المحافظون يستخدمون «وسائل الإعلام الجديدة» لمناهضة أوباما

تشمل المدونات ومقدمي البرامج الإذاعية ومنظمي الاحتجاجات والمؤسسات في واشنطن

إريك إريكسون
TT

في الصباح التالي ليوم الانتخابات في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، أرسل أحد المدونين المحافظين في جورجيا بريدا إلكترونيا إلى 65 ألف شخص. بدا «الموجز الصباحي» الذي يقدمه إريك إريكسون على المدونة الخاصة به منافيا للمنطق، حيث وصف انتخاب عضو ديمقراطي لمقعد في مجلس النواب الأميركي شمال ولاية نيويورك، وهو المقعد الذي سيطر عليه الجمهوريون لمدة قرن من الزمان، قائلا لقد كان «نصرا كبيرا للمحافظين».

ومع ذلك، تم على الفور نشر الرسالة على الموقع الإلكتروني لمجلة «هيومان إيفنتس» المحافظة، وهي شركة شقيقة لمدونة إريكسون «ريد ستيت». ووصلت الرسالة بعد ذلك إلى الموقع الإلكتروني لمجلة «أميركان سبكتاتور»، التي يرأس ناشرها ألفريد إس ريغنري مجلس إدارة دار النشر المحافظة التي تمتلك «ريد ستيت» و«هيومان إيفنتس». وأثار تحليل إريكسون، الذي لاقى صداه في الأوساط السياسية، نقاشا في وقت لاحق ذلك الصباح في اثنين من الاجتماعات الأسبوعية المؤثرة للمحافظين في العاصمة واشنطن. وأيده بعد ذلك مقدم البرامج الإذاعية راش ليمبو، الذي يعتبره الكثير من المحافظين السلطة المطلقة. وقال ليمبو «لقد منعنا الجمهوري المخيف من إمكانية الفوز».

وتوضح قدرة بريد إلكتروني واحد على تشكيل رسالة تمثل قوة شبكة المحافظين، والتي تشمل المدونات التابعة ومقدمي البرامج الإذاعية ومنظمي الاحتجاجات والمؤسسات في العاصمة والتي تتحد سويا لتأجيج المعارضة ضد الرئيس أوباما، وفي بعض الأحيان ضد الجمهوريين. ومع هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة حول مقعد مجلس الشيوخ في ولاية ماساتشوستس، والتي تسبب فيها جزئيا ناشطو الاحتجاجات الذين يتعاونون مع الجماعات داخل العاصمة، أصبحت حركة المحافظين أكثر نشاطا بالمقارنة بالسنوات الماضية، كما أنها أكثر توحدا. وتصاعدت الخلافات بين المحافظين الاقتصاديين والاجتماعيين أثناء سنوات حكم بوش، لكن حدة تلك الخلافات تراجعت أمام ما اعتبره جميع الأطراف أجندة أوباما الليبرالية. وقال كولين هنا، رئيس الجماعة المحافظة «ليت فريدم رينغ»، «لا شيء يوحد مثل العدو المشترك».

وتنتشر هذه المنظمة، التي يرجع الكثير تاريخ إنشائها إلى تأسيس مجلة «ناشونال ريفيو» على يد ويليام إف بوكلي عام 1955، الآن من خلال وسائل الإعلام الجديدة. ويستخدم المحافظون، الذين تعلموا من الحراك السياسي الذي أحدثه الديمقراطيون من خلال استخدام المدونات ووسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى، المواقع الإلكترونية مثل «تويتر» و«فيس بوك» لتنظيم أحداث مثل التظاهرات الأخيرة ضد إصلاح الرعاية الصحية.

وقالت كريستيان هاوكينز، المديرة التنفيذية لحركة «طلاب من أجل حياة أميركا» التي يقع مقرها في أرلينغتون (مؤسسة تعليمية تتعاون مع الطلاب للقضاء على الإجهاض)، وواحدة من الكثير من المحافظين الاجتماعيين الذين يعملون عن كثب مع المحافظين الاقتصاديين لمحاربة مشاريع القوانين الصحية التي يتقدم بها الديمقراطيون، «إننا خبراء في (العثور) على المناهضين للإجهاض على موقع فيس بوك».

