مراسلة صحيفة «إل بايس» الإسبانية: أعمل بشكل طبيعي في إيران حتى الثلاثاء الماضي

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن مصادرها يقل عددهم لأن بعضهم في السجن

أنجليس اسبينوزا («الشرق الأوسط»)
TT

تعمل أنجليس اسبينوزا في الشرق الأوسط منذ 20 عاما، وهي حاليا مراسلة للصحيفة الإسبانية «إل بايس» في إيران، حيث تعيش هناك منذ عام 2006. ولا تفضل أنجليس الحديث عن حقيقة أنها امرأة تعمل في الصحافة، لأنها ترى أن النوع جزء من التفاصيل التي لا يجب على الرجل أن يجيب عنها مطلقا. وتؤكد: «لم تسبب لي حقيقة أني امرأة أي مشكلة هنا».

لقد كانت إيران دوما في عقلها حتى قبل أن يتم تعيينها مراسلة هناك، وقد كانت الصحافية الإسبانية الوحيدة التي أجرت مقابلة مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في أثناء آخر زيارة قام بها إلى إسبانيا، وقد غطت أحداث وحروب وقعت في الشرق الأوسط خلال مسيرتها المهنية الطويلة.

* كيف تعيشين هذه الفترة فيما بعد الانتخابات في إيران؟

ـ هناك الكثير من التوتر، نظرا إلى زيادة أعمالنا، وبالإضافة إلى ذلك نواجه صعوبات تقنية ومهنية كبيرة في الوصول إلى المعلومات.

* بعد أن قضيت 20 عاما في هذه المنطقة، هل تعتقدين أن الفترة الحالية أكثر خطورة بالنسبة إليك من العقدين الماضيين؟

ـ لا أعتقد ذلك. إنها فترة مهمة، ستُذكر في المستقبل، ولكني عشت فترات أخطر من ذلك، مثل الحرب الأهلية اللبنانية، وثلاث حروب عراقية، وحرب أفغانستان. وحاليا لا أشعر بأي خطورة مادية على الإطلاق، على الأقل حتى الآن.

* وكيف يعمل المراسلون الأجانب في ظل هذه الظروف؟

ـ يوجد الكثير منا في طهران، نحو 12 صحافيا غربيا، ويعتمد الموقف على تغطيتنا. وحاليا لا يعمل المصورون عمليا في الشوارع، ويمكن أن يعمل الصحافيون بسهولة أكبر. والاختلاف الوحيد بين العمل الآن ومنذ عشرة أيام هو أنه، رسميا، ليس من المسموح لنا أن ننزل ونغطي الأخبار في الشوارع أو نغطي أي أحداث دون إذن، ولكن يمكنني أن أستخدم الهاتف وأتصل بمن أريد.

* لقد فرضت الحكومة الإيرانية قيودا على بعض الصحافيين الأجانب، هل أنت خائفة من الرقابة؟

ـ لم أعانِ مطلقا من الرقابة في إيران، بمعنى أنه لم تشترط الموافقة المسبقة على مقالاتي، وكنت أعمل بصورة طبيعية حتى يوم الثلاثاء الماضي، عندما تلقيت فاكسا من الحكومة يمنعني من تغطية المظاهرات التي لم تأذن بها وزارة الداخلية. وحاليا سأرى كيف يمكنني التعامل مع ذلك، ولكن لم يتغير عملي. وفيما يتعلق بطرد المراسلين، على قدر علمي، لم يتم إبعاد أي من المراسلين الدائمين. وقد رفضت الحكومة تجديد التأشيرات للصحافيين الذي جاءوا لتغطية أخبار الانتخابات.

* وهل كان عليك إخفاء بعض المعلومات حتى تتمكني من البقاء في البلاد؟

ـ لا أتوقف مطلقا عن نشر أي خبر أعتقد أنه مهم، وبأنسب طريقة أراها. وفي الحقيقة لم أسئ مطلقا إلى أي زعيم لأن ذلك ليس أسلوبي، وكذلك ليس أسلوب الصحيفة التي أعمل بها.

* وهل تجدين مهنتك صعبة لكونك امرأة؟

ـ مطلقا، فلم أجد أي رفض لكوني امرأة عندما كنت أريد إجراء مقابلة مع مسؤول أو بعض الأشخاص المهمين، حتى مع الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، وهو أكثر محافظة من الرئيس السابق.

* وما هي، أو من هم، أكثر المصادر الموثوق بها في مثل ذلك الوضع؟

ـ أكثر المصادر الموثوق بها هي الأشخاص الذين أعمل معهم منذ مدة طويلة، والأشخاص الذين أعرف خلفيتهم الشخصية. وفي كل يوم يقل عددهم لأن بعضا منهم حاليا في السجن، ويوجد آخرون قلقون من الوضع ولا يريدون الارتباط بصحافيين أجانب خوفا من الاتهام بالتجسس.

* وهل تعتقدين أن هناك شيئا ما يتغير في إيران؟

ـ الناس تتغير. إن هناك تغيرا مهما في الأجيال، حيث تدرك الأجيال الجديدة في جميع أنحاء المنطقة أنهم يعيشون في ظل أنظمة استبدادية، ويدركون أن لديهم حقوقا أقل من بقية العالم، ويريدون أن تكون لهم كلمة مسموعة في كيفية حكم بلادهم. ويحاول الكثيرون فعل ذلك من خلال الاتجاه الإسلامي، ولكن في إيران، حيث لديهم بالفعل ثورة إسلامية، يحارب الناس الاتجاه الإسلامي القائم.