صعود نجم شبكة سي بي إس إيرلي شو.. على يد ماغي رودريغيز

نجحت في جذب الانتباه إليها لإجرائها عددا من المقابلات الحصرية مع شخصيات مثيرة

ماغي رودريغيز خلال إحدى حلقات برنامجها الصباحي على شبكة سي بي إس التلفزيونية (ا. ب)
TT

كانت ماغي رودريغيز، وهي ابنة لاجئين كوبيين، إحدى الشخصيات البارزة على مستوى ميامي عندما تلقت عرضا بفرصة كبرى، ألا وهي المشاركة في استضافة برنامج «إيرلي شو» بشبكة «سي بي إس» التلفزيونية. لكن رودريغيز رفضت، معللة ذلك بعدم تلقي زوجها عرضا للعمل في نيويورك، وأنه «لا يمكن أن أتصرف على هذا النحو الأناني». علاوة على ذلك، أكدت قائلة: «إننا سعداء تماما في حياتنا في ميامي». إلا أن رئيس قطاع الأخبار لدى «سي بي إس»، سيان مكمانوس، أبدى إصراره على ضم رودريغيز. وأشار إلى محادثة جرت بينهما عام 2007، أخبرها خلالها أن «هذا ليس تهديدا، لكن إذا رفضت هذا العرض، لست على ثقة من أنك ستنالين وظيفة مصممة تماما بما يتناسب معك من قبل أي شبكة خلال العقد القادم». وبالفعل، عدلت رودريغيز عن قرارها ـ خاصة مع عرض الشبكة مزيدا من المال عليها وتمكن زوجها من نقل عمله إلى نيويورك ـ وفي غضون ستة شهور نالت ترقية في عملها لدى «سي بي إس». بيد أنه على خلاف الحال مع قرار الاستعانة بميرديث فييرا ببرنامج «توداي» أو ديان سوير في «غود مورننغ أميركا»، لم يجذب خبر تعيين مواهب جديدة من وقت لآخر في «إيرلي شو» كثيرا من الاهتمام بسبب بقاء البرنامج في المرتبة الثالثة على امتداد عقود. في واقع الأمر، قد يبدو المشهد العام للأعداد الغفيرة للمحاورين الذين تمت الاستعانة بهم ـ فيليس جورج وسالي كوين ومارييت هارتلي وماريا شريفر وفوريست سوير وكاثلين سوليفان وبولا زاهن وبريانت غمبل وجين كليسون وهنا ستورم ورين سيلر ـ ضبابيا بعض الشيء. إلا أن «إيرلي شو» حظي بدفعة في معدلات التقييم، ما رفع الروح المعنوية لدى العاملين به. ونجحت رودريغيز، التي تتولى محاورة الضيوف بالتعاون مع هاري سميث وجولي تشين، من جذب بعض الانتباه إليها لإجرائها عددا من المقابلات الحصرية مع شخصيات مثيرة، مثل ليفي جونستون، الحبيب السابق لبريستول بالين، الأمر الذي ندد به بعض النقاد باعتباره استغلالا. وردت رودريغيز على الانتقادات بقولها: «بالنظر إلى رغبة والدته العارمة في إعلان وجهة نظره على التلفزيون، لا أشعر أننا كنا نستغله على الإطلاق». كما أجرت لقاءات حصرية مع فيكي أيسمان، عضو إحدى جماعات الضغط الذي تقدم بدعوى قضائية ضد «نيويورك تايمز» بسبب تلميحها لوجود علاقة حميمة بينه وبين جون ماكين، وأجداد كايلي أنتوني، الطفلة التي قتلت في فلوريدا. وتمكنت رودريغيز من عقد هذه المقابلات من خلال حضورها مراسم تأبين الطفلة وتقديم نفسها إلى جد وجدة الطفلة واتصالها بهما على مدار شهور. من ناحيته، وصف سميث رودريغيز بالقول: «إنها تملك طاقة رائعة. وتعي تماما ما ينبغي عمله للحصول على قصة جيدة. ولا ينتابها الخوف إزاء الانتقال بعيدا عن المبنى الذي تعمل به»، مضيفا أن رودريغيز «لديها نهم بالغ تجاه التعلم، فيما يتعلق بتكنيكات العمل على الهواء مباشرة. ولفتت رودريغيز انتباه كبار مسؤولي المحطة، وباتت رودريغيز تحل حاليا بانتظام محل كاتي كوريك في نشرة الأخبار المسائية. جدير بالذكر أن «إيرلي شو»، مثلما الحال مع البرامج الصباحية الأخرى، يخصص وقتا كبيرا إلى قصص الجرائم والمشاهير. في هذا الصدد، قالت رودريغيز، 39 عاما: «لو أتيحت لي فرصة إعداد برنامج على النحو الذي يروقني، كنت سأخصصه بأكمله للأخبار. لكننا نعد برنامجا من أجل أميركا بأسرها. لذا، علينا أن نضم في البرنامج قصص جون وكيت (غوسلين) بغض النظر عما إذا كنت أهتم شخصيا بأمرهما أم لا، فصورهما على أغلفة جميع المجلات. لا يمكنك أن تبالغ في استعراض ثقافتك بحيث تغطي الأنباء الجادة فحسب. أنا لست صحافية متعجرفة». يذكر أن مسؤولي البرنامج بعثوا رودريغيز لحضور مراسم تأبين مايكل جاكسون في لوس أنجليس الأسبوع الماضي. وبالفعل، احتضنت رودريغيز القصة وحرصت على إجراء العديد من المقابلات، منها مقابلة مع محامي عائلة جاكسون ومسؤول الدعاية السابق الخاص به والممرضة التي عملت على رعايته خلال شهوره الأخيرة والمنتج الذي