زهرة الخليج.. تحتفل بعامها الثلاثين وسط أزمة اقتصادية عالمية

تخرج بشكل جديد كليا احتفالا بالمناسبة

TT

من أبرز المجلات الإماراتية النسائية التي استطاعت أن تترك بصماتها على خارطة الإعلام العربي كانت مجلة زهرة الخليج التي تطفئ شمعتها الثلاثين أواخر مارس الجاري.

ثلاثون عاما واكبت «الزهرة» ومنذ صدورها في 31 من عام 1979، الكثير من المطبوعات الدورية «المجلات» والموجهة للأسرة، يجعلنا نتساءل: هل نجحت المجلة في الحفاظ على قرائها، سؤال توجهت به «الشرق الأوسط» لطلال طعمة رئيس تحرير المجلة، أجابه قائلا: «عاصرت المجلة على مدى سنواتها الثلاثين ثلاثة أجيال مختلفة، وأؤكد لك أنها استطاعت تلبية احتياجات القارئ المتجددة على مدى هذه السنوات، ولا ننسى أن هامش الحرية الممنوح في معالجة كثير من المواضيع الاجتماعية التي تهم المجتمع الإماراتي شكل أبرز الأسباب لانتشار المجلة».

ويرى طعمة أنه وبرغم ظهور الكثير من المطبوعات إلا أن معظمها احتجب فيما بعد عن الصدور لعدم توفر الدعم المالي الكافي، أو لسطحية المحتوى التحريري المقدم، وسترتدي المجلة في عيدها الثلاثين حلة جديدة «تحريرا وإخراجا» أتت بعد دراسة عكفت عليها المجلة لمدة عام وشملت 30 ألف عينة عشوائية، التغيير سيكون مدروسا كما يصفه طعمة، وسيسهم في ذات الوقت باكتساب قراء جدد، ولا يعتبر طعمة أن ظهور المجلة بحلتها الجديدة، خاصة في خضم الأزمة المالية العالمية، يحتوي على أي نوع من المخاطرة ما دام الدعم موجودا. ويعقب حول ذلك بقوله: «تستطيعين القول إن وسائل الإعلام في أوروبا والولايات المتحدة ما زالت المتضرر الأكبر من تبعات هذه الأزمة، أما في منطقتنا العربية فالوضع ليس بذات الدرجة من السوء، عدا كما أسلفت لك المطبوعات المعتمدة كلية في دخلها على الإعلانات».

ويتفق المدير التنفيذي للنشر في شركة أبوظبي للإعلام جافن ديسكنسون مع طعمة على عدم وجود خطورة في توقيت ظهور المجلة بالشكل الجديد، ويؤكد قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «بالعكس نحن عازمون خلال الأيام القادمة على التركيز بشكل أكبر على السوق الشرق أوسطية وبشكل خاص السوق السعودية من خلال العمل على تلبية اهتمامات القارئ هناك».

وبالحديث عن الوضع العام للإعلام الأسري والموجه في مجمله لحواء، يرى طعمة أن الأخيرة لا تعاني أي أزمة كما يتحدث عنها الكثيرون، ويجيب بقوله: «لا أعتقد أن هناك أية أزمة في الإعلام الأسري، من الطبيعي ألا تخلو كل مجلة أسرية من جرعة مدروسة من الترفيه، فنحن نعيش في عالم مفتوح ولا نستطيع إغلاق الأبواب». على ذات الصعيد يرى الدكتور إبراهيم أحمد الشمسي - من قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات - أن «زهرة الخليج» نجحت بجدارة في دخول كل بيت بالإمارات، ملبية إلى حد ما اهتمامات الأسرة العصرية، إلا أن محتواها التحريري لم يخل في ذات الوقت من قيم فكرية وثقافية تتعارض مع العادات والأعراف التي تربى عليها أبناء الإمارات. وأكد الدكتور الشمسي أنه يتابع المجلة منذ عام 1992، وأن انطباعاته حول الأخيرة جاءت من خلال دراسة قدمها عام 1995 خلال مؤتمر حول المؤسسات الاجتماعية ودورها في الوقاية من الجريمة «ولم يلق بطبيعة الحال صدى طيبا لدى القائمين على المجلة».

وترى الروائية مريم ملا أن المجلات الأسرية وخاصة النسائية بشكل عام لا تهتم بالقضايا الجوهرية للمرأة العربية ولا تدعم بالتالي حقوق المرأة في المنطقة العربية. مجمل المجلات النسائية صارت تهتم بالطباعة الأنيقة والإخراج الفني وبلاغة الصورة الأنثوية بغرض التسويق، بالتالي فإن المشكلة تكمن في المضمون الذي لا يرقى إلى ما يحدث من تحول فعلي داخل المجتمع.

وتصدر في الإمارات أربع مطبوعات نسائية، تتصدرها مجلة «زهرة الخليج» والمستمرة منذ ثلاثة عقود وتصدرها شركة «أبوظبي للإعلام»، ومجلة «المرأة اليوم» الصادرة عن «العربية للصحافة والإعلام» في أبوظبي، إضافة لمجلة «الصدى» التي تصدرها «دار الصدى للصحافة والنشر» في دبي، ومجلة «كل الأسرة» وناشرها «دار الخليج» في الشارقة.