ويزداد هذا التنسيق الآن. ففي داخل الأوساط السياسية، يلقى هذا التنسيق الدعم من جماعة «مشروع العمل المحافظ»، وهي جماعة جديدة أسسها قادة المحافظين، ويرأسها إدوين ميز الثالث، المدعى العام الأسبق في عهد ريغان. وتعتبر هذه الجماعة، التي يتم تداول مذكراتها المؤثرة «من أجل الحركة» في الكونغرس، هيئة منبثقة عن مجلس السياسة الوطنية، وهو منظمة سرية للغاية تشتمل على قيادات وممولين من المحافظين.

وقال العضو القيادي بالجماعة ريغنري «هناك شعور قوي بأن التيارات المختلفة لحركة المحافظين تجتمع سويا».

وقد عملت هذه الجماعة مع بعض الشخصيات المحورية في الحركة، من بينهم مدونون مثل إريكسون وميتشل مالكين وشبكة سياسة الولاية، وهي تجمع أكثر من 57 مركز أبحاث محافظا وليبراليا. وقامت إحدى هذه المؤسسات، وهي معهد بليكان للسياسة العامة في نيو أورليانز، في الفترة الأخيرة باستضافة خطاب ألقاه جيمس أوكيف، الناشط المحافظ الذي اتهم الأسبوع الماضي بدخول مبنى فيدرالي تحت ذرائع زائفة في مؤامرة مزعومة للعبث بهواتف مكتب السيناتور ماري لاندريو (ديمقراطي - ولاية لوس أنجليس).

وكان أوكيف يعمل سابقا في معهد القيادة بأرلينغتون، والذي يقوم بتدريب قادة المحافظين، ودرس بعشر مدارس مختلفة في المعهد، وذلك حسبما صرح مورتون بلاكويل، رئيس المعهد. وأضاف بلاكويل أن منظمته «عثرت» على أوكيف عندما كان طالبا في جماعة روتغرز. وتعد حركة الاحتجاجات أبرز قوة خارج الدوائر السياسية. وقالت جيني بيث مارتن، المنسقة المحلية لحركة «تي بارتي باتريوتس»، «إذا كان للجماعات في واشنطن دي سي رسالة تلقى صدى لدى شعبنا، سنعمل بجد واجتهاد على ترويجها».

وكانت المنظمات داخل واشنطن لها دور كبير في تنظيم الاحتجاجات - والتي كان ينظر إليها لفترة طويلة باعتبارها تعبيرا طبيعيا عن حالة الغضب الشعبي، أكثر مما اعترف به معظم المحافظين. وشاركت حركة «أميركيون من أجل الإصلاح الضريبي» - الذي يعد رئيسها غروفر نوركويست نموذجا لمؤسسة المحافظين في واشنطن دي سي - في رعاية أول احتجاجات هذه الحركة على مستوى البلاد في 27 فبراير (شباط)، بالإضافة إلى مجلة «أميركان سبكتاتور» التي يقع مقرها في أرلينغتون.

ونظم مدير تحرير مجلة «أميركان سبكتاتور» في ذلك الوقت التظاهرة بالقرب من البيت الأبيض في ذلك اليوم، وفقا للمواد الترويجية والمشاركين.

ويعترض بعض المحافظين على الحديث عن التنسيق، وخاصة الحديث حول «مؤامرة يمينية واسعة النطاق»، وهو المصطلح الذي استخدمته هيلاري رودهام كلينتون عام 1998 لوصف الأعداء السياسيين لزوجها، وكرره في الفترة الأخيرة الرئيس السابق بيل كلينتون بشأن أوباما.

