الشبكات التلفزيونية تعتمد الأفكار المألوفة لمسلسلاتها

توقعات أن تشهد الفترة المقبلة منافسة حادة على الساعة 8 ـ 9 من مساء الخميس

أصبحت المسلسلات التلفزيونية تدور حول رجال الشرطة والمحامين والأطباء والجواسيس وتلك التي تدور حول الأصدقاء والأزواج («نيويورك تايمز»)
TT

مثلما يمكن تقسيم ما يأكله الناس إلى مجموعات غذائية أساسية، يمكن أن ينطبق الأمر ذاته على ما تعرض شاشات التلفزيون. ومن بين الأشياء الأساسية على جداول المواعيد، المسلسلات التي تدور حول ضباط شرطة ومحامين وأطباء وجواسيس، وتلك التي تدور حول الأصدقاء والأزواج.

وفي الوقت الذي تنظر فيه الهيئات داخل ماديسون أفينيو إلى قوائم الطعام، أو بالأحرى برامج الموسم الجديد التي عرضتها الشبكات الكبرى الأسبوع الماضي خلال ما يعرف باسم اجتماع «اتفاقات الإعلانات المسبقة» (أطلق هذا الاسم لأن المحادثات والصفقات ذات الصلة تتم قبل بدء الموسم التلفزيوني) تجد هذه الهيئات مسلسلات تتناول الحياة اليومية الواقعية خلال العام 2010 ـ 2011.

وتقول شاري آن بريل، المحللة في قطاع الإعلام: «في الوقت الحالي، أجدها ممتزجة مع بعضها البعض، مثلما يحدث عندما تمتزج نكهات مختلفة من الآيس كريم عند ذوبانها. وربما عندما أرى النماذج الأولية، سيمكنني التميز فيما بينها».

ولكن ربما تكون الأفكار المألوفة هي الاتجاه الصحيح، ويقول مسؤولون تنفيذيون إنه عندما تكون هناك ضبابية اقتصادية، يبدو أن المستهلكين والمعلنين يتوقون إلى عناصر ترفيه أشبه بالأطعمة سهلة الإعداد.

ويقول بيل كونيغسبورغ، الرئيس التنفيذي لـ«هوريزون ميديا» في نيويورك: «نشعر وكأننا عدنا مرة أخرى إلى عام 1998»، وتساءل: «هل ستكون هناك مسلسلات كثيرة عن الشرطة أو المحامين؟» ومن بين المسلسلات البوليسية ومسلسلات الجرائم الجديدة يأتي «ديترويت 1 ـ 8 ـ 7» على «إيه بي سي»، وهي جزء من شركة «والت ديزني»؛ و«بلو بلدز» و«هاواي فيف أو» على «سي بي إس»، التي تتبع شركة «سي بي سي كوربوريشن»؛ و«غوود جايز» و«ريد ألونغ» على «فوكس برودكاستينغ»، التي تمتلكها «نيوز كوربوريشن»؛ و«ذي كيب» و«تيز» و«لو آند أوردر: لوس أنجليس» على «إن بي سي»، وهي جزء من شعبة «إن بي سي يونيفرسال» التابعة لـ«جنرال إلكتريك».

ومن بين المسلسلات القانونية الجديدة «ذي هول تروث» على «إيه بي سي» و«ديفندرز» على «سي بي إس» و«هاريز لو» و«أوت لو» على «إن بي سي». والممثلون غير الأطباء الذين سيجسدون أدوار أطباء على شاشات التلفزيون سيظهرون في مسلسلات جديدة مثل «بودي أوف بروف» و«أوف ذي ماب» على «إيه بي سي».

ومن بين المسلسلات الجديدة عن الجواسيس والتجسس يأتي «نيكيتا» على «سي دبليو»، التي تمتلكها «سي بي إس» و«تايم وارنر»؛ و«ذي إفينت» و«ياندركفرز» على «إن بي إس». وتضم قائمة الكوميديا الجديدة التي تركز على العلاقات «بيتر توجذر» و«هابي إندينغز» على «إيه بي إس»؛ و«مايك آند مولي» على «سي بي إس» و«ميكسد سينغالز» و«رينينغز ويلد» على «فوكس»؛ و«فريندز ويذ بينيفيتس» و«لاف بيتس» و«بيرفيكت كابلز» على «إن بي سي».

ويقول ستيف ستيرنبورغ، وهو محلل إعلامي يكتب على مدونة «ستيرنبورغ ريبورت» في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «تشاهد الشبكات والاستوديوهات نجاح (غوود ويف) على (سي بي إس)، وهو عن محام، ونجاح (كاسل) على (إيه بي إس) ، وهو عن شرطي، وتقول لنرجع إلى المسلسلات القانونية والبوليسية، مشيرا إلى مسلسلين حاليين سيعودان خلال الموسم المقبل».

ويقول ستيرنبورغ إنه في بعض الليالي تتنافس بعض المسلسلات المتشابهة على جذب الانتباه. وأشار إلى الساعة العاشرة مساء الاثنين، عندما تدخل المسلسلات «كاسل» و«تشيز» و«هاواي فيف أو» في منافسة مع بعضها البعض، وإلى العاشرة مساء الأربعاء عندما تتنافس أيضا المسلسلات «ديفيندرز» و«هول تروث» و«لو آند أوردر: لوس أنجليس».

