27 ترليون دولار حجم الثروة العقارية العربية تغري الاقتصاديين بإنشاء قنوات خاصة لها

«العقارية» و«أصول» و«الوسيط» بدأت المشوار.. وخطوات لإقامة وكالة أنباء متخصصة وبرامج تفاعلية

قناة العقارية واتجاه لإنشاء قناة ثانية ووكالة أنباء متخصصة لتدعيم بثها للمشاهدين («الشرق الأوسط»)
TT

فتحت الطفرة الاقتصادية والعقارية في الشرق الأوسط بشكل عام والخليج العربي على وجه الخصوص, خلال السنوات الأربعة الماضية، الطريق واسعا للقنوات الفضائية, لتتسابق في تقديم النشرات والبرامج الاقتصادية المتخصصة, إضافة إلى تخصيص ساعات أكثر من التقارير الاقتصادية العقارية ضمن نشراتها، مع ظهور قنوات متخصصة في الشأن الاقتصادي كرافد إعلامي جديد.

ولكون العقار في منطقة العربية يعد الثروة الثانية بعد النفط, إذ يبلغ إجمالي هذه الثروة بحسب التقارير الرسمية بنحو 27 ترليون دولار، إضافة إلى حاجة هذه الدول إلى نحو ترليون دولار لتجسير الفوهة بين العرض والطلب, إضافة إلى كمّ المشروعات الكبرى والحاجة الملحة إلى إيجاد المساكن, سجلت القنوات الفضائية المتخصصة في الشأن العقاري حضورها القوي، فظهرت قنوات «العقارية» و«أصول» و«الوسيط», كروافد متخصصة في هذا القطاع، وليصبح العقار أول فروع الاقتصاد خروجا إلى الإعلام المرئي بقنوات متخصصة تجد القبول.

ولكن مع تداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثر أسواق المال العربية لم يعد المراقبون يشاهدون تلك القنوات ضمن تردداتها المعروفة، الأمر الذي جعلهم يربطون بين غيابها والأزمة الاقتصادية, إلا أن مسؤولي بعض هذه القنوات أكدوا لـ«الشرق الأوسط» عدم غيابهم، راجعين الغياب إلى أسباب فنية بحتة، كانتقال هذه القنوات إلى ترددات أخرى أو أقمار أخرى، كما هو حاصل مع قناة «أصول» و«عقارية».

وأكد مهند السيد مدير العام قناة العقارية الفضائية في دبي لـ«الشرق الأوسط» أن إطلاق قناة «العقارية» في عام 2006 كقناة متخصصة في هذا المجال جاء ليؤكد التوجه الجديد للإعلام العقاري, مشيرا إلى انتقالهم إلى خطوات أخرى لتدعيم القناة بإطلاق وكالة إنباء عقارية باسم «رينا نيوز» مزودة بشبكة مراسلين في نحو 20 بلدا حول العالم.

من جهتهم يؤكد مسؤولو قناة «أصول» الفضائية العقارية أن قناتهم كانت الأولى في تخصص بيع وشراء العقار عن طريق عرض العقارات على شاشة القناة، كما أنهم يقدمون خدمات البناء والديكور عن طريق عدة برامج مهمة تبث على القناة.

وبالعودة إلى مدير عام قناة العقارية الفضائية الذي عبر لـ«الشرق الأوسط» عن إطلاق قناة «العقارية2»، مع إحداث جملة من التغيرات في شكل ومضمون قناة «العقارية1»، من خلال الشكل والمضمون، عبر تقديم برامج متخصصة في العقار، وإدخال جوانب ترفهيه من مسلسلات وبرامج تفاعلية ذات مضمون اقتصادي وعقاري، تعالج مشكلات السكان العرب، وذلك في خطوة وصفها السيد بأنها لتقديم جو مرح للمتابعين للقناة، وكسب شريحة من الجمهور.

