إعلامي سعودي يستعرض تجربة «الشرق الأوسط» الإلكترونية

باعتبارها أول صحيفة عربية تطلق موقعها على الإنترنت

TT

تناول كتاب صدر مؤخرا لإعلامي وباحث سعودي، يتحدث فيه عن الإعلام الجديد، تجربة «الشرق الأوسط» في إطلاق نسختها الإلكترونية على شبكة الإنترنت، و3 صحف دولية أخرى، اثنتان منها صادرة باللغة الإنجليزية مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، بجانب صحف عربية أخرى.

وأوضح الدكتور خالد الفرم، نائب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية في كتابه «الإعلام الجديد.. الصحافة الإلكترونية العربية والأميركية»، منهج وآليات «الشرق الأوسط» التي تعد أول صحيفة عربية إلكترونية على شبكة الإنترنت، عند صدورها لأول مرة في عام 1995، في عرض محتوياتها الإعلامية على موقعها الإلكتروني.

وبين الفرم أن الصحف العربية بدأت في إنشاء مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت، عقب صدور صحيفة «الشرق الأوسط»، حيث تبعتها صحيفة «النهار» اللبنانية التي صدرت لأول مرة في فبراير (شباط) من عام 1996، ومن ثم صحيفة «الحياة» في يونيو (حزيران) من العام نفسه، لتتوالى بعد ذلك الصحف العربية على شبكة الإنترنت حتى تجاوز عددها أكثر من 250 صحيفة مع نهاية عام 2005.

وتطرق الدكتور خالد الفرم في كتابه «الإعلام الجديد.. الصحافة الإلكترونية العربية والأميركية»، إلى عملية العرض في «الشرق الأوسط» الإلكترونية، التي تشتمل على 3 أساليب في عرض موضوعاتها الصادرة في الصفحة الرئيسية، وخدمات البحث فيها، واستخدامها لتقنية «فلاش» للترويج الإعلاني السلعي والخدمي، إضافة لاعتمادها على أسلوب الوصلات التشعبية، التي تلبي رغبات المستخدم إذا أراد أن يستزيد من موضوع ما ويسترسل في القراءة عنه.

وجاء في كتاب الدكتور خالد الفرم، أن الانتشار العالمي والإقليمي لشبكة الإنترنت وما تحتويه من خدمات إلكترونية، دفع الكثير من المؤسسات الصحافية إلى تغيير ثقافتها وتبني هذه التقنية والتنافس على استخدامها إعلاميا وإعلانيا، من خلال الصحافة الإلكترونية، التي بدأت تنمو بشكل سريع وتحولت إلى منافس قوي للصحافة المطبوعة بشكلها التقليدي الحالي.

وأشار الكتاب إلى أن الدراسات قد كشف أن الإعلام التقليدي وإعلامييه غيروا خلال السنوات الـ10 الماضية نظرتهم إلى شبكة الإنترنت كمصدر إخباري، وأن مقاومة الإعلاميين للإعلام الجديد ودور شبكة الإنترنت في العملية الإعلامية تغير لصالح استيعاب هذه التقنية واستثمارها، مقارنة مع موقف الإعلام التقليدي لشبكة الإنترنت قبل 10 سنوات.

وجاء في كتاب «الإعلام الجديد» أنه وعلى الرغم من تبني المؤسسات الصحافية للصحافة الإلكترونية، بهدف الوصول إلى المزيد من القراء، فإن هناك تحديات تواجهها، فالمؤسسات الصحافية على وجه التحديد تحتاج لإجراء تحولات تنظيمية وثقافية في آليات الممارسة الصحافية والأعراف التقليدية السائدة فيها التي لم تعد تتناسب مع متطلبات بيئة الاتصال الفوري، كما أن الاستفادة من مزايا الصحافة الإلكترونية تتطلب أحيانا إجراء تغييرات هيكلية في نظام العمل داخل المؤسسات الصحافية.

ولفت الكاتب إلى أنه وعلى الرغم من أن الصحافة الإلكترونية ساعدت بعض المؤسسات الصحافية في تحسين ورفع معدلات التوزيع بنسبة 14 في المائة، تقريبا، فإن الصحافة العربية المطبوعة تخسر معركتها أما الوسائل الإعلامية الجديدة، في الوقت الذي بين فيه الكتاب أن الواقع في الإعلام العربي يفترض أن يدفع الصحف لبحث أسباب عزوف شريحة مهمة من مستخدمي الإنترنت عن زيارة مواقع الصحف وبالتالي تغيير الاستراتيجيات الحالية بما يكفل اقتطاع حصة من هذا الجمهور الذي تعددت العروض أمامه.

وأضاف الكاتب أن طبيعة العلاقة بين الصحافة المطبوعة والصحافة الإلكترونية تختلف تبعا للفلسفة الصحافية السائدة، ومفهوم الصحيفة الإلكترونية ومنطلقات وأسلوب العمل الصحافي في كل مؤسسة صحافية، إذ ما زالت الصحافة العربية تنظر إلى الصحف الإلكترونية كوسيلة لإعادة تقديم مضمون الصحيفة المطبوعة من دون التفكير في التعامل مع الصحيفة الإلكترونية بطريقة تسمح باستثمار وممارسة العملية الصحافية في شبكة الإنترنت، وعبر تقنيات الإعلام الإلكتروني، وبشكل أكثر فاعلية.

وذكر كتاب «الإعلام الجديد.. الصحافة الإلكترونية العربية والأميركية»، أن عملية التمويل المالي تعد من العناصر البارزة في بناء الصحيفة الإلكترونية، كما أنها تشكل تحديا جديا في مسيرة الصحف الإلكترونية، حيث تعاني الصحف الصادرة في شبكة الإنترنت من زيادة كبيرة في الإنفاق، لم يقابلها عائد يذكر، وهذا ما دفع بعضها إلى انتهاج استراتيجيات تعتمد على تنويع المصادر.

وذهب الفرم في كتابه إلى تعريف مفهوم الصحافة الإلكترونية، مبينا أنه لا ينحصر في الصحافة فحسب، بل يرتبط بالإعلام والنشر بشكل عام، وتناول الكاتب التعريفات الخاصة بالإعلام الإلكتروني، والنشر الإلكتروني، والصحافة الرقمية، وصحافة الإنترنت، والصحافة الفورية أو التفاعلية، والصحافة الشبكية، والنشر الفوري، والنسخ الإلكتروني، والصحافة الإلكترونية.

وتطرق الكاتب إلى عوامل ظهور الصحافة الإلكترونية، من حيث التحديات الاقتصادية والمتطلبات الإعلامية المستجدة، والطبيعة التنافسية، للعملية الصحافية، إضافة إلى إجماله مراحل ظهور وتطور الصحافة الإلكترونية، ومراحل بناء المحتوى الإخباري للصحافة الإلكترونية.