مجلة «فوغ» ما زالت بلا خوف

عددها الأخير احتوى 840 صفحة مليئة بالإعلانات وأحدث الأزياء

عدد سبتمبر 2007 لمجلة «فوغ» الذي صدر بـ 840 صفحة («نيويورك تايمز»)
TT

كان عدد سبتمبر (أيلول) من مجلة «فوغ» كبيرا وسيئا، إنه أكبر عدد على الإطلاق، حيث احتوى على 840 صفحة. وكان حمل المجلة يشبه حمل طفل رضيع، وهو مليء بالإعلانات وأحدث الأزياء، وجاء العنوان على الغلاف ليعلن في صورة غير معقولة: «أزياء بلا خوف».

ويركز «فيلم عدد سبتمبر (أيلول)» التسجيلي، الذي أخرجه آر جيه كوتلر عن «فوغ» وسيعرض لأول مرة في الشهر الحالي، على عملية إعداد هذا العدد، ولكن بالطبع في الوقت الحالي أصيب عالم الأزياء بالضعف نتيجة لقلة طلب المستهلكين بسبب الأزمة الاقتصادية.

وسيلحظ مشاهدو الفيلم عددا مختلفا إلى حد ما من «فوغ» في أكشاك بيع الصحف والمجلات عن العدد الذي يظهر في الفيلم، ومن الواضح أن العدد الجديد سيكون أقل سمكا. وقد انخفضت صفحات الإعلانات بنسبة 37 في المائة عن العام الماضي. وشهدت شركات الأزياء انكماشا في الأرباح، ولجأت إلى تقليص حجم الإعلانات عامة. وعلى سبيل المثال، تنشر شركة «كالفن كلاين»، على سبيل المثال، التي نشرت ملفا إعلانيا مكونا من 8 صفحات في عدد سبتمبر (أيلول) 2007 من «فوغ»، 5 صفحات فقط في سبتمبر (أيلول) المقبل، وفقا لمتحدثة باسم الشركة.

وتعاني شركة «كوندي ناست» التي تمتلك «فوغ» و«فانتي فير» من انخفاض في الأرباح الإعلانية طوال العام، مثل معظم الشركات الإعلامية. وقد أمرت بتخفيض في الميزانية قدره 15 في المائة في جميع مجلاتها، وتعني قلة الإعلانات المزيد من الانتقاء في الصفحات التحريرية.

ولم يعلق المتحدث باسم «فوغ» على محتويات العدد المقبل، ولكن منذ أن بدأت حالة الركود الاقتصادي تنشر المجلة مقالات توضح المشتريات الجيدة وتعكس الفترة العصيبة.

وفي المقابل، يحمل العدد الذي يدور حوله فيلم كوتلر بهجة إبحار السفينة تيتانيك، حيث يحتوي على تغطية لأزياء سينا ميلر في روما وصفحات لعارضات يرتدين ملابس الخريف الجديدة، ومقال تأملي لبلوم سكيز عن البروشات.

وقال الكثير من محرري «كوندي ناست» بعيدا عن التسجيل الصحافي، إن تخفيضات الميزانية لم تغير بصورة كبيرة من المناخ السائد في المجلات الكبرى، والتي طالما كان لها اتصال بأفضل المصورين وتعتنق فكر عدم توفير النفقات من أجل الحفاظ على مكانتها. وقال محرر في إصدار شقيق: «نتعامل مع مساحة تحرير أقل، ولكني لا أشعر بأن هناك أي رد فعل تلقائي أو ذعر». (وحتى في الفترات الأقل ضغوطا، يبغض محررو «كوندي ناست» التحدث علانية عن الميزانيات والأعمال الداخلية في مجلاتهم، ولذلك لم يرغبوا في تسجيل حديثهم).

ويمكن أن تبلغ تكلفة نشر صورة أزياء في مجلة مثل «فوغ» أو «فانتي فير» أو «دابليو» بسهولة 150000 دولار. وقد أبعدت رئيسة تحرير «فوغ» أنا وينتور الصور التي لم تتفق مع معاييرها وأمرت بإعادة التقاطها. ويخدم مثل ذلك الإفراط الإبداعي صورة «فوغ» المتألقة، مثل سيارات تاون كار التي تنتظر خارج مقر شركة «كوندي ناست»، ويبدو أن الإدارة تتغاضى عنها ما دامت الأرباح مرتفعة.

