محطات في مسيرة «تاتلر»

العدد الأخير للمجلة المتزامن مع مرور 300 عام على التأسيس
TT

يعود الفضل في التحول الذي شهدته صورة المجلة والذي شجع مجموعة «كوندي ناست» على شرائها، إلى تينا براون، التي التحقت بها في عام 1979، وعمرها لا يتعدى الـ26 عاما. أول ما فعلته أنها غيرت الوصفة القديمة التي كانت كلاسيكية بعض الشيء وتعتمد على أخبار «المبتدئات» المخمليات ورحلات الصيد وما شابهها، إلى وصفة أكثر إبهارا، جعلت كل أنيقة ومقتدرة تتسابق أن تنشر صورتها فيها.

قدرة تينا براون على قيادة المجلة، لا يستهان بها، لكن التوقيت كان في صالحها، لأن علاقة الأمير تشارلز والراحلة دايانا كانت في بدايتها، وشيئا فشيئا أصبحت أخبار الأسرة المالكة وأفرادها من الأمور التي تثير الاهتمام وتلهب الخيال، بعد أن كانت هذه الطبقة مهملة سابقا، باعتبارها غير عصرية ولا تثير أي اهتمام. المثير أكثر أنها كانت تتناول أخبارهم ببعض التفكه والسخرية لكن بطريقة غير شخصية، بل العكس فيها نوع من الحميمية التي زادت من شعبية المجلة ومن مبيعاتها أيضا. وعندما سلمت تينا المشعل للرسام الكاريكاتوري، مارك بوكسر، مشى على نهجها وحقق نفس النجاح إلى أن توفي في عام 1988، لتتسلم رئاستها إيما سومز، حفيدة وينستون تشرشل، لمدة عامين فقط لم تحقق فيهما النجاح المطلوب، حيث شهدت مبيعات المجلة تراجعا من 64.000 نسخة إلى 50.000 نسخة فقط، لهذا كان التحدي أمام جاين بروكتر، التي جاءت بعدها كبيرا وشبه مستحيل. الاستراتيجية التي تبنتها بروكتر كانت التخفيف من الشخصيات الأرستقراطية والاستعاضة عنها بشخصيات إنسانية لها تأثير على الساحة، ومن هنا جاء استعمال العارضة ليز هيرلي، والمذيعة البريطانية أنثيا تورنر، التي تم تصويرها عارية تماما مع أفعى ضخمة أثارت الكثير من الجدل. وطبعا كان الجدل أهم إعلان للمجلة، وسرعان ما أكدت الوصفة الجديدة نجاحها، خصوصا أن الجرائد كانت تلتقط ما تنشره فيما بعد وتعلق عليها أو تسهب فيه، لتبقى هي السباقة والمصدر.

في عهد كريغ، الذي كان مراسلا حربيا ومحررا أدبيا، تغيرت شخصية المجلة، وأصبحت تحتوي على مقابلات أدبية، إلى جانب أخبار الحفلات والموضة. لكن السياسة التي بدأتها بروكتر في إعطاء الاهتمام إلى الشخصيات العامة وليس المشاهير ظلت هي السائدة من باب إذا كانت الوصفة ناجحة فلم تغيرها؟. ـ أول عدد صدر في 12 أبريل (نيسان) من عام 1709 في 12 صفحة، تناول قصة زواج ثلاث أخوات.

ـ إذا كانت لندن عاصمة الموضة التي تفرخ المواهب الصاعدة من المصممين، فإن «تاتلر» تعتبر المجلة التي أخرجت صحافيين مهمين، منهم على سبيل المثال لا الحصر براين سيوال، كريغ براون، جايلز كورين، الكسندرا شولمان (رئيسة تحرير مجلة فوغ البريطانية) الراحلة إيزابيلا بلو، بل إن ميشال لافيري، محررة مجلة التلغراف يوم السبت عملت فيها كسكرتيرة، بينما قضت فيها رئيستها الجديدة كاثرين أوسلر ثمانية أشهر كمحررة في مجلة «إي.إس» كمتدربة بدون راتب.

ـ على الأقل 10 من بين 50 من مالكيها تعرضوا للإفلاس بسببها.

ـ في الستينات من القرن الماضي، تولى إدارتها غاي وايت، وهو دون جوان بسوابق، تم القبض عليه من قبل البوليس، وتصدرت صوره مانشيتات الصحف آنذاك كـ«الرجل الذي خدع مايفير»، للدلالة على أن المجلة كانت موجهة للطبقات المقتدرة التي تقطن المنطقة الراقية بلندن.