ريبيكا وايد.. من عاملة في قسم الأبحاث إلى التربع على عرش إمبراطورية ميردوخ

تستيقظ في شقتها بضواحي لندن وتتغدى في فينيسيا الإيطالية وتتعشى في وسط العاصمة البريطانية

TT

لم يفاجئ قرار عملاق الصحافة العالمية روبرت ميردوخ رئيس مجموعة «نيوز إنترناشونال» ترقية ريبيكا وايد رئيسة تحرير صحيفة «الصن» الفضائحية لتصبح رئيسة تنفيذية للمجموعة، بسبب تسرب بعض الأخبار في الآونة الأخيرة من صالات الأخبار في الصحيفة مفادها أن وايد قد تتربع على عرش إمبراطورية ميردوخ الإعلامية، وبهذا التعيين ستكون لوايد الكلمة الأولى والأخيرة في إدارة أهم صحف «التابلويد» البريطانية، إضافة إلى كل من صحيفة «التايمز» و«الصنداي تايمز» والصحيفة المسائية المجانية «ذى لندن بايبر».

بدأت ريبيكا وايد مسيرتها المهنية في عام 1989 من مكاتب الأبحاث والسكرتاريا في صحيفة «نيوز أوف ذو وورلد»، وبعدها تحولت إلى كتابة الريبورتاجات في مجلة «الصنداي» الصادرة كل يوم أحد قبل أن تتبوأ منصب نائبة رئيسة التحرير فيها، وفي عام 1998 تم تعيينها نائبة رئيسة تحرير صحيفة «الصن» وفشلت حينها في إقناع الإدارة في إلغاء الصفحة الثالثة من الصحيفة المخصصة لعرض صورة لعارضة عارية، وبعدها عادت في عام 2000 إلى صحيفة «نيوز أوف ذو وورلد» لتعمل محررة، وفي وقتها كانت وايد المحررة الأصغر سنا في صحيفة وطنية بريطانية.

تعتبر ريبيكا من بين أكثر الشخصيات الصحافية البريطانية إثارة للجدل، فطالتها خلال مسيرتها الصحافية على مدى 20 عاما عدة انتقادات، من بينها قرارها تسمية وإهانة عدد من المتهمين في جرائم التحرش الجنسي مع الأطفال بعد مقتل الطفلة البريطانية سارة باين، وكانت الفضيحة الكبرى عندما نشرت وايد صورا لاشخاص متهمين ثبت بعدها أنهم أبرياء، وجرى اللبس بسبب تشابه أسمائهم من بينهم طبيب متخصص في طب الأطفال، واتُّهمت حينها وايد بتأدية عملها بطريقة غير مهنية لا تتطابق مع معايير مهنة الصحافة التي يجب أن ترتكز على تقديم الأخبار الصحيحة والتأكد من المعلومات قبل نشرها على صفحات الجرائد. ولكن على الرغم من الأخطاء التي ارتكبتها وايد فقد كان لها الفضل في أن تتصدر صحيفة «نيوز أوف ذو وورلد» قائمة نسبة المبيعات، متخطية الصحف الأخرى المنافسة الصادرة يوم الأحد مثل «ذو بيبول» و«صنداي ميرور».

انتقلت وايد مجددا إلى صحيفة «الصن» في يناير (كانون الثاني) عام 2003 لتحل مكان رئيسها ديفيد يلاند لتصبح بذلك أول رئيسة تحرير أنثى للصحيفة، وعملت في الصحيفة لمدة سنوات حتى اليوم، وتتولى وايد رئاسة جميعة الصحافة النسائية وتتولى مهمة التحكيم في مسابقة صحيفة «الغارديان» لطلاب الصحافة.

