شجار في غرفة تحرير «واشنطن بوست» يصرف الأنظار عن برنامج الرعاية الصحية

وقع بين محرر ورئيس قسم ستايل المختلفين على الكلمات

TT

ما أطلق عليه «مشاحنة غرفة تحرير الأخبار» بين رئيس التحرير وكاتب في «البوست» مؤخرا كان صرفا لطيفا للأنظار عن برنامج الرعاية الصحية. من الواضح أن الرجلين تشاحنا على الكلمات لا على المغالطات الشكلية بالضرورة، لكن على الكلمات كما في جودة الكتابة. لذا اندلعت النقاشات التي سمعت أصداؤها على الإنترنت. لكن مع ذلك، فقد انقبض قلبي كان من وجه اللكمة هنري آلن، الكاتب المعروف ورئيس قسم ستايل، وعلى الجانب الآخر كان خصم آلن (الذي تلقى صفعة أو لكمة كما يقول شهود العيان) محرر ستايل مانويل رويغ فرانزيا المؤلف المشارك لكتاب «كارتيكل» الذي قال عنها آلن، إنها أسوأ قصة قرأها خلال 43 عاما من عمله الصحافي.

رويغ الذي تشاحن مع ألن شفهيا رد مشيرا إلى أن ألين ليس هو هذا الشخص القادر على الحكم بجودة الكتابة. ما كان من ألين الذي يبلغ من العمر 68 عاما وعلى بضع أسابيع قليلة من التقاعد، سوى مهاجمة رويغ، ما دفع إلى تدخل من شاهدوا الموقف لفرط دهشتهم، الذين كان من بينهم ماركوس بروتشيلي. واستمرت الأمور في مسارها الطبيعي بعد ذلك. نتج عن ذلك الكثير من التعليقات النقدية. وتنوعت الآراء ما بين قائل: «لا يمكننا القبول بمثل هذه الأمور» إلى «ألم يكن ذلك رائعا، أم ماذا؟» إنني أشعر وكأنني الآنسة روزي ساير في قصة «ذا أفريكان كوين» مرتجفة مترددة في حضرة تشارلي ألونت الصارم.

وفي محادثة على الإنترنت ابتهجت جيني وينغارتن، لتلك الشجارات التي افتقدناها في غرف تحرير الأخبار في الصحف الأميركية منذ زمن طويل. إذ يتذكر المراسلون القدامى عندما كانت غرف تحرير الأخبار تلتهب بالمشاحنات وسط البحث عن الوصول إلى بقعة الضوء. ربما كانت الشجارات متكررة الحدوث لكن الأعصاب كانت غالبا ما تبدأ في الانفلات عندما يقترب الموعد المحدد، ويرهق المراسلون بحثا عن الكلمة الصائبة، وذلك عادة ما يكون تحت عين رئيس التحرير الذي يقترب موعده النهائي هو الآخر.

غرف تحرير الأخبار لم تكن مجرد أماكن عمل، بل هي نقطة التقاء للمنشقين عن الحياة المنتظمة، والذين هم مع ذلك، مرغمون على العمل تحت الضغوط الكثيفة. لكن العمل وفق الطلب فإن ذلك مهارة متناقضة، ولكي تقوم بذلك بصورة فنية فإن ذلك ليس بالعمل الجذاب. ذلك الأمر هو ما دفع ديفيد فون ديرهل رئيس تحرير «البوست» السابق والكاتب (يعمل في «التايمز» في الوقت الحالي) إلى إدانة قرار عدم عودة آلن إلى المبنى، واصفا إياه بأنه الموهبة الأكثر تألقا وإبداعا التي رآها على مدى أكثر من 30 عاما قضاها في العمل الصحافي.

وقال لـ«واشنطن سيتي بيبر»: «بدلا من أن يحرم من دخول المبنى يجب أن يقام له تمثال في ردهة الاستقبال». وفي الوقت الذي قام فيه بعض فريق العمل بالرهان على أسوأ ما قد يحدث بالنسبة لألين، حاول آخرون اكتشاف المعاني العميقة للشجار. ومن بين النظريات التي قدمت في هذا الأمر هو أن تصرف ألين رد فعل على حصار الإعلام الجديد الذي بدأ يحاصر الصحافة القديمة. وكتبت ناتاليا هوبكينسون، محررة «بوستي» السابقة، على موقع «روت»: «ما نشاهده هنا هو فقدان موهبة مكتملة لبريقها. لم يكن هنري ألن ذلك الشخص الذي سطرت أصابعه كلمة سهوا. أو حتى مات لاباش العاشق المتحمس لألين، وهو أيضا من نوعية الكتاب الذين قد يصيغون العبارات بصورة تجعلك ترغب في قراءتها بصوت عال. وقد كان ذلك الحدث الصغير كما نعرفه في الصحافة، كفيل بتحفيز لاباش كي يرسل بريدا إلكترونيا منمقا أرفق به أغنية بروس سبرينغستين «عيد ميلاد سعيد». وكتب لاباش: «إنه أفضل كاتب شهده قسم ستايل. لكن المشكلة مع الصحف أنه لا يوجد ما يكفي من الشخصيات المشابهة لهنري ألين، للعمل في الصحف الكبرى، التي تخرج خدماتها على الإنترنت لتثبت أنها يومية. ربما نكون قد بالغنا فيما وصل إلى شجار بين الرجلين تحت تأثير التوتر. وقد قام أليكس جونز الناقد الإعلامي الكبير ورئيس مركز شورنستين للصحافة والسياسات والسياسة العامة في جامعة هارفارد، بتحليل الخبر إلى حقيقته المجردة. وربما يكون ألن قد قال «ربما يكون ذلك لأنني من الجنوب، لكنك إذا ما دعوتني «بالممنتج» فسوف ألقنك درسا».

وهو ما يعني أن آلن كان يدافع عن شرفه، وهو عمل غير مألوف في غرف الأخبار في العصر الحالي لم نعد نراه. لا أحد يقول إن العراك بالأيدي هو الطريق الأفضل للحل، لكنه في النهاية يعيد التأكيد على أن التنابذ بالكلمات موجود داخل عالم «تويتر».

وعلى الرغم من الألم للإهانة التي تعرض لها رويغ فرانويا لا يزال من الممكن تشجيع ألين. وهو ما قد تعبر عنه روزي بالقول: «سيد ألين، إنك أشجع رجل رأيته على الإطلاق، إنك مرهق فقط، هذا كل ما في الأمر».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»