وأكد مدير عام قناة العقارية الفضائية عودة القناة إلى ترددها السابق خلال الأيام القادمة، وتحول البث الحالي إلى قناة «العقارية2»، التي ستتخصص في جانب التسويق العقاري بالدرجة الأولى، وستغطي المناسبات والمعارض العقارية، وستقدم برامج متخصصة في العقار والديكور والبناء والمقاولات, إضافة إلى تقدم خدمات (إس إم إس).

وعن أهداف القناة يقول السيد إنها تسعى لأن تسير بالإعلام العقاري العربي والعالمي إلى مستوى التفوق في الشكل والمضمون، والالتزام بكل ما يسهم في تحقيق التنمية العقارية، كما تهدف أيضا إلى الإسهام في رفع مستوى اللغة والتفكير والمفهوم العقاري لدى المشاهدين, والتعبير بلغة عصرية ومشهد ملتزم عن إبداعات القطاع العقاري في الخليج العربي والمنطقة العربية، إضافة إلى نقل المفاهيم والمعايير القياسية العقارية العالمية إلى المشاهد والمستثمر العقاري العربي وتوطين هذه المفاهيم ضمن منظور عربي.

وتابع: «مع وضع قاعدة معلومات عقارية ضخمة من خلال تراكم المعلومات الواردة من الحلفاء والمراسلين ومحطات التلفزة الدولية، وتحفيز الرغبة الاستثمارية لدى المستثمرين العقاريين من خلال طرح مجموعة المشروعات والآفاق الاستثمارية المحتملة».

وتقدم القناة في أجندتها بورصة لسوق العقار في العالم تتجدد على مدار الساعة، وتعطي أسعار الأراضي المتداولة بشكل دقيق، وحول تأثير الأزمة العقارية على القناة أكد مديرها العام أن الأزمة زادت من نسب الإعلان لشركات المطورة الكبرى، وخفضت من أعداد المعلنين من المطورين الصغار، الذين انسحب بعضهم من السوق بسبب تداعيات الأزمة.

وشدد السيد على أن الإعلام العقاري مقبل على طفرة كبيرة مستقبلا، لكون العقار من أنجح الاقتصاديات في المنطقة العربية إذ يبلغ إجمالي الثروة العقارية العربية بحسب التقارير الرسمية الصادرة نحو 27 ترليون دولار في الدول العربية كافة، إضافة إلى حاجة الدول العربية إلى نحو ترليون دولار لردم الفوهة بين العرض والطلب، إضافة إلى أن الجامعة العربية وهي منظمة دولية أعلنت عن إنشاء اتحاد عقاري عربي لدعم الاستثمارات العربية، لكون منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق نموا في هذا القطاع.

وعن جدوى وجود مثل هذه القنوات يؤكد بندر حميدة عضو اللجنة العقارية ولجنة المقاولين بالغرفة التجارية بمكة المكرمة, على أنها رافد إعلامي مهم رغم بعض الملاحظات والتحفظات حول المضمون.

من جانبه يرى عبد الله البلوى شيخ طائفة العقارين أنها وسيله حديثه تتميز بنشر المضمون وهو ما يتيح للعميل إلقاء النظرة الأولى على العقار وللتواصل المباشر مع مالكة، كما تتميز بإيضاح الجانب التثقيفي.

ويشير طلال خليفة (عقاري) إلى أنها من المشروعات الإعلامية الحديثة التي لم يظهر بعدُ أثرها الإيجابي أو السلبي، ولكنها كرافد إعلامي تُعتبر خطوة جيده ومفيدة، لكون الرسالة الإعلامية تصل إلى أكبر عدد من المتابعين بعكس وسائل الإعلام الأخرى.

ويختلف خالد جمجوم رئيس اللجنة العقارية بجدة في ذلك ويرى أنها ضعيفة المستوى، وأن ما تقدمة من منتج ضعيف المضمون ولا يليق بمستوى المنتجات العقارية في المنطقة.