وقال مارك ليفين، أحد مقدمي البرامج الإذاعية المحافظين البارزين، «لا توجد جماعة سرية للمحافظين يلتقي فيها شباب البرامج الإذاعية مع شباب الإنترنت، الذي يلتقون سويا مع شباب «فوكس نيوز»، الذي يلتقون سويا مع «ساحر أوز» خلف الستار، وبعدها نخرج بنقاط متفق عليها».

ويقول آخرون إن الرسوم الكاريكاتورية تحتوي على بعض العناصر الحقيقية. فيقول إيركسون، الذي نما عدد المشتركين في البريد الإلكتروني لـ«الموجز الصباحي» الخاص به من 498 مشتركا عندما بدأ في فبراير (شباط) إلى ما يقرب من 70 ألف مشترك، إن «ما بدأ باعتباره حركة مركزية للغاية أصبح الآن منتشرا في جميع أنحاء البلاد. لا توجد مؤامرة يمينية مركزية، لكنها في الحقيقة مؤامرة يمينية واسعة النطاق».

وما ليس واضحا هو هل ستكون الجهود التي يبذلها اليمين مفيدة بالنسبة للحزب الجمهوري أم لا. ويشعر الكثير من المحافظين، خاصة جماعات الاحتجاجات، بقلق عميق بشأن المعتدلين في الحزب، ولا يزال صدى نتائج سباق مجلس النواب في نوفمبر (تشرين الثاني) شمالي ولاية نيويورك موجودا. وقد ساعدت معارضة المحافظين لمرشحة الحزب الجمهوري ديدي سكوزافافا على نجاح الديمقراطي بيل أوينز في الانتخابات.

وقال توم جايتنز، عضو من ولاية فلوريدا في مشروع 9.12 الخاص بالمذيع بشبكة «فوكس» غلين بيك، الذي أعلن عن تأسيسها - وهو أحد الناقدين البارزين لأوباما - على الهواء مباشرة في شهر مارس (آذار)، «سيكون اهتمام المحافظين أقل إذا ما كنت جمهوريا». وتشتمل تلك الحركة على مئات من الأفرع المتضامنة مع جماعات الاحتجاجات.

تعج غرفة المؤتمرات بالمحافظين الشباب الذي يلتفون حول منضدة. ويوجد في الخلف طعام من مطعم «تشيك - فيل - إيه» (الذي أسسه أحد الزعماء المسيحيين البارزين)، تحت إطارات تحتوي على صور لرونالد ريغان ولأبطال الحركة الآخرين. إنه الاجتماع الأسبوعي للمدونين في مؤسسة التراث؛ مركز أبحاث محافظ في واشنطن العاصمة.

ويقول دون إيرفين، رئيس جماعة مراقبة وسائل الإعلام المحافظة «الدقة في الإعلام» والذي يرأس الاجتماع، «إنها فرصة كبيرة للتواصل».

وكان ضيف هذا الأسبوع هو السيناتور جيم ديمينت (جمهوري - ولاية كارولينا الجنوبية). وبعد انتقاد سيطرة الإدارة غير المسبوقة على السلطة، أجاب على سؤال طرحه أحد منتجي المحتوى الإلكتروني لصحيفة «واشنطن بوست»، والذي يقول إن «سكان نيويورك تم إرغامهم على قبول خطة الرئيس لإجراء محاكمات الإرهابيين في مانهاتن». فأجاب ديمينت «أعتقد أن إرغام نيويورك على القبول أمر غير لائق».

ويستخدم أعضاء الجماعات المحافظة داخل واشنطن، والتي يزيد عددها على مائة جماعة، مثل هذه الاجتماعات للتنسيق بشأن الاستراتيجية. وفي الفترة الأخيرة، كان ذلك يهدف إلى تعطيل الأولويات الديمقراطية مثل الرعاية الصحية وتشريع خفض الانبعاثات الغازية.

وأيام الأربعاء هي الرابط الأساسي والمهم؛ ففي الساعة السابعة والنصف صباحا، يتجمع أعضاء «مشروع العمل المحافظ» في مجلس أبحاث الأسرة، وهو جماعة محافظة اجتماعية.

