كارلوتا غيل.. امرأة على خط النار

خبيرة شؤون الإرهاب في «نيويورك تايمز» لـ «الشرق الأوسط» : أهوى التحقيقات الخطرة من أفغانستان.. وتعرضت للضرب في باكستان

صورة عن أحد التحقيقات التي أجرتها كارلوتا غيل في إحدى مناطق أفغانستان («نيويورك تايمز»)
TT

كارلوتا غال صحافية بريطانية تعمل في أفغانستان منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2001، أي بعد سقوط الحركة الأصولية، وهي ابنة الصحافي المخضرم صانداي غيل الذي لمع كمذيع إخباري في القناة المستقلة «اي تي في».. تعرضت للضرب المبرح في فندقها بالعاصمة إسلام آباد عام 2006 على يد عناصر أمنية، واعتقل مصورها الباكستاني لأنها ذهبت إلى كويتا عاصمة بلوشستان من دون إذن مسبق.

كارلوتا التي حاورتها «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني طلبت عدم نشر صورها في الحوار لأنها ما زالت تعمل في مناطق خطرة داخل أفغانستان، وقد يؤدي نشر صورها إلى تعرضها للخطر.

وتتميز كارلوتا غيل بالجرأة والمثابرة، ورؤوس موضوعاتها تعبر عن كثير من شخصيتها مثل: «طالبان باكستان وأفغانستان توحدان الصفوف لمواجهة أميركا بعد إرسال 17 ألف جندي أميركي إلى أرض المعركة»، و«كابل في يد طالبان بنهاية هذا العام».

وتعنرف الصحافية البريطانية أنها واجهت مواقف صعبة مثل رفض المدارس الدينية السماح لها بالدخول في مالاكاند، واضطرت إلى أن تبعث مراسلا محليا بالأسئلة وجهاز التسجيل إلى مدير المدرسة، وتقول إن أرض المعركة لا تختلف بين القوقاز وأفغانستان وباكستان، فالصحافي على الأرجح معرض للاختطاف، وإن كثيرا من الصحافيين مروا بهذه التجربة الصعبة والمرة في آن واحد في أفغانستان. إلا أنها تشير إلى أن المراسل الصحافي في أفغانستان يجد كثيرا من القصص لتغطيتها، وإنها أرض بكر، وإن العمل هناك أو القصص التي تخرج من هناك مهمة للعالم أجمع. وجاء الحوار على النحو التالي:

* حينما كنت في المرحلة الجامعية كنت تدرسين اللغات، وليس الصحافة، ما النقطة التي قررت عندها العمل كصحافية؟

- كان ذلك بعد نحو 10 سنوات من تخرجي من الجامعة، حيث قررت أن الكتابة لإحدى الصحف هي في الواقع الوظيفة التي كنت أريدها، وقد استمتعت بها. لقد حاولت العمل في مجال الصيرفة الدولية، والإنتاج التلفزيوني، وحاولت العمل كذلك في مجال الأبحاث.

* كيف كان تأثير والدك الصحافي على قرارك بدخول هذا المجال؟

- كان والدي يقول لنا دوما لا تكونوا صحافيين ما لم تكونوا في الواقع تريدون فعل ذلك، لأن العمل في مجال الصحافة لا يدر الربح الكثير، وهو عمل شاق للغاية، وهي بحق مهنة المتاعب. وكان على صواب في ما قال.

أثق تماما أن حياته ومسيرته الصحافية كان لهما تأثير علي، بيد أن تحذيره لي جعلني أبتعد عن المجال الصحافي لفترة طويلة إلى حد ما. ولم أكن أعتقد على الإطلاق أنني لدي موهبة الكتابة. لذا، لم أكن أفكر قط في أن أعمل في المجال الصحافي، إلى أن أدركت أنني مهتمة بهذا الموضوع، وبحياة المراسل في الخارج، حيث السفر والتعرف على الأماكن والشعوب والأحداث.

