في عامها الثامن.. برامج سياسية جديدة و«ثورة» في الرياضية

«العربية» تحتفل بسبع سنين تلفزيونية

العربية .. نافذةً لنحو 200 مليون مشاهد عربي يتحلّقون حول شاشتها لاستقاء الخبر («الشرق اللأوسط»)
TT

لم تكن لحظة انطلاق قناة «العربية» قبل سبعة أعوام بالشيء المعتاد عند المتابعين والمختصين، فقد كانت محل اهتمام ملايين المشاهدين العرب. وفي الجانب الآخر، كان المنافسون يترقبون ما تحمله تلك القناة، انطلقت القناة وأصبح ذكراها مربوط بحرب العراق، لقرب انطلاقها من سقوط بغداد. أتذكر في اليوم الأول من انطلاق القناة أطلقت «العربية»، من دون سابق إنذار، الشريط الإخباري الجديد في تلك الفترة، وكان هذا العمل الرصاصة الأولى للمنافسين، مما دعا المنافسين إلى إطلاق الشريط ذاته بعد قناة «العربية» بساعات قليلة.

واليوم، ودعت قناة «العربية» عامها السابع لتبدأ فصلا ثامنا من فصول تغطياتها الشاملة لأهم الأحداث السياسية والاقتصاية والرياضية في المنطقة والعالم. ففي الوقت الذي زرفت فيه «العربية» دموع الفراق والحزن لوداع اثنين من مراسليها الشجعان، اللذين فقدتهما أثناء تغطيتهما لوقائع المعارك الدائرة في الصومال وأفغانستان، تسلمت «العربية» 4 جوائز تقديرية من أصل 10 حصدتها مجموعة «MBC» خلال «مهرجان البحرين للبرامج التلفزيونية». فقد حصل برنامج «في المرمى» على الجائزة الفضية في مسابقة البرامج الرياضية، بينما نال برنامج «إضاءات» الجائزة الذهبية في مسابقة البرامج الحوارية. وفي مسابقة البرامج الثقافية والتوعوية لشركات ومؤسسات الإنتاج الخليجية والعربية حصل برنامج «روافد» على الجائزة الذهبية. وفي مسابقة «البرامج الاقتصادية التلفزيونية»، نال برنامج «في الموقع» الجائزة الذهبية.

وقد هنأ الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة «MBC» إدارة قناة «العربية» والعاملين بها على النجاحات التي حققتها القناة، فقال: «إن العمر الفعلي لخبرتنا الإخبارية في الحقل الإعلامي يتجاوز 19 عاما، بدأناها مع أخبار (MBC)، التي كثيرا ما جمعت الشارع العربي بكل طوائفه وقياداته معا أمام الشاشة، ليصبح نمطها الإخباري لاحقا مرجعا اعتمدته نشرات الأخبار (العربية) لتطوير أساليبها وأدواتها التقليدية». وأوضح آل إبراهيم كيف تمكنت قناة «العربية»، من خلال النهج المهني والموضوعي الذي اختطته لنفسها طوال 7 سنوات، من تحقيق أرقام غير مسبوقة في نسب المشاهدة، سواء داخل العالم العربي أم لدى الجاليات العربية المقيمة في المهجر، ناهيك عن كونها اليوم مصدرا رئيسيا للمعلومات لدى الشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية، التي كثيرا ما تعول على «العربية» في استقاء آخر وأهم أخبار المنطقة.

