مسؤول قسم الرأي: لا نسمح للكتاب بالتصفيق في صفحاتنا

كيف تعمل صفحات الرأي في «نيويورك تايمز»؟

TT

صفحات الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز» لا تتجاوز الصفحتين، وإن كان هناك أعمدة صحافية متفرقة في أقسام، وصفحات الصحيفة، فإن قسم الرأي في تلك الصحيفة الكبيرة لا يقل أهمية وتنظيما عن قسم الأخبار.

في هذا التقرير يوضح أندرو روزنتال مسؤول قسم الرأي في التايمز، سواء في النسخة المطبوعة أو الإلكترونية، هوية القسم وطبيعة عمله، من مقالات الرأي مرورا بالافتتاحية إلى التعامل مع رسائل القراء.

* الفصل بين قسم الرأي والأخبار

* قسم الرأي في «نيويورك تايمز» منفصل تماما عن التغطيات الإخبارية، ولا علاقة له بها، ويُعتبر روزنتال مسؤولا مباشرا أمام الناشر آرثر سولزبرغر، لا رئيس التحرير. وتحت إدارة روزنتال يقوم 18 صحافيا، وهم التابعون لقسم الرأي، بتحرير المقالات الافتتاحية للصحيفة، وكذلك اختيار وإعداد المقالات التي ستُنشر في الصحيفة. ويعقد قسم الرأي اجتماعات منتظمة للتحرير من أجل مناقشة القضايا الراهنة، إذ يكتب المقالات الافتتاحية أعضاء هيئة التحرير بالتشاور مع زملائهم، ويراجعها روزنتال أو نوابه.

وعادة ما يكون المقال الافتتاحي (الافتتاحية) في صفحات الرأي في «نيويورك تايمز»، هو الأهم، حيث تنشر الصحيفة ثلاث افتتاحيات في كل يوم، متفرقة بين السياسي منها، دوليا كان أو محليا، وبين قضايا علمية، أو قضايا محلية صرفة.

وتلك الافتتاحيات تعد مهمة للصحيفة والقارئ، وكذلك الناشر، وعادة ما يحيط بكتابة الافتتاحية بعض من الغموض، فرغم وضوح الفكرة والرأي في الافتتاحية، فإنها لا تذيل باسم، وهي بالطبع تعبّر عن وجهة نظر الصحيفة، حيث تبقى هوية كاتب المقال الافتتاحي غامضة، حتى على بعض الصحافيين العاملين في المطبوعة ذاتها، ومنهم روزنتال، الذي يؤكد أنه لم يكن يعرف كيف يتم إعداد هذه الافتتاحيات، أو يفهم آلياتها حتى عام 2003، عندما تولى مسؤولية نائب مسؤول الرأي.

وعن الفصل بين قسم الأخبار والمقالات الافتتاحية في التايمز يقول روزنتال إنه اختلاف واقعي، وهامّ، مشيرا إلى أن بيل كيلر يتولى، كمحرر تنفيذي، المسؤولية عن غرفة الأخبار في «نيويورك تايمز» وأغلبية الصفحات التي نطبعها في الصحيفة المطبوعة وعلى شبكة الإنترنت. بينما يكون روزنتال نفسه مسؤولا عن المقالات الافتتاحية، وصفحات الرأي، على النسخة الورقية، وعلى الموقع الإلكتروني، حيث لديه فريق العمل التابع له، مشيرا إلى أنه لا يقوم حتى بإرسال تقارير إلى كيلر، وإنما إلى الناشر مباشرة. كما أنه لا يُسمح لصحافيي غرفة الأخبار بحضور الاجتماعات الأسبوعية التي يعقدها قسم الرأي، وحتى اجتماعات اختيار التصويت للمرشحين الانتخابيين في الانتخابات الرئاسية.

ويقول إنه في حال كان ضيوف يزورون قسم الرأي، وهو أمر يحدث دائما، فإنه يطلب من غرفة الأخبار إرسال صحافيين إلى هذه الاجتماعات إذا كان الضيف يرغب في وجود صحافي إخباري خلال الجلسة. مشيرا إلى أنه عادة لا يتم إخبار صحافيي غرفة الأخبار مسبقا عن المرشحين الذين يقرر قسم الرأي ترشيحهم في الانتخابات.

