«بوليتكو» موقع الكتروني جديد لمنافسة «واشنطن بوست» محليا

«وول ستريت جورنال» تخطط لتغطية أخبار نيويورك

تشهد الصحيفتان الأكثر جماهيرية في الولايات المتحدة الأميركية منافسة من مواقع إلكترونية وصحف متخصصة على أخبارها المحلية (أ.ب ـ رويترز)
TT

أعلن مؤسسو موقع «بوليتكو» عن نيتهم إطلاق موقع أخبار محلية يهتم بواشنطن وضواحيها على غرار ما قاموا به على مستوى السياسات الوطنية في الولايات المتحدة. ويأتي الإعلان عن إنشاء هذه المؤسسة الضخمة الجديدة في وقت تناضل فيه المؤسسات الإخبارية التقليدية للبقاء على الساحة وتعاني من الانكماش.

وقالت شركة «أليرتون كومينيكاشن» إن العملية الجديدة ستبدأ من خلال قاعة تحرير أخبار تضم 50 شخصا، وهو عدد يفوق بكثير المواقع الإخبارية المحلية في البلاد ككل. وأشار جيم برادي، رئيس تحرير الموقع الذي عمل مديرا تنفيذيا لموقع صحيفة «واشنطن بوست» حتى مطلع هذا العام، إلى أن صحافيي الموقع سيتقاضون رواتب تنافس ما يتقاضاه نظراؤهم في الصحف الكبرى.

وقال روبرت ألبرتون، الذي يرأس الشركة المملوكة للأسرة، وبرادي إنهما اتفقا على ضرورة أن تبدأ الشركة على نطاق واسع على غرار ما حدث مع موقع «بوليتكو» لدى إطلاقه. وقال ألبرتون: «سيكون من المكلف جدا توفير فريق عمل ملائم وجعلها منتجا مطلوبا. وسيكون بطبيعة الحال استثمارا ضخما، يماثل ما كنا نتطلع إليه لدى إطلاقنا لموقع بوليتكو».

لذا فبعد أن نافس «واشنطن بوست» في أحد أهم مجالاتها الشهيرة ألا وهي السياسات على المستوى الوطني، يرغب ألبرتون في منافستها في منطقة أخرى، هي سوق الأخبار المحلية التي تشتهر بها الـ«بوست». وقال ماركوس براوتشلي، رئيس التحرير التنفيذي للـ«بوست» إن الصحيفة «تأخد منافسيها على محمل الجد، لكن الكثير مما يطمحون إليه نطمح إليه نحن أيضا ونحن نقوم به بالفعل ونقوم به بشكل جيد». وكانت الـ«بوست» قد حولت تركيزها في الآونة الأخيرة إلى الأنباء المحلية واتخذت في سبيل ذلك عدة خطوات كان من أهمها بدء إنشاء صفحة محلية على موقعها على الشبكة وأضافت قسما جديدا أطلقت عليه اسم الحياة المحلية.

لم تحمل المؤسسة الجديدة اسما بعد أو بريدا إلكترونيا ولم ينتق برادي أيا من الطاقم الذي سيعمل في الموقع بعد، على الرغم من ضخامة عدد الصحافيين بلا عمل أو الراغبين في الدخول إلى عالم صحافة الإنترنت.

حقيقة الأمر أن الأفراد المشاركين في المخطط ـ مثل رئيس تحرير موقع «بوليتكو» جون فاندي ـ لم ينووا الإعلان عن المشروع لكنهم أجبروا على الإعلان عن ذلك عندما أعلنت الأنباء على موقع «ذا نيو ريببلك»، وقال المشاركون إن الموقع سيبدأ العمل في الربيع القادم.

وأوضح برادي أنه لا يزال من المبكر الحديث عن النطاقات التي سيغطيها الموقع، على سبيل المثال، هل سيعين مراسلين لتغطية المواقع التقليدية مثل الشرطة والمحاكم ومجلس المدينة، لكنها ستكون لها بصمة خاصة مثل بوليتكو». وإلى جانب امتلاكها فريق عمل خاص بها سيتقاسم الموقع الموارد وبعض المحتوى مع ممتلكات «ألبرتون» للاتصالات الأخرى من محطة تلفزيونية محلية وقناة إخبارية محلية. كما ستبيع الإعلانات بصورة مشتركة مع تلك المحطات وستعمل كمدخل إنترنت للشركات الثلاث جميعا. وكانت الولايات المتحدة قد شهدت انتشار العشرات من المواقع الإخبارية المحلية خلال العامين الماضيين، لكن القليل منها يملك طاقما إخباريا مؤلفا من 15 فردا كما أن العديد منها غير ربحي تدعمه مؤسسات وأشخاص أثرياء.