* ما الذي جعلك ترغبين في تغطية الأحداث السياسية الساخنة وأخبار الإرهاب بدلا من العمل في أي قسم آخر؟

- كان اهتمامي الرئيسي هو السفر وأن أكون مراسلة في الخارج. لم أكن أهتم بالأخبار السياسية في بريطانيا على سبيل المثال. فعندما تعمل مراسلا في الخارج، فإنك تقوم بتغطية جميع أنواع القصص الصحافية من دولة أجنبية، تعيش في هذه الدولة وتتعرف على الحياة هناك، وتكتب عن السياسة والتطورات الاجتماعية والأخبار العاجلة مثل الحوادث والزلازل وغيرها، والأحداث الثقافية، بل وحتى الأحداث الرياضية. لكن سرعان ما اكتشفت أنني أقدر على تغطية الحروب وشعرت بأن هذا العمل مهم للغاية. لذا، كثيرا ما طلبت تغطية مثل هذه الأحداث، واكتشف رؤسائي في التحرير أنني على درجة عالية من الكفاءة تؤهلني لفعل ذلك.

* يقول البروفايل الخاص بك أنك تتحدثين ثلاث لغات (اللغة الإنجليزية والروسية والفرنسية)؛ إلى أي مدى تعتقدين أن معرفتك بهذه اللغات مهم في التحقيقات التي تجرينها، وهل تمكنت من تعلم أي من اللغات الأردية أو الفارسية (الدراي) من خلال تغطيتك للأحداث في أفغانستان وباكستان، أم كان عليك الاستعانة بمترجم؟

- إنه لشيء مثالي أن تتحدث اللغة الشائعة في الدولة التي تعمل فيها كمراسل صحافي، حيث إنك من الممكن أن تفقد الكثير للغاية إذا استعنت بمترجم. تمكنت من العمل في موسكو من دون الاستعانة بمترجم وكان ذلك شيئا مثاليا، لأنني أجيد الروسية، وفي أفغانستان، تعرفت على لغة الداري وبعض من لغة البشتون، لكنني لم أتعلم اللغة الأردية، لذا أستعين بمترجم في معظم الوقت. يتحدث كثير من الباكستانيين اللغة الإنجليزية. وكنت آمل أن يكون لدي الوقت لتعلم على الأقل واحدة من هذه اللغات بصورة صحيحة، لكن وتيرة العمل سريعة ومرهقة للغاية.

* هل هناك أية عقبات خاصة كان عليك التغلب عليها في سياق عملك كمراسلة صحافية في مجال يسيطر عليه الذكور؟

- أجد أن هناك الكثير والكثير من الصحافيين من النساء، على الأقل في وسائل الإعلام الغربية. عندما تنظر إلى المؤسسات الصحافية الأجنبية في كابل أو إسلام آباد تجد أن كثيرا من العاملين لديها من النساء. بكل تأكيد، لم أشعر أنه واجهتني أية صعوبات لكوني امرأة تعمل في الصحف البريطانية والأميركية.

* هل كانت هناك أية عقبات واجهتك كصحافية في أفغانستان؟ على سبيل المثال، هل واجهتك صعوبة في إجراء المقابلات لكونك امرأة، أو هل كان عليك ارتداء الحجاب؟

- هناك إيجابيات وسلبيات في أن تعمل امرأة في أفغانستان أو باكستان؛ حيث يكون في إمكانك أن تصل بصورة أفضل إلى المناطق التي توجد فيها النساء الأفغانيات والأسر في هذه الدولة إذا كان الصحافي امرأة، لكن في بعض الأحيان يرفض بعض أعضاء حركة طالبان وغيرهم من رجال الدين المتشددين السماح لي بإجراء مقابلات أو الدخول إلى عوالمهم. وبصفة عامة، كوني امرأة لا يجعلني أشكل مصدر تهديد أو قلق بالنسبة للناس. لذا، نادرا ما كنت أواجه أية صعوبات في العمل مع المسؤولين أو الشرطة. لكن أود القول إن كوني أجنبية من دولة غربية كان يمثل مشكلة أكبر، خاصة عندما كانت أميركا والمملكة المتحدة تخوضان الحرب في أفغانستان. فبعض الأشخاص لديهم عداء صريح للغربيين، والبعض الآخر يكونون غاضبين للغاية بعد وقوع تفجير أو إطلاق نار.

ومع ذلك، يريدون في الغالب التحدث بشأن ما حدث لهم، ويفهمون أن وسائل الإعلام مستقلة عن الحكومات، وتمثل وسيلة لإيصال أصواتهم، لكن قد يكون ذلك صعبا في بعض الأوقات. والشيء الأكثر صعوبة الآن هو أن أنصار حركة طالبان وتنظيم القاعدة يهتمون باختطاف الأجانب، بل وقتلهم.