ونتج «مشروع العمل المحافظ» عن سلسلة من اجتماعات المحافظين كان هدفها الترتيب للعودة إلى الساحة السياسية خلال الأسابيع التي تلت انتخاب أوباما. وعقد أحد هذه الاجتماعات أثناء اجتماع لمجلس السياسة الوطنية في أحد فنادق واشنطن العاصمة، حسبما قال محافظون. وتأسس هذا المجلس السري في بداية ثمانينات القرن الماضي للتنسيق بشأن ما كان يسمى آنذاك «اليمين الجديد».

وقال الأعضاء إن من بين الشخصيات المحورية في «مشروع العمل المحافظ»؛ معد استطلاعات الرأي الجمهوري كيليان كونواي، وغريغ مويلر، رئيس العلاقات العامة في «مشروع العمل المحافظ»، والعضو السابق بالكونغرس ديفيد إم ماكينتوش (جمهوري - ولاية إنديانا). والعضو الوحيد الذي يتلقى راتبا بها هو باتريك بيزيلا، المسؤول السابق في إدارة جورج دبليو بوش والذي يعمل خارج مكاتب مجلس السياسة الوطنية.

ومن جهة أخرى، يقول بعض الأعضاء بـ«مشروع العمل المحافظ» إن المشروع يشتمل على عدة مشروعات، من بينها دعم ائتلاف حرية الرعاية الصحية، والذي شكل أكثر من 50 جماعة للمحافظين الاقتصاديين والاجتماعيين به المعارضة ضد الرعاية الصحية. ونتج عن هذا الائتلاف «فريدم ووركس»، وهي جماعة مقرها واشنطن العاصمة تتعاون على نطاق واسع مع ناشطي الاحتجاجات.

كما عمل «مشروع العمل المحافظ» دون جدوى على هزيمة ديفيد إف هاميلتون، أو مرشحي أوباما لشغل منصب قاضي استئناف أول. وساعدت مذكرة «مشروع العمل المحافظ» في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) التي وصفت هاميلتون بأنه «آيديولوجي أولا، وقاض ثانيا» على إثارة الانتقادات التي ظهرت على مدونات إريكسون بالإضافة إلى الخطاب المناهض لهاميلتون الذي ألقاه السيناتور جيف سيشنز (ولاية ألاباما)، العضو الجمهوري البارز في اللجنة القضائية، في الجمعية الفيدرالية المحافظة.

وأحد المقرات الرئيسية الأخرى للتواصل هو إفطار الأربعاء في مؤسسة «أميركيون من أجل الإصلاح الضريبي»، وهي مؤسسة مقرها واشنطن دي سي ويقودها غروفر نوركويست. وكان من بين المتحدثين في أحد الاجتماعات الأخيرة لغروفر أحد المرشحين الجمهوريين للكونغرس، ورئيس مركز جيسي هيلمز، وكريستين هول من معهد «كومبيتتيف إنتربرايز»، التي قالت إن منظمتها عرضت 500 دولار على نائب الرئيس الأسبق آل غور لمناقشة ظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت وهي تضحك «إننا ندعو غور للمبارزة». وفي نحو 90 دقيقة، توجه الناس إلى «إبنزرز كوفي هاوس» بالقرب من محطة يونيون؛ حيث حضروا «غداء ويريتش» الأسبوعي والذي سمي على اسم الشخص الذي بدأ تلك الاجتماعات، وهو المحافظ المخضرم باول إم ويريتش، الذي توفي عام 2008.

