تحركات لحث واشنطن على وضع جميع مقاطع الفيديو الفيدرالية على الإنترنت

الاتحاد الدولي لهواة المسح الضوئي ينوي رفع مجموعة أرشيفية تضم 3000 أسطوانة فيديو رقمية

لا يزال الطرق طويلا لوضع 200 ألف فيديو يضمها الأرشيف الوطني على الانترنت («نيويوك تايمز»)
TT

عليك أولا إزالة الغبار عن قرص، ربما كان مسجلا عليه احتفال بعيد الميلاد أو هبوط مركبة «أبولو 11» على سطح القمر. بعد ذلك، ليس عليك سوى إدخال قرص خالٍ في جهاز نسخ لاستخراج نسخة من القرص الأول.

تبدو العملية رتيبة مثيرة للملل، وهي كذلك بالفعل. لكن في كل مرة تضغط ليز بروسزكو على زر البدء بجهاز تشغيل أسطوانات فيديو رقمية، تدرك جيدا أنها تساعد في إزاحة الستار عن آلاف مقاطع الفيديو المحتفَظ بها لدى «هيئة الأرشيف الوطنية». وقالت: «أعتقد أنه من العار عدم توافر مثل هذه المحتويات على الصعيد العام».

وعندما تتحدث بروسزكو عن «الصعيد العام»، فإنها تعني بذلك شبكة الإنترنت، حيث قد يبدو للبعض أن جميع مقاطع الفيديو ذات الأهمية الفيدرالية متوافرة هناك بالفعل، ولا يتعين على المرء سوى البحث عنها فحسب. إلا أن هذا بعيد تماما عن الحقيقة. وتحاول بروسزكو من جانبها حث الحكومة للتحرك في هذا الاتجاه.

تعمل بروسزكو متطوعة لحساب «الاتحاد الدولي لهواة المسح الضوئي» (إنترناشيونال أماتور سكاننغ ليغ)، الذي أسسه منذ أمد بعيد كارل مالامود، أحد أنصار توفير المعلومات على الساحة العامة. وينوي الاتحاد رفع مجموعة أرشيفية تضم 3000 أسطوانة فيديو رقمية في إطار ما يصفه مالامود ب-«تجربة ترقيم المصادر الخاصة بالجمهور».

لا تتجاوز الأسلحة التي يعتمد عليها المتطوعون في جهودهم جهاز نسخ أسطوانات فيديو رقمية وحسابا على موقع «يوتيوب». وبالفعل، نجح المتطوعون في نسخ ورفع الكثير من المقاطع المصورة، بينها خطاب للرئيس جون إف كينيدي، وفيلم صامت حول «البعبع الأحمر» الشيوعي، ومقطع فيديو تدريبي حول الزراعة، وفيم أنتجته شركة «ديزني» لصالح الجنود المشاركين في الحرب العالمية الثانية حول كيفية تجنب الإصابة بالملاريا، ناطق باللغة الإسبانية. حتى الآن، لم يثمر المشروع سبقا لافتا للانتباه، لكن ينبغي التنويه بأنه لا يزال في أطوراه الأولى.

وعلق جاستن غريميز (متطوع آخر بالاتحاد) بالقول: «هناك وفرة كبيرة من المعلومات».

ويثبت هذا الاتحاد أن المتطوعين بإمكانهم تحقيق ما تعجز عنه، أحيانا، الأجهزة البيروقراطية، أو لا ترغب في عمله. من ناحية أخرى، من المقرر أن تطرح الحكومة على الكونغرس، هذا الأسبوع، خطة تستمر 10 أعوام تتضمن رؤية لإنشاء موقع للمقاطع الحكومية المصورة «Video.gov»، بحيث ينشر فيديوهات تخص وكالات فيدرالية. ومن المؤكد أن المقترح سيلقى قبولا كبيرا من جانب الأفراد الراغبين في طرح الحكومة مزيدا من المواد على شبكة الإنترنت. لكن مالامود ورفاقه المتطوعين رفضوا الوقوف ساكنين حتى إقرار هذه الخطة.

