«فوربس» تقتصد أيضا في النفقات

انخفضت إعلاناتها بنسبة 15%.. وسرحت 100 من موظفيها

أبناء مالكولم فوربس (من اليسار) تيم وكريستوفر وروبرت وستيف، تسببت الأزمة المالية العالمية في تعرض المجلة لمتاعب مالية أثرت على مسيرتها
TT

لطالما كانت مجلة فوربس، من خلال قائمتها السنوية للأثرياء ومجموعة المقالات التي تحتفي بكبار رجال الأعمال، مرادفا للثراء والنجاح والاعتقاد بأن النشاط التجاري، إذا ترك لأدواته الخاصة، سيخلق عالما أفضل. ولكن ذلك الجزء الأخير لا يشهد نجاحا في الفترة الأخيرة.

وإذا كان هناك على الإطلاق وقت سيئ مرت به فوربس، وربما لا يوجد، فالفترة الحالية كذلك. وتكافح المجلة التي تحمل اسم العائلة، والتي تأسست على كلمات بتي تشارلز فوربس: «لقد نشأت الأعمال لإيجاد السعادة»، في فترة من الأزمة المالية.

وعلى الرغم من أن نسبة التوزيع تظل في الأساس مستقرة عند 920000 نسخة، ينخفض متوسط سعر النسخة باستمرار، مما يعني أن فوربس، مثل الكثير من المجلات، تكافح من أجل الاحتفاظ بالمشتركين.

وقد انخفضت صفحات الإعلانات بنسبة 15 في المائة في الربع الأول، مقارنة بالفترة ذاتها في العام الماضي. ويجني موقع forbes.com، وهو واحد من أعلى خمسة مواقع مالية في عدد الزوار من 70 إلى 80 مليون دولار سنويا كأرباح، ولكنه لم يحقق الشعبية المأمولة. وتوقفت الشركة، التي كانت كريمة مع موظفيها على مدار التاريخ، عن تقديم إسهاماتها إلى برنامج المعاشات 401(k). وتم تسريح نحو 100 من بين موظفيها البالغ عددهم 1000 موظف منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، من بينهم 20 موظفا في شهر يناير (كانون الثاني)، وقد أعلنت عن منحها إجازة غير مدفوعة الأجر لمدة خمسة أيام للموظفين.

وفي عام 2006، تم بيع نسبة 40 في المائة من الشركة إلى شركة الأسهم الخاصة إيليفاشن بارتنرز، بمبلغ 300 مليون دولار، لتبلغ قيمة الشركة 750 مليون دولار. ووفقا لمارك إدميتسون من أدميديا بارتنرز: «من المحتمل ألا تساوي قيمتها نصف ذلك المبلغ حاليا».

وبالتأكيد شملت مأساة فوربس العديد من الشركات المنافسة لها. وقد انخفضت الصفحات الإعلانية بصورة أكبر في فورتشن وبيزنس ويك. وأوردت أرقام الأرباح من مكتب معلومات الناشرين، في مؤشر متضخم عامة، أرباح تخطت 338 مليون دولار لفوربس و276 مليون دولار لفورتشن و236 مليون دولار لبيزنس ويك.

وقامت الشركات المنافسة لفوربس أيضا بتسريح أعداد كبيرة من العمالة. ويتوقع العديد من خبراء صناعة المجلات ألا تكون مجلة بورتفوليو، وهي محاولة كوندي ناست المكلفة والفاشلة في أن تجد مكانا لها في هذا المجال، آخر مجلة في عالم الأعمال تنهار في حالة الركود الراهنة.

ويشير دينيس نيل، مدير التحرير السابق في فوربس الذي يعمل حاليا في سي إن بي سي، إلى أن المجلة ستتعرض لاختبار لم يحدث لها مطلقا من قبل.