ريبيكا وايد متزوجة حاليا بتشارلي بروك، وكانت متزوجة في السابق بالممثل روس كامب الذي يلعب دورا رئيسيا في مسلسل «إيست إندرز» الشهير في بريطانيا من إنتاج «بي بي سي»، تزوجته في عام 1996 في لاس فيغاس وطالتها العناوين الفضائحية في عام 2005 عندما قامت الشرطة في بريطانيا بتوقيفها بتهمة ضرب زوجها، وأخلي بعدها سبيلها دون فرض أي غرامة عليها.

ومن بين الانتقادات التي طالت ريبيكا وايد تصريح زوجها الجديد تشارلي بروكس لمجلة «تاتلر» في عددها الجديد لهذا الشهر بأنه يمضي وقته مع عروسه (خطيبته) عندئذ، في التنقل ما بين لندن وفينيسيا في طائرة خاصة، ففي الصباح يستيقظا باكرا في شقتهما الواقعة في ضواحي لندن ويتوجهان في فترة الظهيرة إلى مطعم هاريز بار في مدينة فينيسيا الايطالية العائمة ليعودا بعدها على متن الطائرة الخاصة إلى لندن عند المساء لتناول العشاء في مطعم ويلتون في شارع «جيرمين ستريت».

وعلق بعض زملاء وايد في العمل على تصريحات زوجها بأنها لا تليق برئيسة تحرير صحيفة «تابلويد» مثل «الصن» وإنما هذا النمط من العيش الراقي يليق بالاثرياء وأصحاب الملايين، وعلقت صحيفة «الغارديان» ساخرة «بأنه بعد عمل طال 20 عاما في مجال الصحافة وبدأ من قسم الأبحاث في صحيفة «نيوز أوف ذو ورلد» كان لا بد ان تتبوأ منصبا يتناسب مع أسلوب حياتها المترف». وصرحت وايد التي تزوجت قبل نحو 10 أيام بأنها من الان وصاعدا سوف تستعمل إسم عائلة زوجها وستحول إسمها بذلك إلى ريبيكا بروكس، ولكنها قالت بأنها سوف تبقي على إسم عائلتها الاصلي في عنوان بريدها الالكتروني، واللافت هو أن وايد لم تغير إسم عائلتها عندما كانت متزوجة من الممثل روس كيمب. ومن أصدقاء وايد المقربين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وزوجته شيري، والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وهي مقربة أيضا من الزوجة السابقة للاعب كرة القدم البريطاني السابق بول غاسغوين. وتعتبر ريبيكا وايد من المقربين إلى روبرت ميردوخ وابنه جايمس، ورشحت معلومات عن ترقيتها منذ وقت طويل من داخل صحيفة «الصن» بسبب وجودها بشكل مكثف مع رئيسها جايمس ومرافقته في عدد من رحلات العمل. ووصف ميردوخ الأب رئيسة مجموعته الصحافية في بريطانيا خلال حفل سنوي يقيمه في لندن بأنها محررة قديرة تعرف كيف تدير الحملات وتتمتع بالحماس والحس الصحافي، ولطالما أثبتت جدارتها المهنية في صحيفة «الصن». وينظر العديد إلى علاقة وايد بميردوخ على أنها تتخطى علاقة العمل، إنما هي أشبه بعلاقة الاب بابنته.

ومن بين الأسماء المطروحة لرئاسة تحرير «الصن» بدلا من وايد نائب رئيس تحرير «الصن دومينيك موهان»، وريتشارد ولاس رئيس تحرير «الدايلي ميرور»، وآندي كولزن مدير المكتب الإعلامي لدى حزب المحافظين، وكولين ميلر رئيس تحرير «نيوز أوف ذو ورلد» والشخصية التلفزيونية الشهيرة بيرس مورغان الذي يعمل حاليا ضمن لجنة التحكيم في برنامج «بريتينز غوت تالنت» بنسخته الإنجليزية والأميركية، إلى جانب صاحب حقوق البرنامج سايمون كاول، ومورغان كان يتولى في السابق منصب رئاسة تحرير صحيفة «الدايلي ميرور».