ومن جانبه، قال عبد الرحمن الراشد، مدير عام قناة «العربية»: «تعد (العربية) اليوم، وبعد مضي سبع سنوات على انطلاقها، نافذة لنحو 200 مليون مشاهد عربي يتحلقون حول شاشتها لاستقاء الخبر - كما عودتهم - قبل وجهة النظر، وهو ما يلقي بمزيد من المسؤولية على عاتقنا، تلك التي تتمثل في ضرورة السعي الدائم للارتقاء بأخبارنا، وخاصة العاجلة، وبرامجنا نحو معايير مهنية وفنية راقية نحافظ من خلالها على حياديتنا، ونبقى على الدوام المصدر الأول والموثوق للخبر، والمرجع الأشمل لدراسة مدلولاته وتبعاته وتفاعلاته». وأشار الراشد إلى أن ما نراه اليوم من تبدل في مناهج وأنماط وأشكال المحطات الإخبارية العربية يؤكد ما أحدثته «العربية» من تأثير في الساحة الإخبارية والإعلامية خلال السنوات السبع الماضية.

وفي العام المنصرم، عززت القناة، التي تبث من دبي، موقعها كقناة إخبارية رائدة، حيث أصبحت شاشتها بمثابة النافذة شبه الوحيدة لتطورات أحداث المشهد الإيراني، وذلك إبان تغطيتها لأهم حدث سياسي في المنطقة، في وقت ترددت فيه القنوات العربية الإخبارية الأخرى من تغطية وقائع الأحداث التي أعقبت الانتخابات الإيرانية. فكان الثمن أن عاقبت السلطات الإيرانية «العربية» بإغلاق مكتبها في طهران وطرد اثنين من مراسليها، وهما ضياء الناصري وقبله حسن فحص.

وعلى جبهة أخرى، نشطت «العربية» في تغطية ميدانية متكاملة للحرب ثلاثية الأطراف، التي دارت رحاها بين القوات اليمنية والسعودية في مواجهة الحوثيين. كما كانت «العربية» سباقة في تغطية المواجهات بين القوات اليمنية و«القاعدة». وفي فلسطين قدمت «العربية» تغطية متميزة للمواجهات في القدس المحتلة بين المستوطنين وسكان المدينة من العرب، ومحاولات الإسرائيليين تغيير ملامح المدينة المقدسة، بالاستيلاء والتهويد، كما تابعت «العربية» تفاصيل التغييرات السياسية في إسرائيل، وزيارات المبعوث الأميركي جورج ميتشل. أما في لبنان، فقد كانت «العربية» المحطة الأكثر شمولية في تغطيتها الصحافية منذ زلزال اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مرورا بما تلاه من اغتيالات وأحداث سياسية وعسكرية ساخنة، وصولا إلى الانتخابات النيابية اللبنانية والتسويات التي أعقبتها. وفي تطور نوعي، بدأت «العربية» في بث تقارير النشرة الجوية وحالة الطقس بأسلوب جديد يعتمد المعلومات المباشرة والمبسطة، بعيدا عن لغة التقارير المناخية المعتادة والمعقدة، مع صور خاصة من الأقمار الصناعية وأخرى أرضية للأحداث المناخية. وبموازاة ذلك، انفردت «العربية» بتغطيتها للكوارث الطبيعية، وأبرزها فيضانات مدينة جدة، والتقارير التي بثتها «العربية» حول أسباب ونتائج تلك الكارثة، وهو ما كان سببا في فتح السلطات هناك تحقيقات رسمية لمعرفة أسباب التقصير الذي أدى إلى أكبر نسبة وفيات في تاريخ الكوارث الطبيعية في المملكة العربية السعودية.

وفي آخر نشاطاتها الإخبارية، تفوقت «العربية»، مجددا، في تغطيتها لتفاصيل جريمة اغتيال قيادي حماس محمود المبحوح في دبي، حيث أصبحت شاشتها مصدرا أساسيا تستقي منه وسائل الإعلام المحلية والعالمية آخر تطورات التحقيق وتداعيات الجريمة. وعن العام الجديد، ذكر عبد الرحمن الراشد، مدير عام قناة «العربية»، أن القناة تنوي تقديم تغييراتها تدريجيا. وكانت «العربية» قد بدأت برنامجا أسبوعيا خبريا جديدا باسم «استوديو بيروت» من استوديو أخبار القناة هناك، ينقل الحدث والرأي من تلك الزاوية الجغرافية. وسيكون هذا البرنامج بمثابة سلسلة لبرامج مماثلة، حيث ينطلق قريبا برنامج «استوديو القاهرة»، وسيقدمه الإعلامي المعروف حافظ الميرازي، الذي انضم إلى «العربية» حديثا.