وقالت لورين ريتش فاين، أستاذة الصحافة في جامعة ولاية كنت، والمحللة الإعلامية السابقة في «ميريل لنش»: «لم تحقق أي منها أرباحا. أما بالنسبة لشركة ألبرتون كوميونيكيشنز فأجد مشكلة في تخيل إمكانية تحقيقها أرباحا». بيد أن موقع «بوليتكو» الذي واجه شكوكا مماثلة لدى بدء نشاطه عام 2007 جذب صحافيين مشاهير وأصبح الآن ربحيا. وإذا ما قيس بعدد زائريه نجده قد حقق نجاحا باهرا حيث يزوره ما يقرب من ثلاثة ملايين متصفح شهريا، وذلك حسب ما ذكره موقع «نيلسن أون لاين»، أي ما يفوق الزيارات التي تشهدها مواقع 10 من الصحف الأميركية الكبرى. غير أن أكبر مصدر لدخل «بوليتكو» كان صحيفة مطبوعة والتي توزع 32.000 نسخة واستطاعت جذب إعلانات جماعات المصالح وتوزع على سياسي واشنطن. وقال ألبرتون وبرادي إنهم ينوون أن تكون العملية القادمة ربحية لكنهم اعترفوا أنها قد تكون أكثر صلابة، غير ذلك النوع من الصحف التي تنتجها «بوليتكو» وقال برادي: «يجب أن تتوافق التجربة في مجال العمل مع التجربة في مجال المحتوى».

من جهة أخرى، تخطط صحيفة «وول ستريت» لتشكيل فريق من الصحافيين لتغطية الأخبار المحلية في نيويورك، في إطار خطتها للتوسع إلى ما وراء تخصصها التقليدي في الأخبار الاقتصادية من خلال تغطية الأخبار المحلية مثل الأخبار المتعلقة بالمحاكم، ومجلس المدينة، وعاصمة الولاية. ويأتي التوجه نحو تغطية أخبار المدينة كجزء من جهود الصحيفة لإصدار عدد خاص بنيويورك، والذي من المرجح أن يصدر خلال العام المقبل. يذكر أنه تم الإعلان عن صدور ذلك العدد للمرة الأولى خلال الصيف الماضي كمشروع لزيادة التغطية الفنية.

ومن المقرر أن يبدأ فريق العمل المحلي بحوالي 12 شخصا في البداية – يتم حاليا بالفعل التفاوض مع بعض الصحافيين في بعض المطبوعات الأخرى- ولكن الصحيفة تخطط لزيادة العدد؛ وفقا لبعض الأشخاص الذين تحدثوا حول الخطة شريطة عدم الإفصاح عن هويتهم نظرا لأنهم غير مخولين بالحديث عنها. وقد رفضت وول ستريت جورنال التعليق. جدير بالذكر أن روبرت مردوخ – رئيس مؤسسة الأخبار- عندما استولى على الصحيفة قبل عامين، كان قد قرر تحويل الصحيفة إلى صحيفة أكثر تنوعا، كما قرر أن تصبح منافسا مباشرا لصحيفة «نيويورك تايمز». ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الصحيفة تخصص المزيد من جهودها لتغطية الأخبار السياسية والحكومية كما أنها دفعت بجزء كبير من أخبار المال والأعمال التي كانت تنشرها إلى الصفحات الأخيرة، وأضافت نوعيات جديدة من الأخبار؛ مثل التغطيات الاعتيادية للأخبار الرياضية بالإضافة إلى إصدار مجلة ربع سنوية.

يذكر أن كلا من «الجورنال» و«التايمز» كانت تصدر طبعة إقليمية من خلال إضافة بعض الصفحات المتعلقة بالأخبار المحلية لاستغلال انخفاض معدلات التوزيع والمحتوى الذي تقدمه الصحف الأخرى في جميع أنحاء البلاد؛ فقد قدمت «التايمز» خلال الشهر الماضي عددا خاصة لمنطقة «خليج سان فرانسيسكو» ومن المتوقع أن تبدأ خلال الشهر الجاري في نشر عدد خاص بشيكاغو. كما تعمل «وول ستريت جورنال» على إصدار عدد خاص في منطقة خليج سان فرانسيسكو. وينتظر أن يحدث تغير آخر خلال 2010؛ حيث تخطط صحيفة «وول ستريت جورنال» للتخلي عن المطبعة التي تقع في  برونزويك الجنوبية بنيوجيرسي، والتي كانت تطبع بها النسخ التي يتم توزيعها على جميع المنطقة المدنية.

وسوف تنتقل إلى مطبعة أحدث تابعة لمؤسسة صحافية أخرى هي النيويورك بوست حيث إن المطبعة التي تقع في برونكس الجنوبية والتي افتتحت في 2001 لديها إمكانات غير مستغلة، كما يمكنها طباعة عدد أكبر من الصفحات الملونة. بالإضافة إلى أن مطبعة نيويورك بوست لديها المعدات التي تمكنها من إلحاق أقسام خاصة مثل المجلات، حيث إن مطبعة برونزويك كان يتم فيها إلحاق الأقسام الجديدة يدوي

* خدمة «نيويورك تايمز»