رسالة الناشرة إلى قراء «البوست»

كاثرين ويماوث

TT

عزيزي القارئ، أريد أن أتقدم باعتذار عن مشروع جديد كان مخططا وخرج عن مساره ولأي سبب ربما نكون قد تسببنا في إثارة شكوكك حول استقلالنا ونزاهتنا. وقد أشارت نشرة إعلانية وزعت الأسبوع الماضي إلى أننا نبيع القدرة على الاتصال بأصحاب النفوذ في واشنطن عبر حفلات عشاء كانت ستقام في منزلي. ولم تحصل النشرة الإعلانية على موافقة مني أو من محرري غرفة الأخبار، ولم تعكس بدقة ما كان يدور في أذهاننا. ولكن دعوني أكون واضحة: لم تكن النشرة الإعلانية هي المشكلة الوحيدة. ولكن كان خطؤنا هو الاقتراح بإقامة حفلات عشاء غير خاضعة للنشر والمشاركة فيها مع صحافيين وأصحاب النفوذ يدفع مقابلها رعاة. ونحن لن ننظم مثل تلك الحفلات. ومهمتي كناشرة أن أضمن التزامنا بالمعايير التي تتفق مع نزاهتنا كمؤسسة إخبارية. وفي الأسبوع الماضي، خذلتكم وخذلت المؤسسة. وتظل واشنطن بوست ملتزمة، الآن وعلى الدوام، بأعلى معايير النزاهة الصحافية. ولا يوجد لدينا شيء أهم من ذلك، ولن يزعزع أي شيء ذلك الالتزام.

إذن ما الذي حدث؟ مثل الشركات الإعلامية الأخرى، تستضيف البوست مؤتمرات وحفلات حية تجمع بين الصحافيين ومسؤولي الحكومة وقادة آخرين في مناقشات حول موضوعات مهمة. وتصنع تلك الفاعليات الأخبار وتزيد معرفة الجمهور. وقد خططنا توسعة ذلك العمل لتشمل تجمعات صغيرة، وهو الأمر الذي أصبح معتادا في شركات إعلامية أخرى.

ومنذ البداية، وضعنا حدودا صارمة لضمان أن تلك الحفلات تتفق مع قيم البوست. وإذا كانت الحفلات ستقام تحت رعاية شركات أخرى، فكان كل شيء سيتم على درجة من الصلة البعيدة، فلن يكون للرعاة أية سيطرة على محتوى المناقشات أو قدرة خاصة على الاتصال بصحافيينا.

وإذا كان صحافيونا سيشاركون في الحفلات، لما كانت هناك قيود على ما يمكنهم طرحه من أسئلة. وكانوا ليتمتعوا بالقدرة الكاملة على التواصل مع المشاركين واستخدام أية معلومات لزيادة معرفتهم وفهمهم لأية قضايا محل نقاش. ولم يكن سيطلب منهم دعوة مشاركين آخرين وكانوا سيعملون كمديرين للمناقشات فقط.

وعندما خرجت النشرة التي تروج لأول حفل مخطط لدى الرعاة المحتملين، تخطت كل تلك الحدود. ولم أكن أنا أو أي شخص في قسم الأخبار لدينا لنوافق على إقامة حفل مثل ذلك الذي وصفته النشرة.

لقد ألغينا حفل العشاء المقرر. وعلى الرغم من أنني أعتقد أن هناك وسيلة مشروعة لإقامة مثل تلك الحفلات، لدرجة أنه في إمكاننا إقامة حفلات في المستقبل، كبيرة أو صغيرة، إلا أننا سنراجع الإرشادات التي يجب اتباعها مع كبار محرري البوست وسنتأكد من اتباع تلك الإرشادات بصرامة. وبالإضافة إلى ذلك ستكون أية مؤتمرات أو حفلات مشابهة ترعاها البوست خاضعة للنشر.

كلنا نرتكب أخطاء وأرجو أن تغفر لنا. وأعتذر لقرائنا عن الأخطاء التي ارتكبتها في هذه الحالة.

ولا نزال ملتزمين أمامكم، قرائنا الأعزاء. ولا نزال ملتزمين بأعلى معايير النزاهة. وبينما نستمر في السعي إلى خطوط جديدة في العمل، لن نسمح مطلقا لتلك الطرق الجديدة بأن تساوم على نزاهتنا.

وفي الوقت ذاته، أرجو أن نتمكن من الاستمرار في اعتباركم قراء لنا مع وعد بأن نستمر في إطلاعكم على تطورات الأخبار، بدون تحيز وبأفضل جودة تحريرية يمكننا تقديمها.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام، الناشرة والرئيس التنفيذي لشركة واشنطن بوست.