وقد تكون هذه هي أكبر مشكلة تواجه الصحافيين الذين يعملون هنا، حيث إن كثيرا من المناطق خطيرة، نظرا للحضور القوي لحركة طالبان. أما عن الحجاب، فأنا لا أرتدي الحجاب، ولحسن الحظ أنه ليس فرضا في أفغانستان أو باكستان. أغطي رأسي في بعض المناسبات، عند إجراء مقابلات مع رجال الدين أو زيارة المساجد.

* بصفتك صحافية غربية، هل حدث من قبل أنك شعرت بمواجهة تهديد خطير؛ على سبيل المثال، تهديد بالقتل أو الاختطاف؟

- كانت هناك أوقات أخبرني فيها المراسلون المحليون أو المترجمون الذين يعملون معنا أننا ينبغي أن نترك مكانا ما، أو أن السكان المحليين وجهوا إلينا تحذيرات. وكانت هذه الأوقات خطيرة. وكنا في بعض الأحيان نصطحب معنا حراسا شخصيين أو نقوم بتغيير طريق العودة. وكانت هناك أوقات كثيرة كنا فيها قريبين للغاية من مواقع التفجيرات الانتحارية؛ وقع أحدها بعد ثوان من دخولنا مقرا للشرطة في قندهار. أعتقد أن تجاربي في الشيشان قد تكون أكثر خطورة حيث إن الحرب كانت عشوائية للغاية.

* إلى أي مدى كان الأمر سهلا أو آمنا بالنسبة لك أثناء السفر من منطقة إلى أخرى في أفغانستان وباكستان؟ هل يتعين اصطحاب حراس شخصيين للقيام بذلك؟

- لم أعد أستعين بالحراس الشخصيين. كنا في بعض الأوقات نستعين ببعض رجال الشرطة في الذهاب إلى بعض المناطق في الجنوب. والآن لا نستطيع الذهاب إلى هناك على الإطلاق، إلا أن نكون في صحبة قوات تابعة لحلف الناتو. أتوخى الحذر بصورة كبيرة في بعض المناطق، وأجري مقابلات داخلها، لكن لا أمكث فترة طويلة في أي مكان. وأحرص دوما على التشاور مع أشخاص من المنطقة وأطلب من شيوخ القبائل أو أعضائها مرافقتنا أو تقديم النصح لنا حول كيفية العثور على المعلومات. وإذا قالوا لنا إن مكانا ما خطير للغاية، لا أذهب هناك.

* قال كثير من الصحافيين إنهم كانوا يشعرون وكأنهم مراقبون من الأجهزة الأمنية، مثل مكتب «إف بي آي» و«سي آي إيه» نتيجة للموضوعات التي يغطونها. هل شعرت بذلك من قبل؟

- لم أشعر من قبل على الإطلاق أنني مراقبة من قبَل مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لكنني لم أعش قط في الولايات المتحدة. بيد أنني شعرت بالضغوط من جانب جهاز المخابرات الداخلية في باكستان. يتم تعقب كثير من الصحافيين إذا حاولوا تغطية مناطق وموضوعات معينة في باكستان، خاصة الموضوعات المتعلقة بحركة طالبان أو غيرها من الحركات الجهادية أو القوميين البلوش. تعرضت للعنف من جانب جهاز المخابرات الباكستانية وتمت مصادرة جهاز الكومبيوتر وجهاز الهاتف الجوال الخاص بي في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2006. بإمكانك أن تعرف التفاصيل من قصة صحافية حول هذه القضية نشرت في شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2007.

* بصفتك صحافية استقصائية، يستغرق كثير من المقالات التي تكتبينها أسابيع أو شهورا من البحث. هل من الممكن أن تشرحي لنا كيف تقنعين مصادرك بتوفير المعلومات القيمة التي تحتاجينها بصورة ملحة ولا تكون في الغالب متاحة بالنسبة للآخرين؟

- كثير من القصص الصحافية التي قمت بتغطيتها كانت حول الظلم، سواء كان موت سائق تاكسي، أو ضحايا مدنيين، أو الأحداث في بلوشستان، لذا كان الناس في الغالب يريدون أن يتحدثوا ويريدون نشر قصتهم. وتبني الجانب الرسمي يعد في الغالب أكثر صعوبة، فتقوم بالمحاولة والسؤال، وقد تعود إلى القصة بعد أسابيع أو شهور. وهذه هي قيمة البقاء لفترة أطول في أي بلد وتكوين معلومات مفصلة.

