم إعلان الأسماء لم يحل دون تسريبات توضح الصورة. فالإعلامية في محطة «إخبارية المستقبل» بولا يعقوبيان لم تحسم أمرها لغاية اليوم بشأن عودتها إلى «MTV»، بيتها الأول كما تسميها، فيما تعتبر أن «إخبارية المستقبل» محطة جيدة ومرتبة، وتقول: «المحادثات جدّية ومتقدّمة، لكن لغاية اليوم لم أتخذ القرار النهائي ولا أزال أدرس الموضوع، وأحتاج إلى القليل من الوقت». وتؤكد أن عودتها إلى الـ«MTV» اذا حصلت فستكون في برنامج سياسي إضافة إلى نشرات الأخبار «التي أحبها أكثر من البرامج السياسية». من جهته، يتسلّم الإعلامي في محطة الـ«LBCI» وليد عبود مهمة رئاسة تحرير نشرات الأخبار في المحطة، اضافة إلى تقديم برنامج اسبوعي مسائي قد يحمل اسم «شو رأيك». وردا على سؤال اذا كان انتقاله من الـ«LBCI» يعود إلى أسباب سياسية، يقول عبود لـ«الشرق الأوسط»: «أسباب انتقالي من الـ«LBCI» ليست سياسية. لم أشعر في السنوات السبع التي عملت خلالها فيها بأي ضغوط، وانتقالي اليوم يعود إلى أن العرض المهني الذي تلقيته من الـ«MTV» كان مغريا وأعتبره نقلة نوعية في حياتي المهنية، على صعيد البرنامج أو على صعيد رئاسة التحرير». وعن الجديد الذي سيقدّمه البرنامج في ظل فورة البرامج السياسية الحوارية يقول: «لم تتبلور الصيغة النهاية التي سيظهر بها البرنامج، نظرا إلى اننا نعمل في الوقت الحالي على تركيبة نشرات الأخبار التي ستكون على أعلى درجة من المهنية والموضوعية وترتكز على التقارير الإخبارية المشوقة وليست كتلك المتلفزة التي تشبه الاذاعية منها». ويؤكد مدير البرامج السياسية والأخبار في المحطة غياث يزبك لـ«الشرق الأوسط» أن القيمة المضافة لخريطة البرامج والأخبار في «MTV» سترتكز على المعالجة العمودية للموضوعات والتوجه نحو الحوارات الهادئة والبحث العلمي البناء. ويقول: «القواعد الأساسية التي سنعتمد عليها هي احترام التعددية السياسية القائمة في لبنان، وسنشرّع الأبواب أمام كل الآراء لأن الصراع يجب أن يكون من خلال تنوّع الأفكار وطرحها بطريقة علمية هادئة كي يتمكّن الرأي العام من معرفة الحقائق والحكم عليها». ويضيف «سيحرص كل إعلامي في المحطة على تطبيق قرار الإدارة وهو أن يكون قائد الحوار وليس شريكا فيه، وبالتالي فإن خط السلوك الإعلامي الذي سنعتمده هو أن على الصحافي أن يكون موضوعيا إلى أقصى الحدود وأن يذهب إلى العمق في الموضوعات المطروحة وان يختار الأفضل من السياسيين لمحاورتهم». وعن حدود شمولية هؤلاء الضيوف وانتماءاتهم السياسية وما اذا كان هواء المحطة سيفتح لمن كان سببا في إقصائها في عام 2002 ، يقول يزبك «ستكون شاشتنا مفتوحة للجميع، ليس من باب المسامحة ولكن لأن من الغباء أن نعتبر أننا الوحيدون من يمتلكون الساحة الإعلامية وبإمكاننا إبعاد أطراف سياسية عن شاشتنا، فمن لم يظهر عندنا سيظهر عند غيرنا، لذا من البديهي ألا نستثني أحدا ونفتح مجال الإطلالة أمام الجميع».

ويستشهد يزبك بمقولة «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان» للتأكيد على توجهات المحطة وقواعدها الثابتة التي ستظهر جلية للمشاهد عند الانطلاقة..