زملاؤه لـ «الشرق الأوسط»: ريمنيك قبضة من حديد وشعلة نشاط لا تخبو

TT

* يعمل ديفيد ريمنيك محررا بمجلة «نيويوركر» منذ عام 1998، وقد حصل على جائزة «بوليتزر» في الصحافة، ويعمل في المجلة منذ عام 1992، حيث يكتب التقارير، ويقوم بالتحرير.

في عام 2009 تراجعت صحف الإعلانات داخل المجلة بنسبة 24 في المائة، وهو أقل قليلا من متوسط التراجع داخل هذا القطاع. ولكن، تمكن ريمنيك من تحقيق أرباح تشغيل بسيطة بتقليل التكلفة. وكانت هذه الخصومات تعني أن مجلة «نيويوركر» هي المجلة الوحيدة التابعة لـ«كوندى ناست» التي تمكنت من تجنب خصومات في الميزانية العام الماضي.

يركب ريمنيك المترو عند ذهابه إلى العمل بدلا من السيارة، ولا يحيط نفسه بعناصر الترف التي تحيط شخصيات بارزة، من بينهم سلفه تينا براون.

في أثناء توليه منصب محرر المجلة، ألف ريمنيك كتابه السادس «الجسر»، وهو عبارة عن سيرة جاءت في 672 صفحة تتناول حياة الرئيس أوباما والهوية العرقية، مع لقطات من الساحة السياسية الكينية، والدراسة القانونية، وبحث أمه حول مهنة الحدادة في إندونيسيا، بالإضافة إلى بعض أشكال المزاح التي كان يستخدمها أوباما مع رفاقه.

يقول زميله لورانس رايت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن ريمنيك من جيل رؤساء التحرير العظام، الذين يتركون خلفهم بصمة في مهنة المتاعب، مشيرا إلى أن «نيويوركر» عُرفت بعدد كبير من مشاهير رؤساء التحرير، آخرهم ريمنيك.

ورايت صحافي يعمل في نفس المجلة وهو متخصص في الكتابة عن «القاعدة»، وآخر كتبه قبل عامين «البروج المشيدة»، ويناقش فيه السياق العام من أحداث وأفكار، وأشخاص كهؤلاء الذين جعلوا من حادثة 11 سبتمبر ممكنا. يقول رايت: «أنا سعيد بالعمل تحت رئاسته، وكصديق أيضا. أجمل ما فيه أن وقته كله يخصصه للمجلة والعاملين فيها، وبسبب ذلك ليس لديه الوقت الكثير للكتابة عما يجول في خاطره أو معلقا على مجريات السياسة العامة.

أما زميله في العمل الصحافي جورج بيكر فقد طلب لحظات من التفكير قبل أن يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن ريمنيك الصديق والرئيس، فيقول إن قلبه وبابه مفتوحان دائما للمحررين، وهو مستعد للحوار حول أي فكرة تهم مصلحة العمل أو تدفعه إلى الأمام، وهي يعطي مساحة كبيرة من الحرية للكتاب والصحافيين في طرق موضوعاتهم، رغم أنه حقيقة يمسك بقبضة من حديد على أمور المجلة التحريرية والمالية والإدارية، وهو لا يكلّ من العمل، هو شعلة نشاط لا تخبو، وحتى اليوم ما زلنا نسال أنفسنا كيف كتب كتابه الأخير «الجسر»، وهو يذهب إلى المجلة كل صباح ويراجع الموضوعات اليومية وشؤون المجلة، أين وجد الوقت؟ لا نعرف!».

وتَشكّل أسلوب ريمنيك الإداري داخل صحيفة «واشنطن بوست»، وهو المكان الذي عمل فيه بعد المرحلة الجامعية. وأصبح مراسلا لصحيفة «واشنطن بوست» في موسكو قبل أن يرحل إلى مجلة «نيويوركر». وتحت إدارة ريمنيك ارتفع معدل توزيع «نيويوركر» بنسبة 23 في المائة ليصل إلى أكثر من مليون نسخة، على الرغم من مضاعفة سعر المجلة، مع أن المبيعات من خلال الأكشاك انخفضت أخيرا (بالمقارنة مع النصف الأول من عام 1999). وقد هدأ الطنين الذي كان يسيطر على المجلة إبان إدارة براون، وكان من الأشياء البارزة التي جذبت الانتباه غلاف لـ«نيويوركر» في عام 2008 ظهر فيها أوباما يلامس بقبضة يده قبضة يد زوجته، ولكن حل محل ذلك تحقيقات صحافية مثل تحقيق سيمور هيرش عن العراق وجين ماير عن التعذيب والإرهاب.

ويحمد له كثير من العاملين في «نيوركر» الذين اتصلت بهم «الشرق الأوسط» في ريمنيك حفاظه على هدوئه داخل المبنى، فهو ثابت لا تفلت أعصابه وقادر على أغلب المشكلات الإدارية كما يقول أحد الصحافيين. واستمر ريمنيك في الكتابة، وكانت الثمرة كتابه السادس «الجسر». ولم تكن المشكلة بالنسبة إلى ريمنيك في إمكانية تأليف الكتاب في أثناء إدارة مجلة «نيويوركر»، ولكن كانت في بقاء الرغبة لديه. ويقول: «يجب أن يبقى اهتمامك، وأن يظهر ذلك دوما». وبدا ريمنيك في الكتاب مهتما بالطريقة التي غيّر فيها أوباما من أسلوبه من دون التخلي عن حقيقته. وقد ألف ريمنيك العمل الدؤوب كصحافي، ولذا يبدو أنه لا يتعب من هذا العمل. ويقول المقربون منه لـ«الشرق الأوسط» إنه «رجل بسيط للغاية يتجنب الذهاب إلى كبرى المطاعم في المدينة، مفضلا (كويست)، وهو مقهى أميركي متوسط المستوى يقع إلى جوار منزله».