إلا أن روزنتال يقول إن ذلك لا يعني أنه لا يوجد اتصال على المستوى الشخصي، حيث يقول إنه يتحدث مع بيل ويقابله بصورة متكررة، لكنه لا يناقش معه تغطية الأخبار، أو تغطية المقالات الافتتاحية. مشيرا إلى أن لدى فريق قسم الرأي الحرية في الاتصال بالصحافيين لمتابعة تقاريرهم، أو التأكد من الحقائق، أو الاسترشاد فيما يتعلق بكتابة التقارير.

ويقول روزنتال: «قد لا يكتب أفراد الطاقم الإخباري لصالح صفحات المقالات الافتتاحية أو الرأي، وقد لا يكتب أعضاء قسم المقالات الافتتاحية للأقسام الإخبارية على الرغم من أنهم قد يكتبون لأقسام أخرى مثل قسم مراجعة الكتب، الذي هو في الأساس قسم خاص بالرأي، أو للأقسام التي تُجري تحقيقات مثل قسم السفر والسياحة».

* الافتتاحية والحياد

* الافتتاحية في «نيويورك تايمز» تعبّر عن رأي وموقف الصحيفة، ودائما ما تكون الافتتاحية برأي واضح ومحدد، حيال أي قضية تشغل الرأي العام، بل إنها لا تلتزم في أحيان كثيرة بأن تقيم وزنا للرأي المعارض، وحينما تعرض له تفعل ذلك لمجرد الانتقاد. المهم في كل الأحوال أن تكون مدعومة بأدلة قوية، وهي الأدلة التي يُعتمد غالبا على قسم الأخبار في جمعها.

والمثير، بحسب روزنتال، أن كاتب المقال الافتتاحي، الذي يُنشر دون أن يكون ممهورا بتوقيع كبقية أعمدة الرأي، قد لا يكون متحمسا للفكرة التي تروّج لها افتتاحية الصحيفة أصلا. فالمقصود من هذا المقال في النهاية هو التعبير عن رأي المؤسسة لا رأي كاتبها، ولا حتى رأي صالة الأخبار بذات المؤسسة الصحافية، ولهذا فهي غير موقعة.

ولهذا تجتمع هيئة التحرير الخاصة بقسم الرأي ثلاث مرات في الأسبوع، يتحدث فيها كل عضو عما يدور في مجال اختصاصه، حتى تُجمِع الهيئة على فكرة بعينها تتخذ خلالها موقفا قويا يستند إلى مبادئ المؤسسة وإلى استيعاب متمكن للحقائق.

وعن اتخاذ القرار حول الموقف من الافتتاحية يقول روزنتال: «لا نصرّ على الوصول إلى إجماع في الآراء، ولا نُجري تصويتا بيننا إلا في حالة التصديق على اختيار مرشح سياسي في الانتخابات الرئاسية».

وعادة ما يكتب المقال الافتتاحي مقترِح فكرته وهو غالبا عضو قسم الرأي، ويكون ممن لهم خبرة في المجال المختار، حتى لو لم يكن حماسه متقدا في مضمار الرأي الذي يعبّر عنه.

ويراجع المقالات الافتتاحية أي من نائبة رئيس القسم كارلا روبينز أو مساعد رئيس القسم روبرت سيمبل، أو رئيس القسم نفسه أندرو روزنتال. ويجد أعضاء قسم الرأي الحرية للتعليق على المقالة الافتتاحية بعد كتابتها، وغالبا ما يفعلون ذلك. ولكن لا تُعرض المقالات الافتتاحية على المجموعة بصورة رسمية من أجل الحصول على موافقتهم، بحسب روزنتال الذي يتحمل مسؤولية المقالات الافتتاحية كافة في «نيويورك تايمز».

وكتاب الافتتاحية في صفحات الرأي في «نيويورك تايمز» صحافيون محترفون، لديهم خبرة ومعرفة كبيرة، ولديهم مهارات في كتابة التقارير، كما أنه تتاح لهم موارد «نيويورك تايمز» الإخبارية كافة، التي تساعدهم للحصول على المعلومات، بالإضافة إلى الصلاحيات الأخرى التي يحصلون عليها ككُتاب افتتاحية في الصحيفة.

كما أنهم يتحدثون ويجتمعون مع قيادات الحكومة، ومجتمع الأعمال، وقيادات المجتمع كافة، بصورة يومية. ويقول روزنتال إن إجابته على السؤال الدائم الذي يتعلق بكيف يعرف الكُتاب ما يقولونه تتكون من شقين: الأول الخبرة، والثاني هو العمل الدؤوب.

