فضيحة.. بجوائز

كشف علاقة سبتزر ببائعة هوى أتت بالذهب لـ «نيويورك تايمز»

TT

فاز قسم الأخبار في جريدة «نيويورك تايمز» بجائزة «بوليتزر» للصحافة، وذلك بسبب «تغطية سريعة وشاملة» للفضيحة الجنسية لحاكم ولاية نيويورك السابق، اليوت سبتزر.

يمكن تلخيص الفضيحة في أن شرطة مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي آي)، بينما كانت تحقق في اتهامات مالية ضد حاكم الولاية، تصنتت إلى اتصالات تليفونية بينه وبين عاهرة في واشنطن. وان العاهرة، اشلي دوبريه، كانت من النوع «الحضاري»، لأنها انتظرته في فندق «مايفلاور» الراقي. ولأنها تتبع لشبكة دعارة مميزة اسمها «امبرورز» (الأباطرة). ولأنها تقاضت ألف دولار عن ساعة واحدة.

أسرع حاكم الولاية، وهو السياسي المراوغ، ونفى الخبر يوم نشره. لكنه، بعد يومين، وبعد زيادة الضغط عليه، اعترف بعلاقته مع العاهرة. واعترف بأنه أخطأ،. واستقال من منصبه. وكانت زوجته تقف إلى جانبه (لم تتكلم. هذه عادة وسط كثير من زوجات السياسيين الأميركيين الذين يكشف الصحافيون فضائحهم. يقفن صامتات، وكأن كل واحدة تقول: لست فخورة بما فعل زوجي. لكن، أسانده، دون أن أؤيده).

في سقوط حاكم الولاية، ظهرت كارثتان أخلاقيتان، الأولى: خان زوجته. الثانية: كان اشتهر كحاكم «عادل»، واستهدف الفساد في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك).

أما كيف انتشر الخبر، ففي يوم 10 ـ 3 ـ 2008، في الثانية ظهرا، وفي مكاتب جريدة «نيويورك تايمز»، والصحافيون مشغولون بجمع الأخبار لعدد اليوم الثاني، صاحت جيل ابراهامصون، مديرة التحرير: لن ننتظر حتى عدد الغد. اضغط على «هيت» (اضرب). سمع كثير من الصحافيين صياحها في غرفة جمع الأخبار الواسعة، التي يزيد طولها على مائتي قدم. لكنها كانت تخاطب الصحافي وليام راشبوم. وعندما قالت «هيت»، كانت تريد منه ان يضغط على زر الكومبيوتر لينشر الخبر الهام في موقع الجريدة في الانترنت.

وبعد دقائق من الثانية ظهرا، انتشر الخبر في كل مكان. هل كان يجب ان تنتظر جيل ابراهامصون حتى عدد اليوم التالي، وتنفرد بالخبر، بدلا من أن يشاركها كل إعلام العالم في نشر الخبر؟ في وقت لاحق، سألوها، وأجابت على السؤال بسؤال: «وماذا لو سبقنا إليه غيرنا؟» ثم قالت إن الصحافيين جمعوا تفاصيل كثيرة ومثيرة. وكانت خطتها هي نشر جزء من الخبر في الانترنت، ثم التفاصيل في الجريدة.

وأثبتت لجنة «بوليتزر» أن جيل ابراهامصون أصابت، لان اللجنة استعلمت عبارة «تغطية سريعة وشاملة». وعن هذا قال زاكاري سيوراد، خبير في مركز «نيومان» للصحافة في جامعة هارفارد: «في عصر الانترنت، هذه أول مرة تشير فيها لجنة «بوليتزر» إلى السرعة في نشر الخبر». في الحقيقة، تعطل موقع الانترنت مرات كثيرة بسبب إقبال القراء عليه ظهر وعصر ذلك اليوم. مثلما حققت فضيحة جنسية «بوليتزر» لجريدة «نيويورك تايمز»، فعلت نفس الشيء لجريدة «ديترويت نيوز». في السنة الماضية نشرت الثانية تحقيقا صحافيا مثيرا عن علاقة جنسية بين كوامي كيلباتريك، أسود وعمدة ديترويت (ولاية ميشيغان)، وبين كريستين بيتي، بيضاء وكبيرة موظفي وموظفات مكتب العمدة.

هل تساعد الفضائح الجنسية على الفوز بجائزة «بوليتزر»؟ وهل مثل هذا العمل الصحافي جنسي ومثير؟ أو مهني محترم؟

قال زاكاري سيوارد، الخبير في مركز «نيومان» للصحافة في جامعة هارفارد: «منذ أن عرف الصحافيون أن الرئيس كنيدي كان سرا يحضر نساء إلى البيت الأبيض في غياب جاكلين كنيدي، صارت فضائح السياسيين الجنسية أخبارا صحافية جادة».

وقالت جيل ابراهامصون، مديرة تحرير «نيويورك تايمز»: «يغطى الصحافيون كثيرا من الناس، ومنهم السياسيون. ومنذ بداية تاريخ هذه الجمهورية (الولايات المتحدة)، كانت إشاعات الفضائح والتصرفات غير الأخلاقية جزءا من التغطية الصحافية».