8 قواعد أساسية للنهوض بـ «نيوزويك»

بعد الحديث عن بيع وشيك للمجلة الشهيرة

قواعد أساسية واجب اتباعها للنهوض بمجلة «نيوزويك» لمواكبة مثيلاتها
TT

ربما يتمكن شخص ما، غير صحيفة الـ«واشنطن بوست»، في وقت ما من هذا الصيف، من امتلاك مجلة «نيوزويك» الشهيرة. وعندما تناولت، في عمودي الأسبوعي، البيع الوشيك للمجلة، تحدثت بصورة فلسفية عن رؤيتي لمجلة أسبوعية في عام 2010 وأسهبت في الحديث عن التغيرات الأخيرة في إعادة تصميم المجلة التي كانت رديئة.

ولا حاجة بي للقول إن الانتقادات طالت محتوى المجلة نفسها، مما دفع أحدهم إلى التساؤل متعجبا: «حسنا، لو أنك كنت في (نيوزويك)، فماذا كنت ستفعل عندئذ؟» أجبت الرجل بأني كاتب رأي وأن على القراء أن يحملوا ما كتبته إلى الاتجاه الآخر.

لكن السؤال أثار مسألة مشوقة وهي سهولة توجيه الانتقادات لمجلة - أي مجلة - في الوقت الذي تخوض فيه مع قرائها منافسة رقمية وثقافة ممزقة. أو كما قال جون ميتشام في مجلة «نيوزويك» عن التسرب النفطي في افتتاحية المجلة: «أحد أقسى الأشياء في الحياة المؤسسية يكمن في تصحيح المسار في منتصف العملية». لذا، وجهت السؤال إلى نفسي هذه المرة: ما الذي يمكن أن أفعله؟

فكرت في الأمر مليا وخرجت بعدة انطباعات، لكن هذه الانطباعات لم تكن سوى مجرد البداية:

1 - «نيوزويك» مجلة نعم هي علامة تجارية، لكنها مجلة.

مهما كان عظم الأرباح التي تجنيها «نيوزويك»، فالسواد الأعظم من هذا الدخل يأتي من المنتج المطبوع. لذا، عندما اقترح الكثير من الخبراء سهولة التخلي عن النسخة المطبوعة والنفقات المرتبطة بها، فإن موقع الإنترنت المسمى «نيوزويك» سيكون صغيرا ولن يجلب سوى جزء بسيط من الدخل، وربما يصبح الاسم أكثر معنى على الإنترنت، ولكن كي تنجح الـ«نيوزويك»، يجب على المرء أن يكون على بينة في كيفية إضفاء التشويق إلى المجلة.

2 - البحث عن المسار قررت القيادة الحالية لمجلة الـ«نيوزويك» الابتعاد عن نهج مجلة الـ«تايم»، مما يعني الابتعاد عن تقديم تحليلات شاملة ومتعمقة لأهم أحداث الأسبوع، لكن على الرغم من هذه الجهود لا يمكنها أن تتحول إلى مسار الإكونومست، فتلك المكانة تشغلها مطبوعة أخرى بالفعل. فمجلة «نيويوركر» تستخدم قوة أدبية طاغية في إيقاعها الأسبوعي، بينما تغص مجلة «ذا ويك» بالتفاصيل الشائقة التي تسهل من قراءة المجلة.

3 - التحول عن كثرة الظهور على شاشات التلفزيون ظهور المحررين والكتّاب على التلفزيون أكثر من الأفراد الذين يعملون في التلفزيون لا يساعد المجلة. ولو أن كثرة ظهور المحررين في مجلة يزيد من عدد المبيعات لكانت مجلة الـ«نيوزويك» في كل مكان.

ربما يكون ذلك في صالح الكاتب، لكنه بالطبع لن يكون في صالح القارئ، فها هو فريد زكريا يكتب مقالا آخر له عن تكلفة السياسة الخارجية يقوم على العداء، وافتتح مقاله بالقول: «يقولون إن صورة تساوي ألف كلمة».

أعتقد أن محرري وكتّاب الـ«نيوزويك» يقولون: إذا أردنا من الناس أن تقرأ ما تكتب يجب أن تكتب افتتاحية قوية. لكن إذا لم يولِ الكتاب والمحررون المجلة، فلماذا يبادلهم القراء الاهتمام أيضا؟

4 - القيام بالأشياء البسيطة بصورة جيدة عندما تمتدح المقالات الافتتاحية في الـ«نيوزويك» مجلة نيويورك التي يرأسها آدم موس، فإن جزءا مما يكتبون حوله لا يدور حول ملامح الازدهار الكبير الذي شهدته المجلة، بل ما تحويه بالمجلة من التعليق على الرسوم الهزلية الصغيرة المثيرة للاستفزاز، وصحافة الخدمة التي تقدم بصورة راقية وجذابة.