ويقوم أعضاء هيئة المقالات الافتتاحية بكمية غير عادية من التقارير، في كل يوم عمل. كما أنهم يقرؤون بنهم شديد. حتى إنك لتظن لوهلة أن لهم من الخبرة العميقة في كل مجالات الحياة قاطبة، وتتساءل: كيف عرف هؤلاء خبايا سياسة المصرف الاحتياطي الفيدرالي، والتغير المناخي، وهل حصل سكوتر ليبي على محاكمة عادة، وهل مات شكسبير حقا؟

* بريد القراء.. فرصة للتنفس

* إذا كانت التايمز تجد مساحتها لقول رأيها كمؤسسة بكل وضوح، فإنها توفر مساحة أيضا للقراء، وهذه المساحة تمثل المتنفس الذي يجد من خلاله قراء التايمز فرصتهم للتعبير عن وجهات نظرهم حيال ما تنشره الصحيفة من أخبار، وآراء، والممنوع على القراء هو أن يعلقوا على آراء قراء مثلهم، فالصحيفة لا تجيز ذلك، بحسب روزنتال، لأن من شأن ذلك أن يقطع الطريق أمام الانتقال إلى موضوع جديد.

ولمواكبة الأحداث يحاول المتابعون لبريد القراء، أو ما يعرف في «نيويورك تايمز» بـ«رسائل إلى رئيس التحرير»، اصطفاء التعليقات الأكثر جذبا من بين آلاف الرسائل. ويجري استبعاد المكرر، وغير الصالح للنشر، أو تلك الرسائل التي تعلق على ما كُتب في أحد مقالات الرأي، إذ يجري توجيه تلك المقالات إلى الكُتاب أنفسهم.

واللافت أن الصحيفة تتعامل مع الرسائل التي تنشر على صفحات الصحيفة في مساحة «رسائل إلى رئيس التحرير» بطريقة مختلفة عن نشر ردود القراء على الإنترنت. فبعد اختيار الرسائل الملائمة للنشر على الصفحات الورقية، وإعادة صياغتها بما يوافق أسلوب الصحيفة من حيث عدد الكلمات ووضوح الفكرة، يقوم الصحافيون في قسم الرأي بالاتصال بكاتب الرسالة للتأكد من أنه بالفعل هو من كتبها، وتدقيق ما حوته من معلومات، وأخيرا لأخذ موافقة كاتب الرسالة على التعديلات التي أجراها قسم الرأي على رسالته.

وبحسب مسؤول قسم الرأي في التايمز فإن أفضل أنواع الرسائل هو الرسالة القصيرة في عدد كلماتها، والمكتوبة بوضوح، وذات الرأي القوي والمباشر، ولا تحتوي على طعن شخصي في كاتب أو موضوع.

* أعمدة الرأي

* ويمتلك كُتاب الأعمدة مساحة أوسع نطاقا من الحرية في اختيار ما يكتبون، وهم يختارون عناوين مقالاتهم كما يتراءى لهم. ومقالات الرأي هي الأشد تأثيرا على النقاش العام، وغالبا ما تكشف عن معلومات تتطلع الحكومة إلى أن تُبقيها طي الكتمان، بحسب روزنتال.

وخلافا لما يعتقده البعض فإن اسم صفحة الرأي الذي اشتهرت به التايمز (Op-Ed) ليس مشتقا من كلمتَي الرأي والافتتاحية (Opinion-Editorial)، بل هو اختصار لعنوان الصفحة المواجهة للافتتاحية (Opposite Editorial)، وهو العنوان الذي يظهر في عدد التايمز منذ تاريخ 21 سبتمبر (أيلول) عام 1970.

ويستعرض روزنتال البعد التاريخي لقسم الرأي بالقول إن التايمز أول من سعى إلى نشر إسهامات بمقالات الرأي من أشخاص متخصصين في مجالات مختلفة في جميع مناحي الحياة، وكان أول مسؤول عن صفحة الرأي هو هاريسون ساليسبري.

ولم تكن الفكرة فقط في نشر مقالات الكُتاب من العاملين في الصحيفة، وهو ما كان يحدث في الصحف الأخرى، ولكن أيضا لإقامة منتدى لكتابة الرأي لأشخاص لا يعملون في التايمز. وعلى مدار الأعوام، تم تطوير هذا الفن الصحافي ليضمّ الفنون والرسوم والمزيد من الأشياء الأخرى، وعلى الإنترنت تضمّ هذه الصفحة ملفات الفيديو أيضا المعبّرة عن وجهات نظر أصحابها.