ويقول محافظون إن الغداء المقصور على المدعوين فقط يسمح بمناقشة الخطط الاستراتيجية مع الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس. ومن أمثلة ذلك كان التعديل الذي قدمه السيناتور جون ثيون (جمهورية - ولاية داكوتا الجنوبية) في شهر يوليو (تموز) الذي كان من شأنه أن يسمح للأفراد بحمل أسلحة نارية مخبأة عبر حدود الولاية. وأحدث هذا التعديل انقساما بين الديمقراطيين، لكنه لم يتم تمريره. وقال إريكسون «كان ذلك تحت المراقبة حتى تم طرحه في اجتماع ويريتش، وقال الجميع «مهلا، يجب أن نساعد ثيون في ذلك». هناك الكثير من التداخل بين المنظمات الرائدة في واشنطن دي سي. ويشغل توني بركينز، رئيس مجلس أبحاث الأسرة الذي يستضيف اجتماعات «مشروع العمل المحافظ»، منصب عضو مجلس إدارة مجلس السياسة الوطنية، وهو أحدث عرض للملفات الضريبية للمنظمة. ويعد بيكي نورتون دونلوب، رئيس المجلس، عضوا أساسيا في «مشروع العمل المحافظ» ونائب رئيس مؤسسة التراث. ويشغل بلاكويل منصب مدير «سي إن بي أكشن»، وهي منظمة شقيقة لمجلس السياسة الوطنية.

وخارج دائرة الاجتماعات في واشنطن دي سي، تصاعد الغضب بشأن الإنفاق الحكومي.

وكان هذا الغضب منصبا في بادئ الأمر على خطة الإنقاذ المالية لإدارة بوش التي بلغت قيمتها 700 مليار دولار في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2008 والتي شجعت على تشكيل جماعات محافظة على الإنترنت مثل «كبار المحافظين» على موقع «تويتر»، وذلك حسبما قال ناشطون. ونتج عن هذه الجماعات الشعبية حركة الاحتجاجات. بيد أنهم تلقوا المساعدة منذ البداية.

وتم تنظيم الاحتجاج الأول لهذه الحركة، الذي كان ضد خطة الإنقاذ الاقتصادي التي طرحها أوباما بقيمة 787 مليار دولار في بداية شهر فبراير (شباط) في ولاية فلوريدا، وفقا لبرندان ستاينهاوسر، مدير حملات الولاية والحملات الفيدرالية في «فريدم ووركس»، التي يرأسها الزعيم الجمهوري السابق في مجلس النواب ريتشارد كي أرمي (ولاية تكساس). وبعدما اقترح مراسل «سي إن بي سي» ريك سانتيلي إقامة احتجاج خلال خطاب له على الهواء ضد خطط الإنقاذ الحكومية في 19 فبراير (شباط)، تباحث ستاينهاوسر وعضو آخر في «فريدم ووركس» مع النشطاء الذين خططوا للاحتجاج الأول في 27 فبراير (شباط). وبعد ذلك كتب ستاينهاوسر بيانا تمهيديا لتنظيم هذه الاحتجاجات نشر على الموقع الإلكتروني لـ«فريدم ووركس» والموقع الإلكتروني لمالكين.

وقال ستاينهاوسر «لقد نبعت إلى حد ما من هناك». كان اشتراك «فريدم ووركس» المستمر في هذه الاحتجاجات معروفا منذ شهور، ولكن دورها في المساعدة على إنشاء الحركة لم يكن واضحا.

وقال نوركويست إن جماعته شاركت في الإشراف على تظاهرات 27 فبراير (شباط) بعدما طلب منها المنظمون ذلك في إفطار الأربعاء الذي ينظمه. وأضاف «لقد كنا نأمل أن تحظى بالانتشار».

وقالت مارتن، منسقة «تي بارتي باتريوتس»، إن المنظمين «كانوا يحاولون إقناع بعض المنظمات القائمة بالموافقة على ما كنا نفعله. وقد منحها ذلك إلى حد ما مصداقية». ولكنها في الوقت نفسه، أقرت بأن ذلك قد لا يبدو متفقا مع صورة الحركة باعتبارها حركة عفوية، وأوضحت أن مئات من جماعات الاحتجاج نشأت منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من ذلك، استمرت الاحتجاجات في واشنطن. وعقدت جماعات الاحتجاجات اجتماعا بشأن الرعاية الصحية في مكاتب نوركويست في يونيو (حزيران)، وقالت مارتن إن مؤسستها، ومؤسسة التراث، واتحاد الممولين الوطنيين «كانوا مفيدين في بعض الأحيان بقولهم ها هي نقاط الحوار التي توصلنا إليها».