وفي السعودية، أنهت القناة بناء استوديو خاص لإطلاق برنامجها الجديد «واجه الصحافة»، الذي يقدمه الإعلامي داود الشريان، ويسلط فيه الضوء على الرؤية السعودية خاصة، والعربية عامة، للقضايا المحلية والعربية والإقليمية والعالمية. وسيفتح البرنامج عددا من الملفات السياسية والعامة، متطرقا إلى قضايا وأحداث في المملكة العربية السعودية وعموم المنطقة. يطرح البرنامج أسلوبا جديدا، حيث يستضيف داود الشريان شخصيات إعلامية تشاركه في توسيع النقاش وتعميقه.

وفي هذا السياق، أضاف عبد الرحمن الراشد: «لقد قبلنا التحدي بإصدار برنامج أسبوعي عن الكتب يحمل عنوان (عالم الكتب). وعلى الرغم من أن برامج الكتب عادة لا تحقق النجاحات المطلوبة على شاشات التفزيون، فإننا نعتقد أن تجربتنا هذه مختلفة في أسلوبها ومحتواها». وأضاف الراشد: «سنستمر في تطوير الأسلوب الإخباري، وهو مشروعنا الرئيسي لهذا العام، ليكون أكثر إثراء وتشويقا. كما ستشهد الرياضة على شاشة (العربية) نفضة جديدة تكمل ما بدأته في فرض نفسها كمصدر للأخبار الرياضية».

وبموازاة ذلك، أطلقت قناة «العربية» غرفة أخبارها الجديدة واستديو الأخبار الجديد والحديث في تصميمه وتقنياته وطرق العرض وجدار عرض الفيديو، الذي يعد الأضخم والأحدث في العالم، وهو مجهز بأحدث التقنيات، وذلك في النصف الأول من العام الماضي. وقد بقيت قناة «العربية» محطة ثابتة لزعماء العالم وقادته في الشأنين السياسي والاقتصادي. وإن كانت قناة «العربية» قد تحصلت على أول مقابلة للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي اختار أن يطل عبرها على العالم في أول ظهور إعلامي له بعد تسلمه سدة الرئاسة، فإن زعماء عالميين تحدثوا لـ«العربية» باستمرار، وخصوها بمقابلات خاصة، ومن بينهم رئيس الوزراء التركي، والرئيس الباكستاني، والرئيس العراقي، والأمين العام للأمم المتحدة.

وعلى صعيد آخر، حافظت «العربية» على قيادتها الإعلامية للسوق العربية عبر تغطياتها الاقتصادية، وكانت حاضرة في تغطية الأزمة العالمية المالية، كما كانت المصدر الأول لأخبار أزمة دبي المالية. وقد اختار منتدى «دافوس» العالمي «العربية» شريكا استراتيجيا لتقديم واحدة من ندواته. يشار إلى أن «العربية» تواصل جهدا مهنيا وتقنيا من أجل أن يصل بثها المباشر إلى جميع الناطقين بـالعربية في جميع دول أفريقيا وآسيا باسيفيك، وجنوب شرقي آسيا، ، وأوروبا عامة، وكلتا الأميركتين، وأستراليا، ليتمكن المشاهد من متابعة نشرات الأخبار العاجلة والتفصيلية على مدار الساعة، إضافة إلى شبكة من البرامج التحليلية، تعد وتقدم من قبل مجموعة من المذيعين والمراسلين من أصحاب الخبرات العريقة. كما تقدم بثا مباشرا على مدار الساعة عبر موقعها على الإنترنت، الذي يعرض أرشيف البرامج المنوعة على القناة.