«ياهو» تخطط للتوسع في المنطقة العربية

حصلت على حقوق بث ملخصات مباريات الدوري الإنجليزي مجانا على الإنترنت

TT

عندما تشاهد شركة تعلن عن مبادرات مختلفة وربما متباعدة الاهتمام، تستغرب الأمر وتقول إنها ربما تفعل نتيجة أزمة أو عدم وضوح في الرؤية. لكن الأمر لم يكن كذلك مع شركة «ياهو» الإنترنتية الأميركية. فقد كشف مسؤولو الشركة في مؤتمر صحافي عقدوه بلندن أمس عن عدة خطط تتوزع بين تطوير الخدمات والتوسع في السوق ودخول سباق حقوق بث المباريات الرياضية، ووضعوا ذلك كله في إطار المساعي لمجاراة الخدمات المتعددة المطلوبة إنترنتيا وقبل ذلك قطع الطريق على المنافسين.

الإعلان الأهم تعلق بحصول «ياهو» على حقوق بث حصري للقطات مباريات الدوري الانجليزي لكرة القدم على موقعها مجانا، طيلة السنوات الثلاث المقبلة. وذكرت «ياهو» في بيان وزع على الصحافيين أنه بموجب الاتفاق، سيكون بإمكان أنصار الكرة، ابتداء من أغسطس (آب) المقبل، مشاهدة لقطات مدتها خمس دقائق تكون تلخيصا لكل مباراة، على موقعها. وقال نائب رئيسة «ياهو» ريتش ريلي: «إن حيازة حقوق بث الدوري الإنجليزي يظهر جدية (ياهو) في تقديم أحسن محتوى لكل من المستخدمين والمعلنين».

وجاء هذا الإعلان الإعلامي الرياضي في إطار تأكيد مسؤولي الشركة على زيادة التوسع خارج مناطق سوقها المعتادة. وذكرت الرئيسة التنفيذية لـ«ياهو» كارول بارتز، في المؤتمر الصحافي، أنها منذ توليها رئاسة الشركة قبل 16 شهرا، ركزت على التوسع إلى مناطق جديدة مثل شرق أوروبا، وفي الآونة الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضافت: «نريد أن نصل إلى أعداد أكبر من المستخدمين».

وذكرت بارتز لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة صار لديها الآن 15 مليون مستخدم على الأقل في منطقة الشرق الأوسط التي «تعد واحدة من مناطق العالم ذات التوسع الأكثر سرعة». ويعد هذا الرقم في الحقيقة نتيجة عملية استحواذ قامت بها «ياهو» في الآونة الأخيرة، واشترت من خلالها شبكة «مكتوب» بمبلغ 85 مليون دولار. ويعتبر موقع مكتوب من أول المواقع العربية التي وفرت خدمة البريد الإلكتروني وكان انطلق عام 1997. وتملك «ياهو» حاليا مكتبين في المنطقة العربية أحدهما في دبي والثاني في العاصمة الأردنية عمان. وذكر أعضاء في الفريق المساعد لبارتز لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولين في الشركة يعتزمون زيارة دبي خلال الأسابيع المقبلة للوقوف على المكتب وبحث تطوير خدماته. وقالوا إنهم يخططون لإدخال خدمات باللغة العربية، دون تقديم تفاصيل.

ويأتي استحواذ «ياهو» على موقع «مكتوب» بعد إتمام صفقة أخرى وإن كانت بحجم أكبر. ويتعلق الأمر بالاتفاق الذي أبرمته «ياهو» مع «مايكروسوفت» قبل نحو شهرين بهدف إطلاق محرك للبحث المشترك بين الشركتين. وصرح أعضاء في الشركتين أن المحرك سيصبح المنافس القوي لشركة «غوغل» العملاقة. ويتوقع إنهاء كامل العملية بحلول مطلع عام 2012.

وأشارت بارتز إلى التفريق بين المستخدمين الدائمين والمؤقتين لموقع شركتها، فقالت إن هناك 15% فقط ممن يستخدمون «ياهو» ولهم ولاء للموقع، بينما الآخرون يدخلونه من حين لآخر وسرعان ما يبحثون عن مزودين آخرين. وتحدثت بارتز مطولا عن الفترة التي قادت فيها الشركة منذ أكثر من عام، وعن تركيزها على ثلاثة مجالات: تطوير الصفحة الرئيسية للموقع والإعلانات والمحتوى.

وبخصوص تطوير الصفحة الرئيسية للموقع، قالت بارتز إن الشركة تخطط لجعل الصفحة متنوعة من شخص لآخر. وقالت «إن رؤيتنا هي أن يكون هناك إنترنت لكل شخص»، مشيرة إلى خدمة ستطلق باسم «إنترنت وان». وأضافت: «كل واحد من الناس له اهتمامات مختلفة، الصفحة التي تفتحها يجب أن تكون خاصة بك وحدك».

وشددت على عزم فريقها تطوير شكل الصفحة، أخذا في الاعتبارات اختلاف شرائح المستخدمين. وقالت: «إننا نولي اهتماما كبيرا لاختلاف اهتمامات الجنسين، وهو أمر لا يلاحظه المستخدمون». وذكرت مثلا أن القائمين على الموقع يلاحظون أن الرجال يفضلون الأيقونات على يسار الصفحة بينما النساء يفضلنها في أعلى الصفحة.

وبلغة توحي بتجاوز الأزمة الاقتصادية، ذكرت رئيسة «ياهو» أن إعلانات الشركة تشهد ارتفاعا بعد السنة الماضية «التي كانت صعبة». وأوضحت أن نصف إيرادات الشركة تأتي من الإعلانات، مؤكدة وجود منافسة قوية في هذا المجال، من عدة شركات وليس فقط من «غوغل».

وكشفت بارتز أيضا عن عدة خطط لتطوير محتوى الموقع بما في ذلك خدمات بلغات أجنبية مثل العربية. وشددت على عزم الشركة التركيز على الأخبار التي تهم الناس في مناطقهم المحلية. وقالت في هذا الشأن: «الأخبار المحلية تعد مهمة بالنسبة لـ(ياهو) في خططها المستقبلية».