وتمثل المهمة الأصعب في هذا المضمار اختيار كُتاب أعمدة الرأي، حيث يقول روزنتال إن إعطاء شخص ما مكانا ثابتا في صفحة الرأي المطبوعة شيء مختلف تماما، مضيفا أن كتابة عمود الرأي مرتين أسبوعيا في التايمز، أو عمود أطول مرة أسبوعيا، عمل كبير.

مبينا أن المنتظَر من كاتب المقال في التايمز هو أن يكون تيارا متدفقا من الأفكار الجيدة والمتجددة، وذا قدرة على عرض آرائه بأساليب ممتعة وجذابة، وأن الأمر ليس فقط قصا ولصقا من أجل إنجاز عمود صحافي بنحو 800 كلمة. مضيفا أن هناك أمرا آخر، وهو الالتزام بالموعد النهائي لتسليم المقال.

ويقول أندرو روزنتال إن كُتاب المقالات عادة ما يكونون أشخاصا ذوي اهتمامات عميقة وواسعة، وليس بالضرورة أن يكون لديهم تخصص مفصل في مجال معين. مضيفا أنه متى تمتع كُتاب الأعمدة الصحافية بروح الدعابة فإن ذلك الأمر بالنسبة إليه سيكون أكثر من رائع.

كما يقول روزنتال إن هناك في الغالب شيئا مبدئيا لا يمكن إضافته إلى السيرة الذاتية الخاصة بكُتاب مقالات الرأي، وهو القدرة على التفكير بوضوح، والقوة في الوصول إلى الاستنتاجات، مع الشجاعة في عرضها على جمهور كبير وواعٍ وملحّ، بأسلوب بلاغي متميز بالوضوح. مضيفا أن كُتاب الأعمدة أيضا صحافيون، وعليهم القيام بقدر كبير من جمع الأخبار، وأن عليهم مهمة الاحتفاظ بالنزاهة الفكرية. ولا يُفترض، حسبما يشير روزنتال، أن يكون كُتاب الرأي غير متحيزين، فهم آيديولوجيون لدرجة كبيرة، وهذا أمر جيد، ولكن الخطأ هو أن يكون أي منهم متحيزا بلا تمييز. ويقول روزنتال إنه لا مكان في صفحة الرأي في «نيويورك تايمز» للتصفيق، لا للحزب الجمهوري ولا الديمقراطي.

وسياسة قسم الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز» هي أن لدى كُتاب الأعمدة الحرية في الكتابة في أي موضوع، واتخاذ المواقف التي يشاؤون اتخاذها، إلا أن مسؤول الرأي يقول إن ذلك لا يعني أن ذلك التصريح مفتوح على طول الخط، حيث يجب أن تلتزم أعمدة المقال بمعايير صحيفة «نيويورك تايمز» للدقة في ما يتعلق بالحقائق، والذوق، والأخلاقيات الصحافية.

كما يطلب من كُتاب الأعمدة في الصحيفة عدم إعلان دعم مرشحين سياسيين بصورة مباشرة في المقالات، إلا أن روزنتال يوضح أن ذلك الأمر مختلف بالنسبة إلى افتتاحية الصحيفة، حيث يحق للافتتاحية أن تدعم مرشحا سياسيا في الانتخابات، وهذا أمر تتبعه كثير من الصحف الأميركية في الانتخابات الرئاسية. كما يشير روزنتال إلى أن كُتاب الأعمدة في الصحيفة يخضعون لقواعد دليل «نيويورك تايمز» للأسلوب والاستخدام، على الرغم من أن لهم بعض الحرية في تجاوز بعض القواعد. وعلى عكس ما يتصور البعض، فمعظم المقالات التي تُنشر في التايمز تكون بناء على تكليفات من الصحيفة حيث تطلب من كُتاب متخصصين، حسب ما يقول روزنتال، مضيفا أن ذلك لا يعني تجاهل المقالات التي ترد إلى الصحيفة دون طلب منها، «في الواقع، إننا نقرأ ما يصلنا كافة، لكننا ننشر منه النزر اليسير».

