الأندية الرياضية السعودية تستحدث «منسقين» إعلاميين

تقلصت أدوارهم بسبب الظهور الكبير لنجوم ومسؤولين في وسائل الإعلام

شعارات بعض الأندية السعودية
TT

خلال السنوات القليلة الماضية ومع دخول الرياضة السعودية مفهوم الاحتراف، تيقن القائمون على الأندية لأهمية الدور الإعلامي لإنجاح أي عمل سواء كان إداريا أو فنيا أو رياضيا، وبدأت الأندية الرياضية منذ نحو خمس سنوات إنشاء مراكز إعلامية متخصصة للتواصل مع الإعلام وتعيين متحدثين رسميين يمثلون الأندية كمصادر رسمية. وفرضت المصطلحات الإعلامية وجودها داخل الأندية الرياضية إذ يعد بمستغرب على قارئ المادة الرياضية وجود مصطلحات مثل المتحدث الرسمي والمركز الإعلامي إضافة إلي البيان الصحافي أو المؤتمرات الصحافية داخل قاعات النادي وجوالات الأندية وقنواتها الفضائية إضافة إلي مواقعها الإلكترونية كمصادر للخبر.

وتطلبت المرحلة إيجاد واستحداث مناصب إضافية في تشكيلات النادي الإدارية في مقدمتها المتحدث أو الناطق الرسمي، ومدير المركز الإعلامي وتعدت في بعض الحالات وجود المنسق الإعلامي لبعض اللاعبين، يقومون بدور الوسيط بين الإعلام والنادي واللاعب بشكل يصب في مصلحة الجميع.

وتجاوز الأمر ذلك فصاروا مستشارين يقدمون للنجم الرياضي النصائح والتوجيهات لانتقاء الكلمات في الخطابات والحوارات الصحافية واختيار الأزياء خلال الحوارات.

ولكن رغم هذا التوجه الكبير، يرى المتحدثون الرسميون أن الجانب الأكبر من مهامهم ضعيف بسبب الظهور الكبير لرؤساء الأندية واللاعبين وأعضاء الشرف والتواصل الكبير بينهم وبين وسائل الإعلام مباشرة، وهو الأمر الذي أوضحه محمد اليامي المتحدث الرسمي لنادي الاتحاد السعودي، وأضاف «المتحدث الرسمي في كل الأحوال وفي أي جهة الهدف من وجوده توثيق المصادر والمعلومات بدلا من الاجتهادات الصحافية، ويعتبر مصدرا رسميا ومحط ثقة لدى رجال الإعلام». وزاد «في نادي الاتحاد على وجه الخصوص مهمتنا العمل كوسطاء بين الإدارة واللاعبين ووسائل الإعلام، ونصدر البيانات الرسمية لنفي الشائعات وتقديم المواد للجهات الإعلامية». ومن جانبه، قال علي الشمراني مدير مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي بنادي الهلال السابق، إن المتحدث الإعلامي في الأندية لا يتجاوز دوره 30 في المائة فقط كمتحدث، بينما في الأصل هو منسق بين وسائل الإعلام والنادي، وحقيقة كمفهوم في نادي الهلال يوجد مركز إعلامي، ولا يوجد هذا المسمى، وقد يعلن عن توقيع الاتفاقات، ولكن بإيعاز من إدارة النادي، أما فيما يخص التصريح فمديرو الألعاب والفرق هم من يصرحون بأمورها لوسائل الإعلام، على العكس مما هو موجود في الدول الأوروبية والعالمية حيث يمثل المتحدث الرسمي للنادي التوجيه الأمثل في وسائل الإعلام». أما في نادي النصر الذي أعلن في تشكيله الإداري تعيين فهد العجلان كمتحدث رسمي وحمود العصيمي كمدير للمركز الإعلامي، فأوضح العصيمي أن هناك دورا آخر للمركز يتمثل في تزويد جوال النادي بالأخبار والقناة الفضائية الخاصة بالنادي ببعض المعلومات إضافة للتنسيق بين الصحف وصياغة البيانات الصحافية الصادرة من النادي التي ترد على كل ما يخص النادي والتعريف بنشطات النادي والألعاب المختلفة لوسائل الإعلام. وتأكيدا على دور المركز الإعلامي، قال محمد الشيخي مدير المركز الإعلامي بالنادي الأهلي بجدة «دورنا لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط نقوم بتوضيح كافة الأمور التي تحدث خلف أسوار النادي كون النادي ثقافيا ورياضيا في ذات الوقت، ونوضح كافة الأمور ونحاول توجيه وإزالة اللبس حول جميع ما ينشر عن النادي في وسائل الإعلام وتوضيح سياسة النادي في كثير من الأمور مثل العقوبات الداخلية وقيمة العقود لبعض المحترفين والنجوم وتنظيم المؤتمرات الصحافية». وبالعودة لليامي المتحدث الرسمي لنادي الاتحاد الذي دعا إلي تفعيل المواقع الرسمية للأندية الرياضية وتحديثها مباشرة لخدمة وسائل الإعلام كونها مصدرا رسميا على غرار الأندية العالمية. أما في جانب الأندية والشخصيات الرياضية ومع الرواج الكبير للرياضة في السعودية على وجه الخصوص التي منحت الرياضيين فرصا إعلانية كبيرة بدأ بعضهم حيال ذلك توقيع عقود رسمية مع وكلاء أعمال تندرج ضمن مهامهم التنسيق الإعلامي للاعبيهم، وتفيدهم في مجال الظهور والترويج الإعلاني، ويقول في هذا الجانب تركي المقيرن وكيل أعمال أشهر النجوم السعوديين لعل أبرزهم ياسر القحطاني يقول المقيرن «المنسق الإعلامي مربوط بتوجه معين لإبراز شخصية النجم الموقع معه، والتعامل معه كشخصية لها دور فعال في تقديم رسائل اجتماعية يتفق عليها مع وسائل الإعلام». وأضاف المقيرن «كما يتم من خلالها التفاهم حول السمات الشخصية والأفكار الإعلانية واختيار العبارات خلال اللقاءات الصحافية خارج النطاق الرياضي وهو شريك في رسم إستراتيجية إعلامية عبر التواصل الإعلامي مع الجهات وتنسيق مواعيد وأوقات الحوار خارج نطاق النادي». كما لا يخفي المقيرن الدور الكبير لوسائل الإعلام في حياة اللاعب، وقال إنها تمثل 50 في المائة له في الظهور وتحقيق الشهرة والرواج الإعلاني لهم في توقيع العقود الإعلانية، مشيرا في ذات الصدد إلي نجوم سعوديين كبار في المجال الفني والمهاري داخل الملاعب الرياضية ولأنهم لا يحملون الحس الإعلامي في الظهور الإعلامي ويخونهم التعبير في بعض الأحاديث.

