«فريدم ووتش».. أحدث برنامج حواري يسعى خلف مزيد من المشاهدين

«فوكس بيزنس نتورك» تبحث عن معدلات تصنيف أعلى عبر المزيد من التعليقات المثيرة للجدل

أندرو نابوليتانو لدى تقديمه إحدى حلقات برنامجه «فريدم ووتش» على قناة «فوكس نيوز» («نيويورك تايمز»)
TT

«مرحبا بكم في خضم هذا النضال»، بهذه الكلمات اختتم أندرو نابوليتانو منتشيا الحلقة الأولى من البرنامج التلفزيوني «فريدم ووتش»، الذي دشن الأسبوع الماضي على قناة «فوكس بيزنس» ويقوم على الحوارات الحرة، ثم حيا المشاهدين مختتما «من نيويورك، دفاعا عن الحرية، ما دامت أميركا قائمة».

يناضل نابوليتانو من أجل حكومة أصغر وحرية فردية أكبر. وقال في البرنامج «الشعب الأميركي بحاجة لأن يفهم ويعرف، أن الحكومة تحسن إليه بصورة أكبر عندما تتدخل في شؤونه بصورة أقل».

يصنف برنامج «فريدم ووتش» على أنه برنامج حفل شاي تلفزيوني في أبهى صورة له حتى اليوم.

البرنامج الجديد، هو أحدث إنتاج شركة «نيوز كوربورشن» التي يقودها روبرت ميردوخ، الذي يعرض في أيام الآحاد على قناة «فوكس بيزنس نتورك»، التي تبحث عن معدلات تصنيف أعلى عبر إضافة المزيد من التعليقات المثيرة للجدل.

وتهيمن «فوكس نيوز» فعليا على سوق البرامج الحوارية للمحافظين من خلال مقدمي برامج مثل بيك وشون هانيتي، وتمكنت من تحقيق عائدات بملايين الدولارات من البرامج الحوارية الحرة. وتتبنى برامج مثل «فريدم ووتش» و«ستوسل»، الذي يقدمه مذيع قناة «إيه بي سي» السابق جون ستوسل الذي انضم إلى القناة خريف العام الماضي، الأسبوعيين اللذين يقدمان وجهة نظر عدائية مناصرة للحريات المدنية وخطا معاديا للحكومة ويبثان على قناة «فوكس بيزنس».

وكما يمكن أن يخبرك أي ليبرالي، فإن هناك تناقضا صارخا في الآراء بين المحافظين والليبراليين، والآن تقدم «فوكس» كلتا وجهتي النظر.

وقال جاكون هورنبيرغر، رئيس مؤسسة «فيوتشر» أو «فريدم» (مستقبل الحرية)، المجموعة التعليمية الليبرالية: «أعتقد أن (فوكس) ترى فائدة في تقديم مثل هذه البرامج».

وقال في مقابلة معه: «كان هناك على الدوام نقاش بين اليمين واليسار، بين الليبراليين والمحافظين. وفجأة يظهر نابوليتانو قائلا أين موقعك في هذا الموقف الليبرالي؟ فقد كان المعلقون الليبراليون ممنوعين من الظهور على شاشة التلفزيون في الماضي».

مع تأكيدها على حكومة حرة وتحذير نابوليتانو أواخر الأسبوع الماضي من أن الولايات المتحدة باتت على مرمى حجر من الاشتراكية، يصنف البعض برنامج «فريدم ووتش» برد فعل تجاه سياسات الرئيس أوباما وكونغرس يسيطر عليه الديمقراطيون. وفي الماضي كان مقدم البرنامج ينتقد إدارة بوش على الاستغلال السيئ لمفهوم الإرهاب وتقويض الحريات المدنية.

كانت الشبكة العنكبوتية الحاضنة الأولى لنابوليتانو الذي شغل من قبل منصب المحلل القانوني لشبكة «فوز»، وكان يعرف من قبل باسم «القاضي» لأكثر من عقد. وبدأ برنامج «فريدم ووتش» كبرنامج أسبوعي يبث على شبكة الإنترنت على موقع «FoxNews.com» في بداية عام 2009 ثم تطور فيما بعد ليعرض عدة أيام كل أسبوع.

ناقش نابوليتانو خلال مرحلة البث الشبكي مواضيع غاية في السخونة، مثل حقوق الولايات، والمبالغة في الإنفاق الخارجي، ووحشية قانون المخدرات.