* في رأيك، ما القصة الصحافية الأكثر فاعلية والأكثر تحديا من بين القصص التي كتبتها حتى الآن؟

- لا أعرف أي شيء بشأن الفاعلية، لكن في ما يتعلق بالتحدي والأهمية، كان في اعتقادي جميع القصص الصحافية التي كتبتها حول الضحايا من المدنيين في أفغانستان من التفجير الأول في حفل الزفاف عام 2002، إلى التفجيرات الضخمة في غرب أفغانستان عامي 2008 و2009، التي كانت مدمرة. وكان من بين هذه القصص أيضا حادثة مقتل ديلاوار وحبيب الله عام 2002، التي تم تجاهلها في ذلك الوقت، وكانت قصة مهمة للغاية، حيث إنها كانت بمثابة إنذار مسبق لما حدث في أبو غريب، وغيرها كثير من حوادث الظلم ضد المعتقلين في غوانتانامو وباغرام.. (ديلاوار وملا حبيب الله، هما معتقلان من الأفغان توفيا متأثرين بجروح متعددة ناجمة عن استخدام القوة أثناء استجوابهما في قسم للعزل الانفرادي في قاعدة باغرام الجوية في ديسمبر «كانون الأول» 2002).

* يتطلب قدر كبير من التحقيقات التي تجرينها السفر إلى دول أخرى، وهو ما قد يكون مكلفا في بعض الأوقات. هل أثر الانكماش الاقتصادي العالمي على القصص الصحافية التي كنت تريدين نشرها أو التحقيقات التي كنت تريدين إجراءها نظرا لمحدودية التمويل؟

- لم يكن هناك أي انخفاض في تمويل التغطية، لكن صحيفة «نيويورك تايمز» تعاني من الانكماش الاقتصادي وبصورة أكبر من الانخفاض في الإيرادات القادمة من الإعلانات والاشتراكات، حيث لجأ مزيد ومزيد من الأفراد إلى قراءة الصحيفة بالمجان عبر الموقع الإلكتروني لها. لقد أغلقنا بعض المكاتب في الخارج، وخفضنا الميزانية في مكاتب أخرى، وعانينا جميعا خفضا في الرواتب.

* هل هناك مناطق خاصة ما زلت بصفة شخصية تريدين تغطيتها؟ أو هل يعتمد الأمر ببساطة على مكان الخبر؟

- هناك كثير من المناطق التي أهتم بالعمل فيها، لكن لا تزال أفغانستان وباكستان الأكثر أهمية حتى الآن.

* في ظل الاستخدام الواسع والضخم لشبكة الإنترنت، هل تعتقدين أن النسخة الورقية المطبوعة من الصحف تواجه تهديدا؟ وما رأيك بشأن القرار المقترح بجعل المحتوى على الإنترنت متاحا للقراء مقابل عائد مادي؛ بدلا من السياسة الحالية لمجانية المعلومات؟

- بكل تأكيد، يحل الإنترنت محل الصحف، لكنني أعتقد أنه سيكون هناك مكان للنسخة المطبوعة. تعتزم صحيفة «نيويورك تايمز» تقاضي بعض الرسوم من القراء مقابل النفاذ إلى النسخة الإلكترونية للصحيفة بداية من العام المقبل، وأعتقد أنه ينبغي لنا القيام بذلك لكي نستمر في العمل. لسنا جمعية خيرية، ولا نستطيع القيام بالعمل الصحافي بالمجان، ولم تعد إيرادات الإعلانات مصدرا كافيا يمكن التعويل عليه لدفع رواتبنا. وأعتقد أن الناس قد يعتادون على دفع مبالغ صغيرة للغاية مقابل قراءة الأخبار، مثل دفع المبالغ مقابل سماع الأغاني على الإنترنت. لا أشعر بالقلق بشأن مستقبل الصحافة لأنني أعتقد أن الكثير والكثير من الناس يقرأون حول العالم، وسيواصل الناس البحث عن الصحافة الماهرة والمحتوى الجيد، لكن قد يستغرق الأمر فترة من الوقت أمام هذا المجال ليعيد هيكلة نفسه ويعثر على وسيلة للبقاء وتحقيق الأرباح، وفي الوقت الحالي يترك بعض الصحافيين المجال ويبحثون عن وظائف في مجالات أخرى، وهو الشيء المحزن.