وفي الجانب الآخر يرى بعض الإعلاميين في تجربة المراكز الإعلامية والمتحدثين الرسميين تجربة رائدة قدمت لهم الكثير من الخدمات، رغم التفاوت الكبير فيما بينها من مركز لآخر، حسب الإمكانيات من ناد لآخر، وهو الأمر الذي أكده عبد العزيز الشيخ المحرر الرياضي بصحيفة الرياضي، وأضاف «الأندية الكبيرة لديها مراكز إعلامية متخصصة، ولكن بعض الأندية لا تتوفر لديها حتى أجهزة الفاكس». ويرى عبد الله عون المحرر الرياضي بصحيفة الحياة، أن المراكز الإعلامية تحمل جانبا من القصور الكبير في التقنيات خصوصا فيما يخص مجال الإنترنت وتتحول معظم الأوقات إلي ما يشبه الجلسات للصحافيين، والبعض منها تحكمها الميول تجاه أندية وصحف محددة، بحكم العلاقات بين مديري المراكز الإعلامية وبعض الصحف خصوصا التي كان يعمل بها مديرو المراكز.

وهو الأمر الذي أكده الشيخ محرر صحيفة الرياضي، وأضاف «مشكلة الرياضة السعودية أنها تنظر للصحافة وفق ميولها» وزاد «هناك بعض المحسوبيات تجاه صحف وإعلاميين معينين».

فيما يرى ظافر القرني المحرر الرياضي بصحيفة عكاظ أنه ومن خلال تعامله مع المراكز الإعلامية الرياضية قد وجد تعاونا كبيرا وتسخيرا لإمكاناتها وصلت إلي حد إرسال الصور ولكنه استدرك قائلا «أستغرب التحفظ الكبير وعدم التعاطي مع الأخبار السلبية تجاه النادي والتعامل الجيد والممتاز في الإيجابي».