وبالمقارنة، فإن ألفاظ «نيوزويك» مشتقة من قرن سابق، ولا يعكس أيا من تأثيرات الإنترنت على تصميم المجلة المطبوعة. فلا وجود لصفة مميزة للمجلة: لا وجود لمقاطع صغيرة وكبيرة في الصفحة أو بعضا من الرسوم الهزلية ضمن المواضيع المرتبطة بالمواضيع الداخلية.

5 - التخلي عن عنجهية الـ«نحن» مسار «نيوزويك» في تقديم صحافة الرأي بإخبار القارئ «ما نراه بشأن هذا العالم»، يشير إلى منهجية ديمقراطية أكثر إثارة للجدل، فالتهليل والتفخيم في استخدام الضمير «نحن» لا يوحي بالتواصل على الإطلاق، بل إلى نهج ديمقراطية أكثر إثارة للجدل.

لا ينبغي على المجلة أن تجاهد لتبدو عصرية أو التضحية بالسلطة، فمجلتي «إسكواير» و«إنترنتينمنت ويكلي» مثالان على العلامات التجارية التي تطورت لتنتهج طريقة أكثر حداثة في إشراك القارئ.

6 - المزيد من النساء بالحديث عن مجلة «إسكواير»، ربما تلك هي المجلة الوحيدة التي يعمل بها عدد من النساء أكبر من الـ«نيوزويك»، فالكثير من المقالات الافتتاحية في «نيوزويك» تكتبها سيدات، وهناك بعض الصحافيين الجيدين الذين يكتبون في مواضيع عامة مثل نانسي كوك وليزا ميلر، وراينا كيلي، وشارون بيغلي، لكن الرجال هم العنصر الغالب في المجلة.

وكما تظهر مجلة «نيوزويك» ذاتها، فإن ستة من بين 94 قصة غلاف حملتها المجلة العام الماضي كتبتها سيدات. ومهما كانت الأسباب، فهناك الكثير من السيدات الموهوبات في المجلة مثل: جسيكا بنيت، وجوليا بايرد، اللتين اتجهتا إلى كتابة حلقات «الجنس والمدينة».

7 - الابتعاد عن السرعة، والمزيد من التأني لو أن لنا أن نتعلم درسا من الإخفاق الذي منيت به «بريتش بتروليم»، فهو أن الحكومة قامت بدور المتفرج لا المشارك في الأحداث كبقيتنا. وإذا أردت أن تكون مجلة تقرأ وسط هذه الأحداث، فلتحاول التأني في الكتابة حتى تلم بكل جوانب الأمر، إذ يمكن أن تجعل مشاركات مجموعة من القراء الأذكياء من فونكس وميامي وأوستن وتكساس - الذين يسهل العثور عليهم في عصر الإنترنت - من المجلة مجلة وطنية، وكذا تقديم أصوات مختلفة إقليميا.

8 - التخلي عن العادات البالية في حلتها الجديدة، تبنت «نيوزويك» تقليدا جديدا عندما استبدلت بالتقارير المتعمقة، باب «هذا ما نعتقده»، لكن إرث تصميم المجلة ونهجها لم يشهد سوى عدد من التغيرات البسيطة ولم يتم تغييرها كلية. من بين الأمور الأخرى عدم توافق الصور مع المواضيع، فبدلا من استخدام صور كبيرة تجذب انتباه القارئ يتم استخدام صور صغيرة دون اكتراث.

في المجلات، دائما ما يكون الوقت إما عدوا أو صديقا، فأنت دائم اللهاث أربع وعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع، لكن التوقف لالتقاط الأنفاس يمكن أن يوفر فترة راحة غاية في الأهمية.

والتوقف للحظات يمكن أن يقدم لنا الرؤية الصحيحة التي تعمل على إعادة تشكيل الأحداث التي نظن أننا نعرفها بالفعل.

وعندما يقع حدث مهم - هجمة على الأراضي الأميركية أو أحداث جسيمة أخرى - ربنا يكون من الأفضل التركيز على هذا الحادث بعينه وتخصيص العدد بأكمله لقضية واحدة.

* خدمة «نيويورك تايمز»