* تعليقات الموقع الإلكتروني

* يقول روزنتال إن بيئة الإنترنت توفر عناصر تختلف تماما عن عناصر الصحيفة الورقية، والعنصر الأهم في هذا السياق هو أن القارئ يمتلك القدرة على كتابة تعليقه مع إخفاء هويته. وعلى الرغم من أن هذا بالنسبة إلى البعض يمثل حسنة تُحسب للإنترنت، فإن الأمر غير ذلك بالنسبة إليه. حيث يقول إن التعليقات مجهولة المصدر لا تثير اهتمام أحد, مضيفا أن الجهل بهوية المعلقين يقود إلى أبشع الظواهر المرتبطة بالنشر الإلكتروني، وهي التجاوزات التي ينتج عنها البذاءة المروعة. معتقدا أن بعض الصحف تخطئ في ترك مساحات التعليق مفتوحة دون تدخل أمام كل من قادته الفأرة إلى مواقعها الإلكترونية، ظنا منها أن هذا يمثل تطبيقا للحرية، ولكن في التايمز، والكلام على لسان روزنتال، يقوم فريق العمل بدور الوسيط في جميع مساحات التعليقات العامة، مشيرا إلى أن ذلك يعد عملا يستنزف الوقت والمال، وليس بالمهمة البسيطة. إلا أنه يقول: «من الضروري أن يكون هناك نقاش نشيط وقوي، لا أن تكون صفحات الإنترنت فناء مدرسة يعج بالضجيج. فالكثير من تلك الأفنية الصاخبة موجودة على الإنترنت بالفعل».

ولكن الشيء الأهم هو أنه ما من مساحة تحدد نطاق مشاركات القراء على الإنترنت، ولهذا فقد حققت الصحيفة نجاحا كبيرا في المدونات الجماعية، إذ اختارت مجموعة من الكُتاب ليكتبوا بصورة مستمرة في موضوع بعينه. ويكدر هذا مع الأسف أن تكون هناك نبرة شريرة في الكثير من الحوارات التي تجري على الإنترنت. فلا يكتفي الكثير من المعلقين بذكر آرائهم، بل يلجأون إلى سبّ الكاتب الذي يعلقون على ما كتب.

* المنافسون

* وعن متابعة أندرو روزنتال مسؤول قسم الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز» للصحف المنافسة، يقول، وتحديدا عن الصحيفة الجارة في نيويورك «وول ستريت جورنال»، إنها كانت وما زالت صحيفة ممتازة ومنافسة مذهلة. مضيفا أنه ليس قلقا بشأن بعض التغييرات التي أُجريت فيها بعد أن تَسلّمها مُلاّك جدد، معتبرا إياها ما زالت من كبريات الصحف في البلاد.

ويقول روزنتال إنه سعيد لكونه مسؤولا عن الرأي وليس صحافيا اقتصاديا في التايمز، وإلا لكان مستيقظا طوال الليل قلقا من التنافس مع «وول ستريت جورنال» ذات التميز في الشق الاقتصادي.

ويقول روزنتال إنه يواظب على قراءة مقالات الجورنال الافتتاحية يوميا، بالإضافة إلى كل من صحيفة «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، وذلك لأسباب تنافسية. حيث يقول إنه يتكدر عندما تسبقهم واحدة من تلك الصحف إلى فكرة ما.

إلا أنه يستدرك قائلا إن من العلامات المميزة لصفحة الرأي في صحيفته التايمز تنوع مقالات الرأي، واختلافاتها مع مواقفنا في المقالات الافتتاحية. مضيفا أنه كقارئ لا يجد ذلك كثيرا في «وول ستريت جورنال».

* سيرة ذاتية

* أندرو روزنتال، مسؤول قسم الرأي في نيويورك تايمز، في كل من النسخة المطبوعة والإلكترونية، وُلد في نيودلهي بالهند، وتخرج بدرجة البكالوريوس في جامعة دنفر متخصصا في التاريخ الأميركي.

والده كان صحافيا، ومراسلا أجنبيا، ومحرر أخبار محلية، وكذلك كان مدير تحرير ورئيس تحرير تنفيذيا، ثم كاتب عمود رأي في التايمز لقرابة 50 عاما. تقلد منصبه في 8 يناير (كانون الثاني) 2007، بعد أن كان نائبا لمسؤول قسم الرأي منذ سبتمبر (أيلول) عام 2003. عمل مساعدا لمدير التحرير للأخبار، ومسؤولا للقسم الخارجي، كما عمل أيضا محررا للشؤون الوطنية لمدة ستة أشهر عام 2000، حيث أشرف على تغطية الانتخابات الرئاسية، والتعليق على ما بعد الانتخابات، عندما كان مراسلا في واشنطن، وغطى حينها أخبار إدارة بوش، والانتخابات الرئاسية لعامي 1988 و1992 وحرب الخليج. قبل الانضمام إلى التايمز 1987، عمل مديرا لمكتب «أسوشييتد برس» في موسكو.