وخارج إطار الدوائر السياسية، تلقت الاحتجاجات المساعدة من المراكز البحثية في «شبكة سياسة الولاية»، التي أمدت المتحدثين في المؤتمرات بالذخيرة الفكرية. وتدفع مراكز الأبحاث التي يبلغ عددها 14 مؤسسة قبل عقدين، الأولويات التشريعية للمحافظين في الولايات.

وأحد الحلفاء لشبكة السياسة هو تحالف سام آدامز في شيكاغو، وهو تحالف غير مشهور أسسه مدير حزب التحرير السابق. ويعمل مع النشطاء على الإنترنت وقدم نحو مليون دولار لإنشاء جماعتين ناشئتين.

الجماعة الأولى هي مركز فرانكلين للحكم والنزاهة العامة، والذي يديره الرئيس السابق للحزب الجمهوري في داكوتا الشمالية، ويدير موقعين إلكترونيين يغطيان الأخبار المحلية في عدد من الولايات. والجماعة الثانية هي «الأغلبية الأميركية»، ويرأسها نيد ريون، نجل عضو الكونغرس السابق جيم ريون (جمهوري - ولاية كانساس). وقامت هذه الجماعة بتدريب عدة آلاف من ناشطي الاحتجاجات.

وتتفاعل القوى داخل وخارج الأوساط السياسية مع بعضها البعض أكثر من ذي قبل. فعلى سبيل المثال، كان رئيس حركة «أميركيون من أجل الرخاء» تيم فيليبس حاضرا لمؤتمر مناهض لإصلاح الرعاية الصحية في ولاية أركنساس عندما رن هاتفه المحمول متلقيا بريدا إلكترونيا من مؤسسة التراث، وانتقد هذا البريد مشروع قانون الصحة، المؤلف من 1990 صفحة، والذي أطلقته للتو رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. فقرأ فيليبس، الذي تعاونت جماعته مع ناشطي الاحتجاجات، فقرات من البريد الإلكتروني أثناء المؤتمر. كما تقوم مؤسسة التراث بنشر رسالة المحافظين في برامج الحوار الإذاعية. وتوفر البحث لكل من ليمبو والمذيع المحافظ سيان هانيتي، اللذين يوجهان المستمعين للموقع الإلكتروني لمؤسسة التراث.

وهناك قوة أخرى داخل وخارج واشنطن وهي «سي أر سي» وهي مؤسسة مقرها مدينة الإسكندرية بولاية فرجينيا ويرأسها مويلر، الذي كان مديرا للاتصالات في الحملة الرئاسية لبات بوتشانان. وتتعاون هذه الجماعة مع الكثير من أجزاء الحركة، وتوفر رسائل البريد الإلكتروني للصحافيين وتستخدم الشبكات الاجتماعية لتوجيه الرسالة. ومن بين عملاء «سي أر سي» إل برنت بوزيل الثالث، الذي بدأ مركز أبحاث الإعلام في مدينة الإسكندرية عام 1987 بتلفزيون أبيض وأسود لرصد التحيز الملحوظ لوسائل الإعلام الليبرالية. واليوم، يدير إمبراطورية صغيرة تتكون من سبعة مواقع إلكترونية، تشمل «Eyeblast.tv»، وهو نسخة محافظة من موقع «YouTube».

وقال بوزيل «عندما تكون على خلاف ونكون نحن على خلاف تماما في واشنطن، فإنه ليس لدينا شيء لنفقده. إنه ممتع للغاية».

* أسهمت في هذا التقرير محررة الأبحاث أليس كريتس

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»