منطقة خليج سان فرانسيسكو أصبحت مركزا للصحافة غير الربحية

تسعى إلى سد الهوة الناتجة عن انخفاض عدد الصحافيين العاملين في الصحف الإقليمية

TT

خلال 10 أشهر بعد ظهورها، نشرت «كاليفورنيا ووتش»، التي تتبع مركز صحافة التحقيق، ومقرها بيركيلي، 21 قصة إخبارية في صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل». وكان من بين هذه القصص، واحدة تتناول السلامة السيزمية داخل الجامعات والكليات العامة في كاليفورنيا وجرى توزيعه على أكثر من 80 منبرا إخباريا، حسبما ما يقولوه روبرت روزنثال، المحرر التنفيذي في المركز.

ويعد ذلك من الأمثلة البارزة على صناعة جديدة داخل منطقة خليج سان فرانسيسكو: المؤسسات الإخبارية التي لا تهدف إلى تحقيق أرباح.

وبعد قيام الصحف الإقليمية بتقليل عدد الصحافيين الذين يعملون لديها على مدار الأعوام (أفاد إحصاء حديث بأنه يوجد حاليا 500 صحافي يقومون بتغطية الأخبار بالمقارنة مع 900 صحافي قبل أعوام قليلة)، تقوم المؤسسات الإخبارية غير الربحية بالسعي إلى سد الهوة.

ولا تعد المؤسسات الإخبارية التي لا تهدف تحقيق الأرباح شيئا جديدا داخل سان فرانسيسكو، ولكنها اكتسبت أهمية أكبر خلال العام الماضي. وتقوم مجلة «ماذر جونز» ومركز صحافة التحقيق بجمع أموال من خلال مساهمات وأفراد على مدار أكثر من 30 عاما.

وفي القالب الجديد، تقوم المؤسسات الإخبارية غير الربحية ببيع القصص الإخبارية إلى الكثير من الشركاء، مثل الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزة والمدونات ومواقع إخبارية محلية، بدلا من بيعها إلى مؤسسة إخبارية واحدة. وفي تحول ملحوظ، نجد أن المنابر الإعلامية التقليدية التي كانت في الماضي لا ترغب في مقالات غير التي لا ينتجها طاقم كتابها تقوم باستخدام مقالات عكف عليها طرف ثالث.

وتعد صحيفة «باي سيتيزن» آخر مثال على الاتجاه غير الهادف لتحقيق أرباح. ويضمن نشاط «باي سيتيزن» منحة قيمتها 5 ملايين دولار من وارن هيلمان، وهو متبرع خيري ورجل أعمال محلي، وسوف تقدم تغطية للمنطقة تكون متاحة في الأساس على موقعها، بالإضافة إلى الصفحات المحلية داخل صحيفة «نيويورك تايمز».

وبدأت «سان فرانسيسكو بابلك برس» قبل عام، وتسعى إلى إصدار صحيفة في وقت قريب، وكان لديها قصة في ملحق «منطقة خليج سان فرانسيسكو» في صحيفة «نيويورك تايمز»، وكتبت تقريرا خاصا عن تكلفة جسر سان فرانسيسكو - أوكلاند لصالح صحيفة «بانوراما»، وهي صحيفة أصدرتها «ماكوسونيز» التابعة لديف إدغار.

وهناك موقع «Spot.Us»، الذي يجمع الأموال من أجل الصحافيين لينفذوا قصصا إخبارية معينة، ومجلة «ماذر جونز» ومركز صحافة التحقيق، الذي يضم «كاليفورنيا ووتش». وقد قامت إذاعة «KALW»، (91.7 إف إم)، وتمتلكها منطقة التدريس الموحد في سان فرانسيسكو، بتدشين موقع إلكتروني يحتوي على تقارير من برنامج «كروسكرنتس» مع تقارير إخبارية محلية. وتنتج «KQED» أيضا برامج إخبارية محلية تدعمها منح مؤسساتية.

وبدلا من الاعتماد على الإعلانات من أجل تحقيق العوائد، فإن هذه المؤسسات تقوم بجمع أموال من مؤسسات وشركات وأفراد. وعلاوة على ذلك، تقوم ببيع الأعمال الصحافية التي ينتجونها.

وتقول آن غريمز، الصحافية السابقة في «وول ستريت جورنال» والقائمة بأعمال مدير برنامج التخرج في الصحافة داخل جامعة ستانفورد، إن هناك الكثير من العوامل التي جعلت هذه المنطقة ذات جاذبية للقالب غير الربحي. وتضيف أنها تعتقد أن السر الذي يقف وراء ذلك يتضمن العدد الكبير من الأفراد الموهوبين تقنيا، وصحافيين متميزين يبحثون عن عمل وأموال خيرية، بالإضافة إلى الرغبة في تجربة أشياء جديدة.

وتقول غريمز: «إنه سوق تحولت من إحدى أفضل الأسواق الإخبارية إلى إحدى أسوأ الأسواق خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. ولا تخدم السوق المنابر الإخبارية المحلية داخلها، ولذا هناك طلب كبير على الأخبار المحلية».

وتقول غريمز: «كان هناك تحول كبير من جانب المؤسسات الإعلامية الممنوحة بالإضافة إلى هذه المؤسسات الناشئة كي تقيم شراكة وتتعاون». وتضيف: «المؤسسات الإخبارية التي تراجع عدد الصحافيين داخليها مستعدة للتعاون، ويوجد في الكثير من هذه المؤسسات الجديدة مخضرمون متمرسون ولذا تعلم المؤسسات الممنوعة أن المواد جيدة».

ولكن، كم من هذه المؤسسات الإخبارية التي لا تهدف تحقيق أرباح ويمكنها البقاء؟ من المبكر كثيرا تحديد ذلك، ولكن في الوقت الحالي نجدها تتعاون بدلا من أن تتنافس.

ويقول مايكل ستول، المدير التنفيذي في «سان فرانسيسكو بابلك برس»: «نحاول جميعا التعرف على طبيعة السوق، فجميع هذه المؤسسات تتحدث فيما بينها عن التعاون، وكيف يمكن أن يدعم بعضها بعضا، ولا يوجد مقدار كاف من المتبرعين أو الأفراد داخل هذه المؤسسات كي نقوم بشيء وحدنا».

* خدمة «نيويورك تايمز»