ويقول نيل إن الأخوين ستيف وتيم فوربس، اللذين يمثلان الجيل الثالث في إدارة المجلة «لم يمرا بشيء مثل ذلك من قبل، وسيكتشفان ما إذا كانا يتمتعان بالمهارة الإدارية لنشر مجلة في هذه الظروف».

وفي غرفة اجتماعات في مقرهما بمنهاتن، اعترف تيم وستيف فوربس بأن العام الماضي كان صعبا على المجلة التي تسوق على أنها «أداة الرأسمالية». ولكنهما قالا أيضا وهما يجلسان متجاورين في الغرفة التي تتزين برموز تدل على الثراء، من صور ليخوت والعديد من الممتلكات والرجال المالكين لها، إنه على الرغم من أن الاقتصاد قد يمر بدورة تغيير، إلا أن معنى مجلة فوربس لا يتغير.

وقال تيم فوربس، رئيس مجلس إدارة ورئيس التشغيل في الشركة الخاصة: «في العديد من الحالات، كنا ماديا بعيدين عن التوافق مع الحكمة السائدة في ذلك الوقت وحيث يكون العالم. ويبدو أن اتجاه الأمواج سيتغير إلى الناحية الأخرى، ولكننا لا نغير وجهة نظرنا الأساسية».

ولكن يظهر التراجع الاقتصادي، في كل من الاقتصاد وفي فلسفة فوربس، على وجه خاص هنا. وتعد العائلة، التي غالبا ما تعتبر عائلة ثرية تمتلك مجلة، ثرية بالفعل لأنها تمتلك مجلة، وتتكبد العائلة مباشرة خسارة أعمال المجلة. ويوجد جيل آخر ينتظر أن يرث ما يزيد على مجرد اسم العائلة اللامع سابقا.

لذا على الرغم من أن نظرة عائلة فوربس لجني المال قد لا تتغير، إلا أن نظرتهم تجاه الإنفاق قد تغيرت.

وكان والد الأخوين مالكولم فوربس، حتى وفاته عام 1990، تجسيدا للحياة الفخمة. فكان يمتلك مناطيد حرارية، وقصرا في طنجة، وجزيرة في المحيط الهادي، وبيض فابريجيه، ومجموعة كبيرة من المقتنيات الفنية، وطائرة طراز بوينغ 727 (والتي سميت أيضا بـ«أداة الرأسمالية») ويختا مساحته 151 قدما يحمل اسم «هايلاندرز» في إشارة إلى جذور العائلة الاسكتلندية. وعندما كان أبناؤه الأربعة صغارا، كانوا يعزفون على مزمار القربة للترحيب بالضيوف، الذين كان أغلبهم من المعلنين، في الخارج.

وفي الأعوام القليلة الماضية، تم بيع القصر والجزيرة. وبيعت مجموعة من تماثيل الجنود وكذلك مجموعة من الأعمال الفنية التي تعود إلى العصر الفيكتوري وتبلغ قيمتها 27 مليون دولار، واشترى البيض رجل أعمال روسي، وبيعت أيضا الطائرة. وما زال الأخوان يملكان اليخت، ولكن تم تسريح طاقم العمل عليه وإرساؤه في ميامي. ويقول تيم فوربس: «اعتقدنا أنه سيكون من غير الملائم في الأحوال الراهنة التجول في يخت. لذا بدا أنه من الطبيعي تركه في المرسى».

وفي عام 2007، حاولت العائلة بيع مقر الشركة الأنيق في الشارع الخامس والانتقال إلى مكان أقل فخامة، ولكن أوقفتهم سوق العقارات المنهارة.

وكان مالكولم فوربس قد جعل العمل في المجلة نوعا من المرح. ويشاركه ابناه في التفاؤل الفطري، ولكن استثمرت الشركة كثيرا في فترة ازدهار تكنولوجيا المعلومات. وبعد انفجار فقاعة تكنولوجيا المعلومات وحاليا أزمة الائتمان، يمكن أن يبدو العمل في فوربس عملا شاقا.

* خدمة «نيويورك تايمز»