ويتوقع ستيرنبورغ أن الفترة التي ستشهد أكبر منافسة خلال الموسم الجديد ستكون من الثامنة مساء حتى التاسعة مساء يوم الخميس. وستزداد حدة المنافسة بدرجة كبيرة لأن «سي بي إس» ستنقل عرض مسلسل «ذي بيغ بانغ ثيوري» ـ وهو مسلسل سيت كوم (كوميديا الموقف) الذي حقق أعلى معدلات بين الفئة العمرية من 18 إلى 49، وهي الفئة المفضلة لدى أصحاب الإعلانات – إلى الساعة الثامنة مساء الخميس بدلا من الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين.

وسيلحق بـ«بيغ بانغ» مسلسل سيت كوم جديد يظهر فيه الممثل البارز ويليام شاتنر وهو «بليب ماي داد سايز». ويقول مارك بيرمان، وهو محلل تلفزيوني لدى دورية «ميديا ويك»، إن هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيه «سي بي إس» كوميديا موقف في هذه الساعة منذ 1965 - 1966 عندما كان يعرض «ما ثري سنز» بعد «جيليغانز أيلاند».

وسيواجه المسلسلان الكوميديان على «سي بي إس» مسلسلا جديدا على «إيه بي إس» وهو مسلسل «ماي جينيريشن»، الذي يدور حول أصدقاء يجتمعون مجددا بعد مرور عشرة أعوام على تركهم المدرسة العليا، بالإضافة إلى مسلسلات تعود من جديد مثل «فامبير ديرز» على «سي دبليو» و«بونز» على «فوكس» ومسلسلي سيت كوم وهما «كوميونيتي» و«30 روك» على «إن بي إس».

وتعلق مورين بوستي، نائبة الرئيس التنفيذي ومديرة البث الوطني في «أوبتيميديا يو إس» داخل نيويورك قائلة: «تتخذ (سي بي إس) بخطوة هامة». وتتبع «أوبتيميدا يو إس» وحدة «زينيث أوبتيميديا»، التي تتبع «بوبليسيز غروب».

وأضافت: «دائما ما كان الخميس يوم منافسة»، لأن الشبكات تميل إلى عرض مسلسلات بارزة في تلك الليلة لجذب أصحاب الإعلانات مثل تجار التجزئة وشركات السيارات، حيث يرغب هؤلاء في الوصول إلى المستهلكين الذين يخططون لعطلاتهم الأسبوعية.

وتقول بوسيتي: «كان هناك مقدار كبير من المحتوى القوي»، في اجتماع «اتفاقات الإعلانات المسبقة» في ليال مثل ليالي الثلاثاء والأربعاء والجمعة والخميس. وقالت إن يوم الجمعة شجعها، حيث توجد أشياء جديدة مثل «بلو بلادز» و«بودي أوف بروف» و«أوتلو»، حيث كانت هناك مخاوف من أن الشبكات ستقلل البرامج الأصلية في تلك الليلة إثر التراجع الأخير في المعدلات الخاصة بليلة الجمعة.

ويقول بيتر غاردينر، الشريك والمسؤول الإعلامي داخل «ديوتش» في نيويورك التي تتبع «إنتر بابلك غروب أوف كامبنيز»، إن «هناك زيادة في الاستثمار في المسلسلات». وأضاف: «يظهر ذلك ثقة من جانب الشبكات التي تدرك أن المسلسلات الرائعة يشاهدها عدد كبير من الناس».

ويقول غاردينر إن «إن بي سي» شكّلت الحالة المزاجية يوم الاثنين الماضي، وهو أول أيام اجتماع «سوق الاتفاقات المسبقة» عن طريق تقديم قائمة بمسلسلات أنتجتها «أسماء كبيرة في القطاع» من بينهم جاي جاي إبرامز بمسلسل «إندركفرز» وجيري بروكهيمر بمسلسل «تشيز» وديفيد كيلي بمسلسل «هاريز لو».

وقال عندما استبدلت «إن بي سي» «جار يلينو شو» ببرامجها في الساعة العاشرة من يوم الاثنين حتى يوم الجمعة: «إنه تحول بمقدار 180 درجة عن العام الماضي».

وكما هو الحال مع بريل، قال المسؤولون التنفيذيون الآخرون إنهم يفضلون مشاهدة حلقات أولية من المسلسلات الجديدة قبل إصدار تقييم. وقال كونيغسبورغ: «أتمنى لو كانت لدي بلورة سحرية». وأضاف أن مسلسل السيت كوم «مايك آند مولي» على «سي بي إس» في التاسعة والنصف من يوم الاثنين «يعد تحولا كبيرا» لأنه من إنتاج توك لور، منتج «بيغ بانغ» و«تو آند هاف مين»، الذي سيتبعه في الجدول الزمني.

وتقول بوسيتي إنها كانت تتطلع إلى بعض المسلسلات «عالية الحركة» مع «جودة سينمائية» مثل «ذي إفينت» في التاسعة من مساء الاثنين على «إن بي إس» و«نيكيتا» في التاسعة مساء الخميس على «سي دبليو». وكررت بريل ذكر «نيكيتا»، مضيفة: «أحب أن أرى الأشياء تنفجر».

ويقول الكثير من المسؤولين التنفيذيين إنه من السيئ بالنسبة إلى «غوود غايز»، الذي تخطط «فوكس» عرضه في التاسعة مساء الجمعة، أن تأتي الحلقة الأولى في عرضه خلال الربيع والصيف بالمرتبة الرابعة ضمن الأشياء التي تعرض في الفترة نفسها وذلك خلال العرض الأول له يوم الأربعاء.

* خدمة «نيويورك تايمز»