* هل تعتقدين أن ذلك سيكون له تأثير على القصص الصحافية الاستقصائية التي تعدينها؟

- تعد تكلفة التحقيقات وإرسال مراسلين للخارج تكلفة عالية، وقد تنخفض أعدادهم على مدار الأعوام المقبلة، لكنهم لن يختفوا على الإطلاق، لأن هناك حاجة إليهم وهناك اهتمام كبير من جانب جمهور القراء بعملهم.

* في المملكة المتحدة، فزت بجائزة جيمس كاميرون عن كتابك: «الشيشان: حرب انتصار صغيرة»، نتيجة للتغطية المكثفة التي قمت بها للحرب في الشيشان؛ هل لديك أية خطط لكتابة كتاب يستند إلى التغطية التي قمت بها في منطقة باكستان وأفغانستان؟

- سأنظر في هذا الأمر.

* هل لديك أية نصائح أخيرة توجهينها للصحافيين العرب؟

- فقط تعمقوا في المهنة إذا كنتم، حقيقة، مهتمين بها، لأنها مهنة صعبة. وحاولوا نقل الأخبار كما هي، ولا تحاولوا إرسال رسالة معينة أو الانحياز إلى أي جانب، فقط أظهروا لقرائكم ومشاهديكم ما حدث. ودعوا الأمر لهم كي يحددوا رأيهم بشأن ما تنقلونه.

* كارلوتا غيل في سطور

* كارلوتا غيل صحافية تغطي الأحداث في باكستان وأفغانستان لصالح صحيفة «نيويورك تايمز»، وتعمل في أفغانستان منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2001. ومنذ عام 1999 حتى عام 2001، كانت تعمل في منطقة البلقان، لصالح صحيفة «نيويورك تايمز»، تغطي الحروب في كوسوفا وصربيا ومقدونيا، والتطورات في البوسنة وباقي أنحاء يوغوسلافيا السابقة.

بدأت مسيرتها الصحافية بالعمل مع صحيفة «موسكو تايمز»، في موسكو عام 1994، وقامت بتغطية الحرب الأولى في الشيشان لصالح هذه الصحيفة، من بين قصص صحافية أخرى في أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق. وأثناء هذه الفترة، عملت أيضا كصحافية حرة لصالح صحف بريطانية مثل «الإندبندانت» و«التايمز» و«الصنداي تايمز»، وكذلك صحف أميركية مثل «نيويورك تايمز» و«يو إس إيه توداي» و«نيوزويك». وفي عام 1998، انتقلت غيل إلى صحيفة «فايننشيال تايمز» و«الإيكونوميست»، حيث عملت مراسلة في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى من باكو، وأذربيجان.

وشاركت غيل مع توماس دو وال في تأليف كتاب «الشيشان: حرب انتصار صغيرة» (ماكميلان، المملكة المتحدة، 1996)، الذي نشر أيضا تحت اسم «الشيشان: كارثة في منطقة القوقاز» (مطبعة جامعة نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، 1997). وتم منح الكتاب جائزة جيمس كاميرون في المملكة المتحدة عام 1997.

وتم منح غيل جائزة «كيرت شورك» للصحافة الدولية الحرة عام 2002؛ وجائزة «التفاعل» للتغطية الدولية البارزة عام 2005، وجائزة «وينتال» للتغطية الدبلوماسية من جامعة جورج تاون؛ وميدالية «ميدميل» للجرأة في الصحافة من جامعة نورث ويسترن، وجائزة «هوغو شونغ» للتغطية في آسيا عام 2007.

وتلقت غيل تعليمها في إنجلترا، وتعلمت اللغة الروسية واللغة الفرنسية في كلية نيونهام بكمبردج. وحصلت على درجة الماجستير من جامعة سيتي في لندن، وكان موضوع الرسالة «العلاقات الدولية والصحافة». وتتحدث غيل ثلاث لغات.