وقد أكدت قناة «فوكس» أنه سيحظى ببرنامج أسبوعي بدءا من صباح السبت ويعاد بثه في فترة ذروة المشاهدة يومي السبت والأحد.

أطلق على الحلقة الأولى من البرنامج «قمة حفل الشاي» بحضور سارة بالين معشوقة قناة «فوكس» والنائب الجمهوري عن ولاية تكساس رون بول وابنه راند بول الجمهوري والمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ.

كان من بين الحضور أيضا 3 من مشاهير حفل الشاي هم؛ السيناتور جيم ديمنت من ولاية كارولينا الجنوبية، ومايكل باكمان من ولاية مينيسوتا، وزعيم الأغلبية السابق في مجلس النواب ديك آرمي من تكساس، وجميعهم من الجمهوريين أو المقاتلين من أجل الحرية، كما سماهم مقدم البرنامج. كان الديمقراطي الوحيد في هذه الجلسة حاكم بنسلفانيا إدوارد راندل.

وقد تلقت قناة «فوكس نيوز» الكثير من الإطراء والإدانة العام الماضي على جذب انتباه الرأي العام الأميركي إلى حركة حفل الشاي. فبعد المظاهرة التي قامت بها الحركة في واشنطن سخرت «فوكس» من المؤسسات الإعلامية الأخرى على عدم إيلاء هذه الحركة القدر الملائم من الاهتمام. وتساءلت في إعلان مطبوع «كيف يمكن لشبكات (إيه بي سي) و(سي بي إس) و(إن بي سي) و(إم إس إن بي سي) و(سي إن إن) أن تفوت هذه الفرصة؟ لكن الحقيقة أن كل هذه الشبكات غطت المظاهرة».

وقال بيل برس، المعلق الليبرالي ومؤلف كتاب «حديث سام»: «كيف سمم اليمين الراديكالي الأجواء الإعلامية الأميركية؟» في إشارة إلى برنامج «فريدم ووتش»: «خلقت قناة (فوكس نيوز) حركة حفل الشاي داخل مجالس المدن العام الماضي، واليوم تمنحهم برنامجا تلفزيونيا».

من جانبهم قال المديرون التنفيذيون في القناة «إن القسم الإخباري في الشبكة يغطي أخبار الحركة لا يدعمها».

ورفض نابوليتانو إجراء مقابلة معه للحديث بشأن البرنامج، لكنه قال في مقابلة معه للترويج للبرنامج في برنامج «ذا أوريلي فاكتور» أكثر البرامج الإخبارية مشاهدة في ساعة الذروة الأسبوع الماضي، «إنه ينوي أن يكون الحارس بالنسبة للجمهور لكشف الحكومة عندما تخطئ أو تسرق الممتلكات والحريات وتنتهك الدستور».

وقال ليو روكيويل، رئيس معهد لودويغ فون ميسيز، الذي كان ضيف نابوليتانو الدائم، مثل هورنبرغر، أثناء البث الشبكي «إنه يرى (فريدم ووتش) أهم البرامج الحرة في تاريخ الإعلام الأميركي».

وقال في رسالة بريد إلكتروني: «لم يكن هناك برنامج يرغب في التعاطي مع القضايا الصعبة التي تتضمن الحريات كهذا البرنامج، ناهيك عن تعاطيه لها بصورة فاعلة وشيقة».

يبدو أن نابوليتانو سيكون جزءا من محاولة إعادة تشكيل قناة «فوكس بيزنس»، التي بدأت في 2007 كمنافس لقناة «سي إن بي سي»، بيد أن القناة لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، فيقول برس: «تصنيفات القناة متدنية للغاية. أعتقد أنهم قرروا أن يجعلوها ثاني قناة دعائية».

من بين التغيرات الجديدة في القناة التعاقد مع مقدمي برامج سابقين مثل تشارلي غاسبارينو، المذيع السابق في قناة «سي إن بي سي»، وغيري ويلز، المذيع السابق في قناة «سي إن إن»، لتعزيز سيطرتها على أخبار الأعمال. وتقول القناة إن برنامج «فريدم ووتش» سيتعامل أيضا مع القضايا التجارية أيضا، مثل الحريات الاقتصادية وحقوق المستهلك.

وقال نابوليتانو يوم السبت متحدثا عن النهج الذي سيسلكه البرنامج: «معارضة توسيع الحكومة ستتواصل».

* خدمة «نيويورك تايمز»