المدونات الرياضية تزاحم الصحف على قرائها

يحررها ويقرأها مشجعون.. وتحظى بمتابعة شركات الأبحاث التسويقية

TT

يوم الخميس الماضي، سجل كوبي براينت 30 نقطة خلال مباراة في نهائي بطولة تابعة للرابطة الوطنية لكرة السلة. وفي تلك الليلة جذبت المدونة «سيلفر سكرين آند رول»، وهي مدونة مخصصة لنادي «لوس أنجليس لايكرز» ما يزيد على 3500 تعليق. ويأتي هذا الموقع الشهير ضمن أكثر من 250 موقعا رياضيا تمتلكهم شبكة «إس بي ناشين»، ومعظم هذه المواقع متخصص في تغطية أخبار فريق واحد فقط. ولا تزعم هذه المواقع، التي يكتبها مشجعون من أجل مشجعين، أنها تأتي بأخبار جديدة أو تحصل على انفرادات، ولكنها تمثل مكانا رقميا يفرغ فيه ذوو الميول المشتركة أفكارهم. وحتى الآن، يوجد في الخدمة ما يكفي لجذب الانتباه. وحسب ما أفادت به «كومسكور» في أبريل (نيسان)، تمكنت الشبكة من جذب 3.6 مليون زائر فريد إلى مواقعها الواحد والعشرين الأكثر رواجا، وهي المواقع الوحيدة التي تتابعها شركة أبحاث تسويقية.

وفي الوقت الحالي، تهتم الشركة بالنشاط الرياضي الإقليمي، وستقدم 20 موقعا جديدا خلال الأسابيع الكثيرة المقبلة ستكون متخصصة في جميع الألعاب الرياضية داخل مدينة محددة، بها تنوع مثل نيويورك وكنساس سيتي.

وتضاف المواقع الجديدة إلى قائمة متنامية من المنافسين للصحف اليومية المتوسطة الحجم، التي كانت في الماضي تتمتع بما يشبه احتكارا على التغطية المحلية. وقد اضطرت الكثير من الصحف خلال الأعوام الأخيرة إلى تقليل عدد العاملين فيها، ولم تسلم أقسام الرياضة من ذلك.

ويقول تيموثي فرانكلين، مدير مركز الصحافة الرياضية الوطني في جامعة إنديانا والمحرر السابق في «بالتيمور صن»: «توجد ضغوط على أقسام الرياضة في الصحف من جميع الاتجاهات». ويقول جيم بانكوف، رئيس الشركة والمسؤول التنفيذي السابق في «إيه أو إل»: «يوجد تركيز أقل على تغطية الأنشطة الرياضية الإقليمية، ونعتقد أننا نلبي حاجة مهمة، ونقوم بذلك على نحو مختلف، ونعتمد في ذلك على الانطلاق من القاعدة إلى القمة بدلا من الانتشار من القمة إلى القاعدة».

وقد قطعت الشركة، التي تتخذ حاليا من واشنطن مقرا لها، شوطا طويلا منذ انطلاق موقعها الأول (AthleticsNation.com) عام 2003. وقام تيلر بليسزينكي وماركوس مولتيساس زونيغا (مؤسس مدونة «ديلي كوس» الليبرالية المشهورة) بإنشاء الشركة، وكانت التوسعات فيها بطيئة في البداية، ويضم المستثمرون «أكسيل برتينر» و«كومكاست إنترأكتف كابيتال» و«آلين آند كومبني».

وقد زادت الوتيرة خال الأعوام الأخيرة، وفي العام الماضي ارتفعت العوائد بمعدل أربعة أمثال، حسب ما قاله بانكوف. وأضاف أنه بحفاظ الكتاب على مسافة بينهم وبين الفريق - نادرا ما يجرون مقابلات مع اللاعبين - كان أحد أسباب النجاح. وأشار إلى أن ذلك سمح للرياضة بأن تكون تعبيرا عن «العاطفة أكثر منها مهنة».

ويقومون بذلك بتكلفة منخفضة نسبيا، فلدى الشركة 29 موظفا يعملون لدوام كامل، ومن بينهم أفراد في مجال التقنية والإعلانات، في حين يحصل معظم المساهمين في مواقع «إس بي ناشين» على رواتب شهرية.