كان برفقته في الليلة السابقة لوفاته. وأعربت عن «فخرها» إزاء التغطية المكثفة التي قدمتها للحدث على امتداد أسبوعين. بجسدها النحيل وسلوكها المحبب، تبدو رودريغيز شخصية صحافية ساحرة وغير عدائية، لكن حين يستلزم الأمر، تكشف عن الجانب الأقسى من شخصيتها. على سبيل المثال، في أعقاب طرد المبجل ألبرتو كوتيه، أحد أبرز القساوسة بمنطقة ميامي بيتش، من منصبه الديني القيادي بسبب مداعبته امرأة، سارعت رودريغيز إلى تناول القصة، خاصة أن كوتيه كان صديقا لأسرتها وتولى الإشراف على مراسم زواج ابنة شقيق زوجها. لكن عندما اتصلت رودريغيز لطلب استضافة كوتيه في البرنامج، أخبرته أنه «لأنني على معرفة بك، لا يمكنني التساهل حيالك. بل وربما أضطر إلى إبداء قدر أكبر من القسوة معك». وبالفعل، عقد رودريغيز مقابلة قوية معه، أخبرته خلالها: «تظل الحقيقة القائمة أنك أتيت بهذا السلوك مع هذه السيدة أثناء وجودك بشاطئ عام. حتى الناس الذين أيدوا حنثك بوعد التبتل يرون أن ما فعلته غير لائق مطلقا». رغم أن رودريغيز التي تخرجت في جامعة ميامي تتحدث الإنجليزية بطلاقة أكبر عن الإسبانية، من الواضح أن موروثها الثقافي ساعدها في عملها. يذكر أن رودريغيز لم تزر كوبا قط، انطلاقا من احترامها لوالديها اللذين فرا من الجزيرة عام 1961 بعد تورط والدها في التخطيط لعملية الغزو الفاشلة المعروفة باسم «خليج الخنازير». بدأت رودريغيز حياتها المهنية كمنتجة في محطة «يونيفجن» التلفزيونية في ميامي. وخلال فترة عملها هنا كانت تقوم بالتصوير عندما توكل إليها مسؤولية تقديم تغطية صحافية عن حدث ما. بعد ذلك، انتقلت رودريغيز إلى «كيه إيه بي سي» في لوس أنجليس، حيث اضطرت إلى العمل ليلا وفي عطلات نهاية الأسبوع حتى ترقت إلى مكانة بارزة بالقناة. ثم عادت رودريغيز إلى موطنها للعمل في قناة تتبع «سي بي إس» في ميامي. خلال عملها في «إيرلي شو»، اكتشفت رودريغيز في نفسها ميلا إلى الموضوعات المتعلقة بالطهي والأزياء، مع حرصها على نيل حصة مناسبة من تغطية الأنباء المهمة. وأثناء الحملة الانتخابية الرئاسية العام الماضي، أجرت رودريغيز مقابلات مع باراك أوباما وجون ماكين في سان دييغو. علاوة على ذلك، أجرت رودريغيز مقابلة مع ميشيل أوباما، وقالت إن حديثهما طغت عليه القضايا المتعلقة بالأمومة. من ناحيته، أعرب زيف شاليف، المنتج التنفيذي لـ«إيرلي شو» عن اعتقاده بأن رودريغيز «تضفي ومضة متلألئة على القناة. خلال حديثها تدرك أنها أم وأن أصولها أميركية ـ لاتينية. إنها تتمتع بإحساس حقيقي بالهوية». من ناحية أخرى، أوضحت رودريغيز أنها التحقت بمدرسة كاثوليكية للفتيات، ولم تجد أمامها على شاشات التلفزيون نموذجا يحتذى به ينتمي إلى أصول أميركية ـ لاتينية. لكنها استطردت بأنها تشعر في الوقت الحاضر بالفخر حيال سونيا سوتومايور. إلا أن ذلك لن يدفعها للتغاضي عن نقاط ضعفها عند تغطيتها أنباء ترشيحها لعضوية المحكمة العليا. وقالت: «مسؤوليتي على الساحة الوطنية كفرد ينتمي لأصول لاتينية أن أمثل جاليتي على نحو جيد، وأن ألفت انتباه المسؤولين التنفيذيين عن الأخبار إلى الأحداث التي تؤثر على جاليتي». لا تهوى رودريغيز الحديث عن حياتها الشخصية، لكن ابنتها دانييلا، 4 سنوات، ظهرت معها من قبل بالبرنامج. وعلقت رودريغيز على ذلك بقولها إن ابنتها تعشق البرنامج «بصورة مفرطة». بيد أن الملاحظ أن «إيرلي شو» لا يزال يأتي في مرتبة متأخرة عن منافسيه. يذكر أن تقديرات مايو (أيار) أشارت إلى ارتفاع نسبة الإقبال على مشاهدة «إيرلي شو» بنسبة 5 في المائة، بينما تراجع معدل مشاهدة «توداي» بمقدار 3 في المائة و«غود مورننغ أميركا» بنسبة 4 في المائة. إلا أن الأرقام تحكي قصة مختلفة، حيث اجتذب «توداي» 5.61 مليون مشاهد، واجتذب «غود مورننغ أميركا» 4.45 مليون مشاهد، بينما حظي «إيرلي شو» بـ2.92 مليون مشاهد. علق مكمانوس على الأمر بقوله: «إننا نقاوم عقودا من النجاح المحدود. بالطبع هذا أمر مخيب للآمال». أما رودريغيز فتصر على أنها لا تهتم بأمر التقديرات قط. وقالت: «لا أرغب في دفع نفسي إلى الجنون. وإذا لم نبل بلاء حسنا في صباح معين، لا أود تحليل السبب وراء ذلك».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»