ولكن في مجالات أخرى تشتهر وينتور بصرامتها فيما يتعلق بالميزانية والنفقات. ومن المرجح أن يكون هناك عدد أقل من محرري «فوغ» في عروض الأزياء التي ستقام في أوروبا في الخريف المقبل، وصرح محررون رفيعو المستوى في «كوندي ناست» بأن قرار الشركة للاستعانة بشركة «ماكينزي أند كومباني» لمراجعة كيفية سير الأمور في المجلات، بهدف تحسين الكفاءة وتوفير المال، أصاب العاملين بالعصبية. وقال أحد المحررين: «تسبب ذلك في بعض الاهتزاز. إنه الخوف من المجهول: ماذا لو شكك المستشارون بالفعل في الثقافة التي نعيش فيها في كوندي ناست؟».

قد يكون من الصعب على القادمين من الخارج تقدير منطق لقطات الأزياء التي تتطلب فريقا من 30 مساعد تصوير فوتوغرافي، ومخرج ديجيتال، وخبير إضاءة، ومصفف شعر، وخبير تجميل، وماكيير، ومساعد تحرير، ومتعهد بتقديم الطعام للجميع. ومن المعتاد في مجلة أميركية كبرى، كما يقول المحررون، إنفاق 5000 دولار يوميا فقط على الطعام في عمليات التقاط الصور. وفي ذلك الشأن تحديدا تتميز المجلات الأوروبية بالبخل.

وقال أحد المحررين: «إن تلك ثقافة تنبع من العمل في أميركا، ولكن العائدات في أميركا أكبر بكثير». ولكن بدأت تلك العقلية في التغيير، ويقول محرر آخر في «كوندي ناست»، مشيرا إلى تغير سلوك المستهلكين: «كان الجميع يعتقدون أن عليهم إنفاق المال، كانوا يظنون أنها طريقة حياة جديدة، وحاليا هم يزيلون التراب عن أعينهم. فيقولون: لا أحتاج إلى تلك الحقيبة. ماذا كنت أفعل؟».

وتهتم «فوغ» بتحقيق الأمنيات والهروب من الواقع، لذا ليس من المتوقع أن تغير من خططها بالفعل. لا يمكن أن تكون ماري كلير. وقال وكيل دعاية لكوتلر إنه ليس متاحا له التعليق على الوضع الاقتصادي الذي سيستقبل فيلمه، ولكن إذا كان أمله هو التعبير عن التوقعات العالية في «فوغ»، حيث يحاول المحررون والمصورون تلبية مطالب وينتور بينما تعاني الصناعة من الخضوع، فقد يكون الحظ حالفه في اختيار التوقيت المناسب. وقد تغير كل شيء الآن.

وقد يتمتع فيلم «عدد سبتمبر (أيلول)» أيضا ببعض ثمار الفيلم التسجيلي «فالنتينو: الإمبراطور الأخير»، للمخرج مات تيرناور، الذي حقق نجاحا مبهرا منذ عرضه الأول في مارس (آذار) وما زال يعرض في دور العرض في نيويورك ولوس أنجليس، وسينزل إلى دور العرض الأجنبية في نهاية الخريف. وقد حقق الفيلم حتى الآن أرباحا بلغت 1700239 دولارا.

وقال تيرناور عن نجاح الفيلم المدهش لدى جميع فئات الجمهور: «يرجع ذلك إلى مقولة ويليام غولدمان المأثورة الحقيقية إنه لا أحد في هوليوود يعرف أي شيء». وفي الحقيقة، يلقى الفيلم التسجيلي قدرا غير متوقع من الاهتمام، وقال: «على سبيل المثال، كان هناك جمهور من جمعيات للحياكة. ولم أكن أعرف أن هناك جمعيات للحياكة».

ويقدم فيلم «فالنتينو» خبرة مسرحية حقيقية، حيث تضحك وتصفق في مشاهد فالنتينو وشريكه غيانكارلو غياميتي. فهل يحدث الشيء ذاته مع «عدد سبتمبر»؟ لا يعرف تيرناور، ولكنه قال: «يعتبر نجاح أي فيلم مستقل خبرا جيدا للفيلم المستقل المقبل، وقد أثبت ذلك الفيلم أن هناك اهتماما كبيرا بالأزياء على الشاشة الكبيرة».

* خدمة «نيويورك تايمز»