صحيفة «الأيام» البحرينية تحتفل بعامها العشرين

اشتهرت بمعاركها الصحافية داخل البلاد وخارجها

TT

في عام 1989 أعلن مجموعة من الصحافيين البحرينيين، عن إصدارهم لصحيفة يومية، وبالرغم من أن الساحة الصحافية البحرينية كانت خالية حينها، إلا من صحيفة أخبار الخليج، التي كانت حينئذ تسبقها بستة عشر عاما وتتسيد الشارع البحريني وحدها، إلا أن التشاؤم كان أمام هؤلاء الشبيبة الذين رأى البعض أنهم غامروا بدخول سوق لم تكن فيها الموارد كما هي الآن، ولم تعرف سوق الإعلان تطورا كما حدث بعد ذلك.

صدرت الصحيفة باسلوب مختلف عن السائد، وكانت الصحيفة العربية الأولى التي تصدر منذ أول عدد وهي تستخدم تقنية الكومبيوتر في كافة مراحل تحرير الأخبار أو حتى طباعتها، بل إن الصحيفة بلغت جرأتها، في ذلك الوقت، أن تكون صوتا لليبراليين في البحرين، فمن هو الذي سيقرأ لصحيفة تكسر حواجز صنعها المجتمع المحافظ، المنقسم ما بين القوميين والإسلاميين، بهذه الطريقة التي خرجت بها هذه الصحيفة الوليدة؟

لكن بعد مرور 20 عاما على إصدار صحيفة «الأيام» البحرينية، التي اتخذت لها شعارا مميزا لم تتخل عنه منذ انطلاقتها، حيث يتصدر الصفحة الأولى بيت شعر لطرفة بن العبد «ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا .. ويأتيك بالأخبار من لم تزود»، ها هي تتربع في صدارة الصحف البحرينية. تمثل صوتا لليبراليين في البحرين. تعشق المعارك الصحافية التي تبرز بينها وبين تيارات اجتماعية وسياسية ودينية ترفض هذا التوجه الليبرالي. وليس من سبيل المبالغة القول إن صحيفة «الأيام» أصبحت مفرخة للصحف اليومية التي صدرت فيما بعد، بل إن «الأيام» فتحت الباب على مصراعيه من أجل توجه رجال الأعمال لإصدار صحف يومية جديدة، وبعد أن كانت الساحة البحرينية الصحافية في الغالب تستقبل صحيفة يومية ثانية، أضحت الصحف اليومية الناطقة باللغة العربية في البحرين تبلغ ست صحف يومية، في مملكة لا يزيد عدد سكانها عن 800 ألف نسمة، نصفهم أجانب مقيمون. ولعل القراء في البحرين لا يزالون يتذكرون الافتتاحية الأولى للصحيفة التي قال فيها مؤسس الصحيفة نبيل الحمر «لماذا الأيام؟، لعل هذا هو السؤال الذي طرحناه على أنفسنا قبل أن يطرحه أحد علينا، وكان جوابنا: ولماذا لا؟ نعم لماذا لا تكون الأيام صوتا جديدا في هذه الأرض الطيبة المعطاءة؟ ولماذا لا تكون ضوءا للحضارة في أرض عرفت الحضارة منذ وجدت؟ ولماذا لا تكون صوتا للمواطن ومنبرا له يقول من فوقه ما الذي يشغل ضميره وما الذي يملأ ليله ونهاره من أحلام تجسد حريته في القول ومسئوليته في العمل».

جانبه عبر نبيل بن يعقوب الحمر، في كلمة له، عن خالص الشكر والتقدير إلى الملك حمد «نصير الصحافة الأول»، كما أعرب عن الشكر للحكومة التي رعت وساندت الصحافة، وشكر كذلك كل من ساهم ووقف مع الأيام في انطلاقتها وفي استمرارها وتميزها.

وعدّد الحمر النجاحات والإنجازات التي حققتها «الأيام» منذ انطلاقتها الأولى قبل عشرين عاما حيث انطلقت بجرأة وجسارة لتخوض مسيرة التحدي الصعبة في الزمن الصعب، ملتزمة بمبدأ الحرية المسؤولة، مستذكرا في كلمته المرحوم طارق عبد الرحمن المؤيد، وزير الإعلام الأسبق، وقال إنه لم يبخل علينا بالرأي والدعم والتوجيه والمحبة منذ الانطلاقة الأولى؛ حيث كان فخورا بجهد الشباب البحريني المتحمس لتأسيس صحافة بحرينية عمادها حب البحرين.

واستغلت «الأيام» احتفاليتها العشرينية هذه، بإطلاق جائزة سنوية للأعمال الصحافية والإعلامية المتميزة باسم (جائزة طارق المؤيد للصحافة والإعلام) وذلك تخليدا لروح الراحل طارق المؤيد، وعرفانا بصنعه وجميله لصحيفة الأيام، ودعمه ومساندته الدائمة للصحافة البحرينية وتقديرا لمساهماته الكبيرة والمتميزة في الإعلام وتشجيعه ورعايته للكوادر الصحافية والإعلامية البحرينية.