«برينتكاستينغ».. طريق سريع لتحرير مجلة ونشرها

المعلن ينشر إعلاناته.. والقارئ يطبع نسخة منها أو ينشرها إلكترونيا أو يبثها على الهواتف

TT

لقد أحدث مشروع جديد في كولورادو انقلابا جديدا في عالم المطبوعات، حيث أصبح بإمكان القارئ أن ينتقي المقالات التي يريد قراءتها في مجلته ويطبعها بنفسه؛ وذلك عبر الموقع الإلكتروني لشركة «برينتكاستينغ»، الذي يمكن من خلاله لأي شخص إنشاء مجلة تتكون من الموضوعات التي ينشرها على مدونته أو المقالات والأشياء التي تعجبه في مدونات الآخرين والصحف الأخرى المشتركة في ذلك الموقع. كما يستطيع المعلنون نشر إعلاناتهم في تلك الصحف، ويستطيع القارئ طباعة نسخة من المجلة أو نشرها على شبكة الإنترنت أو بثها على الهواتف الجوالة.

تقول كلير كين من صحيفة «نيويورك تايمز» إن شركة «برينتكاستينغ» المدعومة بمنحة قدرها 837000 دولار من مؤسسة «نايت» للبحث عن نماذج رقمية للأخبار المحلية تأمل في جذب قراء ومعلنين جدد لطباعة المطبوعات.

ويقول دان باشيكو، المدير المرموق في قسم المنتجات الرقمية بصحيفة «بيكرسفيلد» بكاليفورنيا والذي ابتكر ذلك الاتجاه الجديد، إن تخفيض تكلفة إنتاج المجلات هو الطريق لإحياء صناعة المجلات. (لم يستقل باشيكو من وظيفته اليومية ويدير عمله عن بعد من كولورادو).

وتستفيد الشركة من استعداد المعلنين لدفع مبالغ أكبر 40 مرة في الإعلانات المطبوعة أكثر مما تدفعه في الإعلانات التي تنشر على الإنترنت، كما أنها تستفيد من التخلص من تكلفة الورق، والحبر، وأجهزة الطباعة، والعاملين في المبيعات.

وقد أتت الفكرة للسيد باشيكو ـ الذي كان يعمل في «إيه أو إل» والذي ساعد على تأسيس موقع «واشنطن بوست» ـ عندما بدأت كاليفورنيا في إنشاء موقع لـ«ميوزيك سين» في «بيكرسفيلد»؛ حيث استمر المعلنون في السؤال عن موعد إنشاء المجلة، لأنهم كان يفضلون نشر إعلاناتهم في المطبوعات. يقول باشيكو: «لقد كانت كل افتراضاتي حول المطبوعات خاطئة، فالمعلنون يفضلون المطبوعات، كما أن الشباب ما زالوا مهتمين بالمجلات».

لقد تم تأسيس 250 مجلة منذ إنشاء «برينتكاستينغ» في مارس (آذار)، فمثلا؛ أنشأ عداء صغير في «بيكرسفيلد» مدونة حول فرق المدرسة الرياضية وطبع الردود والتعليقات التي تلقاها لكي يقدمها مجانا لزملائه في الاجتماعات. كما قام أحد موزعي الصحف في واسكو بكاليفورنيا الذي يجمع المقالات من المدونين المحليين وينشر نشرته الإخبارية الخاصة بتوزيع نشرته مجانا.

وعلى الرغم من أن الموقع موجه للهواة، فإن «برينتكاستينغ» جذبت كذلك اهتمام ناشري الصحف؛ فقد وقعت «برينتكاستينغ» أول عقد شراكة صحافية مع مجموعة «ميديا نيوز» التي تمتلك نحو 54 صحيفة في 11 ولاية. وعلى سبيل المثال، قدمت «ميديا نيوز» فكرة واحدة حول استخدام «برينتكاستينغ» لإنشاء نشرة إخبارية تجمع المقالات المتعلقة بالعقارات في منطقة دينفير، وتنشر الإعلانات التي تحصل عليها من وكالات العقارات.

يقول بيتر فانديفانتير، نائب الرئيس للمطبوعات المستهدفة في مجموعة «ميديا نيوز» إلى صحيفة «نيويورك تايمز»: «يمكن أن تصبح المطبوعات أكثر فردية، وأن تركز على أشياء بعينها وفي الوقت نفسه تستمر في تحقيق النجاح المادي. إنها تستفيد فعليا من القدرات التي نطورها جميعا على شبكة الإنترنت وتجمعها معا في شكل مطبوعات».

ويختار الناشرون المستقبليون اسما ونموذجا لصحيفتهم على موقع «برينتكاستينغ»، ثم يستطيعون ملء ذلك النموذج بالمقالات التي حملوها على الموقع أو البحث في موضوعات مثل الطعام والسفر أو إيجاد مقالات قد حملها مدونون آخرون أو نشرتها صحف أخرى، كما يصمم المعلنون إعلاناتهم مباشرة على الموقع ويختارون المجلات التي يحبون نشر إعلاناتهم بها بدون أن يحتاجوا إلى رجال المبيعات. وتبدأ كل الإعلانات بعشرة دولارات للإعلان (بغض النظر عن عدد النسخ التي طبعتها) ولكن يمكن لكل ناشر أن يحدد أجرا أكبر من ذلك لنشر الإعلانات في مطبوعته.

وتحتفظ «برينتكاستينغ» بنحو 10 في المائة من عائدات أي إعلانات، وتعطي 30 في المائة إلى الكتاب، و60 في المائة إلى الناشرين.

يقول فانديفانتير إنه نظرا لأن معظم الصحف لا تحصل عادة سوى على 8 في المائة من تجار التجزئة المحليين عن الإعلانات، فإن ذلك النظام الجديد يعد منخفض التكلفة، مما يجذب المعلنين الصغار «فهو جزء واضح من المستقبل».