يقضي مالامود جل وقته في ممارسة ضغوط للسماح للمواطنين بقدرة أكبر على الاطلاع على الوثائق القانونية عبر شبكة الإنترنت. وقد نجح بالفعل في رفع 1300 مقطع مصور من مصادر حكومية أخرى، مثل «الإدارة الفيدرالية للطيران» و«الهيئة الوطنية للمعلومات الفنية». إلا أنه أوضح أن «المصدر الرئيسي يتمثل في الأرشيف».

من أجل رفع أسطوانات الفيديو الرقمية تلك على شبكة الإنترنت، كان بحاجة إلى متطوعين، وعثر على ضالّته المنشودة بالفعل في «كوبينايت»، وهو تجمع شهري لأنصار قانون حقوق الطبع والنسخ كان قد زارهم من قبل في أحد المطاعم قرب «يونيو ستيشن» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبعد شهر من زيارته أعضاء المجموعة، طرح مالامود فكرة المشروع.

رغم أن الفكرة قد تبدو غريبة، خصوصا بالنظر إلى أن المتطوعين لتنفيذها لا يتلقون أجرا، انجذبت بروسزكو، التي تعمل مديرة مشروع لحساب شركة تنموية بمجال الإنترنت، إلى الفكرة. وقالت بروسزكو إنها شرحت لخطيبها أن «عملية نسخ أسطوانات فيديو رقمية قد تبدو عملية مملة، لكن الأهمية الكبرى لا تكمن في النسخ، وإنما في ما تمثله هذه العملية والنتائج المترتبة عليها». وأكدت أن ما تمثله هذه العملية هو القدرة على الوصول إلى المعلومات، وهي بدورها حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي.

رغم أن أسطوانات الفيديو الرقمية الفيدرالية متاحة بالفعل للجمهور، فإنه من الصعب الاطّلاع عليها دون زيارة المرء للأرشيف أو شرائه نسخة عبر موقع «Amazon.com». لكن مع مشروع النسخ الجاري حاليا، لن يحتاج مع الأمر سوى بضع نقرات على جهاز الحاسب الآلي.

شرعت بروسزكو في عملية النسخ الشهر الماضي، وعادت إلى مبنى الأرشيف السبت الماضي لنسخ أسطوانة الفيديو الرقمية الـ50 لها.

وعلقت مازحة: «كارل وعدني بوضع صورتي على ملصقات حال وصولي إلى رقم 50».

وهناك أيضا شارات مضغوطة و«شارات استحقاق عامة»، ترمي جميعها إلى إضفاء قدر من الجدية على الهدف الذي يرمي المشروع إلى تحقيقه، وكذلك خلق روح من المرح.

داخل أظرف حمراء تحمل اسم «فيدفليكس»، يرسل المتطوعون عبر البريد النسخ التي صنعوها من أسطوانات فيديو رقمية إلى منزل مالامود في كاليفورنيا الشمالية، حيث يتولى مهمة رفعها على شبكة الإنترنت، على موقع «يويتوب« وموقع «أرشيف شبكة الإنترنت» وشركة خدمة إنترنت مستقلة. وأكد مالامود أن عمل المتطوعين لا يقلص الحاجة إلى تعزيز الحكومة جهودها في مجال الترقيم.

وأضاف: «أحاول دفع الحكومة إلى تغيير سياستها من خلال توضيح ما يمكنها فعله».

من ناحية أخرى، شدد ديفيد إس فيريرو، مسؤول الأرشيف الوطني، على أن الهيئة تدعم تماما ما تفعله هذه المجموعة من المواطنين. وقال: «يتمثل هدفي في إتاحة أكبر محتوى ممكن إلكترونيا». واستطرد موضحا أن نسخ «فيدفليكس» عالية الجودة بما يكفي بحيث لن تُضطرّ هيئة الأرشيف إلى نسخها مجددا.

بدأت مجموعة المتطوعين عملها بـ3000 أسطوانة فيديو رقمية تقريبا، لأنها الأيسر من حيث النسخ. لكن لا يزال الطريق طويلا، حيث يعتقد أن الأرشيف الوطني يضم أكثر من 200.000 فيديو. وتعلق بروسزكو بقولها: «من خلال معرفتي بكارل أعتقد أن أمامه خططا أخرى».

* خدمة «نيويورك تايمز»