وسيكون لدى كل موقع من المواقع الجديدة محرر خاص به. وسيشرف آل ييلون، على سبيل المثال، الذي يدير موقع «بليد كوبي بلو» المخصص لفريق شيكاغو كبس، على موقع «شيكاغو».

ومن بين المنافسين شبكة «إي إس بي إن»، المتخصصة في الإعلام الرياضي، التي بدأت أول موقع إقليمي تابع لها العام الماضي لشيكاغو، وانتقلت بعد ذلك إلى مدن أخرى. وتقدم مواقع الفرق الرسمية، لا سيما تلك التي يديرها «دوري البيسبول الأعلى»، مقالات وصور ومقاطع فيديو.

وقلصت الكثير من الصحف المساحة المخصصة للأنشطة الرياضية داخل المدارس العليا. وبدأت بعض المواقع الإلكترونية في شغل هذا الفراغ مثل «DigitalSports.com» «HoosierAuthority.com».

ويعتمد موقع «DigitalSports»، وموقعه «إوينغ» داخل نيوجرسي، بدرجة كبيرة على محتوى ينتجه المستخدمون - عادة مدرسين وأولياء أمور وطلبة - لتوفير تغطية للأنشطة الرياضية بالمدارس العليا. وتقول إنجيلا واتس، محررة المحتوى داخل «DigitalSports» والمحررة السابقة بصحيفة «واشنطن بوست»: إن التغطية مختلفة عن تلك التي يقوم بها محرر محترف «ولكن إذا كان في استطاعتنا الحصول على 20 شخصا داخل كل مدرسة يكتبون، فإن هذه منافسة للصحف». وتعد أقسام الرياضة سلعة منخفضة التكلفة بالنسبة للصحف، دائما ما تكون معها إعلانات متقطعة لإطارات وسيارات. وتفضل شركات التجزئة الكبرى عادة أن تكون في القسم الأساسي أو داخل أقسام التحقيقات في الصحف. ولكن تكون التغطية عنصر جذب للقراء، سواء في الدوريات المطبوعة أو على شبكة الإنترنت. وعندما يكون أداء فريق محلي جيدا، فإن نسبة القراء تزيد.

ويقول بانكوف إنه لا يجب على الصحف أن تخشى على نشاطها، وأنهم سيكونون سعداء بالعمل مع أي صحيفة. ويقول: «في الواقع نحن مكملون لما تقوم به الصحف، فنحن نعتمد على تحيز المشجعين. وتركز الصحف على التغطية الموضوعية، وعندما نجمع بين الاثنين، نحصل على كلا النظرتين».

ويقول إنه من النادر أن ترسل «إس بي ناشين» كتابا ليقوموا بتغطية إحدى المباريات، فذلك بالطبع يساعد على المحافظة على النفقات، كما يحافظ على وجهة نظر المشجعين.

ويقول مارتي كيسر، محرر «جورنال سينتينل أوف ميلووكي» ومحرر الرياضة السابق داخل «شيكاغو صن تايمز»: «طالما أنه لدينا صحافيون لتغطية الفرق أفضل من أي شخص آخر، فلدينا مكان في المستقبل».

وتتمكن مواقع «إس بي ناشين» في بعض الأحيان من الوصول إلى بعض المسؤولين في الفرق. وقد قام بليسزينكي، وهو محرر سابق في «أورانج كونتري ريجستر» ومشجع مخلص لفريق أوكلاند إيه بإجراء مقابلات مطولة مع بيلي بين، المدير العام للفريق. ونشر النص بالكامل على (AthleticsNation.com). ويقول بانكوف إن الشيء الأكثر أهمية الذي تقدمه مواقع «إس بي ناشين» هو مكان للتجمع. ويأمل أن يحدث توسع بعيدا عن الإنترنت.

وفي إطار العرض، ستقوم الشركة باستضافة فعاليات في جميع المدن التي سيغطيها موقع جديد. ويقول بانكوف إن الأمر لن يقف على كونه مجرد احتفالية، بل سيكون جزءا من طريقة عرض المنتج. وأشار في النهاية: «نأمل أن يتجمع الناس حول ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»