المستشار الإعلامي للسفارة الأميركية في لندن: نحن حلقة الوصل بين الإعلام البريطاني وسياسات واشنطن

قال لـ «الشرق الأوسط» : نتعامل مع الإعلام الاجتماعي ولدينا مدونات وحساب على «تويتر».. ولا نستخدم «فيس بوك» كثيرا

فيليب بريدن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

التعامل مع الإعلام البريطاني صعب في أفضل الأحوال، فهو إعلام متنوع ومعقد ومتعدد الاتجاهات مع وجود تيارات مؤثرة فيه، قد تكون سياسية أو تمويلية، ولكنها غير واضحة للعيان.

فيليب بريدن، المستشار الإعلامي في السفارة الأميركية في لندن، لا يتعامل فقط مع الإعلام البريطاني على نحو يومي وإنما يحاول أيضا أن يتواصل معه وأن يؤثر فيه. وفي هذا الحوار المطول مع «الشرق الأوسط» يرسم بريدن صورة مثالية لهذا التواصل، الذي قد يكون مفيدا للدبلوماسيين ورجال الإعلام العرب، في كيفية التعامل مع الإعلام الغربي بصورة عامة، والبريطاني على وجه الخصوص. وهو يكشف أولى قواعد هذا التعامل في عدم الاتصال بأجهزة الإعلام في حالات الغضب واستخدام الدبلوماسية والحوار في كل الظروف. وجاء الحوار مع المستشار الإعلامي الأميركي في لندن على النحو التالي:

* أين عملت قبل قدومك إلى لندن كمستشار إعلامي؟

- في بداية انضمامي إلى وزارة الخارجية عملت في السفارة الأميركية في تركيا، حيث تلقيت فيها تدريبا لمدة عام، ثم عدت إلى العمل فيها فيما بعد لمدة ثلاث سنوات، لذا قضيت أربع سنوات في كل من أنقرة وإسطنبول. ثم عملت في مدغشقر لمدة عامين ثم عدت إلى واشنطن وبعدها عملت في السفارة الأميركية في تونس خمس سنوات. وكنت هناك أقوم بثلاث وظائف، الأولى كنت أدرس اللغة العربية، ووظيفتين أخريين في السفارة. وقد عملت في لندن من قبل، حيث كنت أكتب نصوص الكلمات التي يلقيها السفير في الفترة من عام 1995 وحتى عام 1999، وقبل عودتي إلى هنا عملت في منصب القنصل العام في مرسيليا. كل هذه المهام كانت تتعلق بالصحافة والثقافة ما عدا تلك التي في مرسيليا والتي كانت تتعلق بالعمل القنصلي.

* هل عملت في مجال الإعلام من قبل؟

- التحقت بوزارة الخارجية الأميركية عام 1986 عقب تخرجي في الجامعة، لذا لا يمكنني القول إنني عملت في مجال الإعلام قبل انضمامي إلى وزارة الخارجية، لكنني عملت كمقدم للأغاني المسجلة في المحطة الإذاعية الخاصة بالجامعة، وكنت دائما مهتما بالإعلام، ومن خلال عملي في وزارة الخارجية توليت الكثير من الأعمال الخاصة بالصحافة في الكثير من الأماكن.

* ما هي دارستك الجامعية؟

- درست السياسة والتاريخ في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا التي أنتمي إليها.

* ما هو انطباعك بشأن الصحافة البريطانية؟ وهل تشعر بأن الصحافة البريطانية تدعم السياسات الأميركية أم تناصبها العداء، خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الشائكة مثل أفغانستان والعراق؟

- الصحافة البريطانية من أهم وسائل الإعلام في العالم بالنسبة للولايات المتحدة، لأنها بالغة الاحترام. فهناك الـ«بي بي سي» بخدماتها العالمية، التي أصبحت علامة تحظى باحترام بالغ على مستوى العالم، لذا إذا ما تحدثت إلى الإعلام البريطاني فأنت لا تتحدث فقط إلى الإعلام البريطاني، بل تتحدث إلى الكثير من الشعوب الأخرى حول العالم. لذا فمن المهم إقامة علاقات جيدة معهم لشرح موقفنا. ولا يمكنني القول إنهم داعمون أو معارضون للسياسات الخارجية الأميركية، فهم مستقلون وأذكياء جدا ولا يخشون طرح أسئلة قوية، ولو أنك تفحصت المؤسسات الصحافية المختلفة لوجدت أن كلا منها يحمل توجها سياسيا مختلفا. لذا إذا ما تناولت أي قضية من قضايا السياسة الخارجية في يوم ما ستجد كاتبا يكتب مقالا ينتقد فيه السياسة الخارجية، وآخر يكتب مقالا داعما لها، لذا فإنها تحتوي على كل شيء. لكن لديهم تقاليد قديمة من الصحافة الاستقصائية والاستقلالية، وهو ما قد يجعلهم انفعاليين أو عدوانيين، لذا لا بد لك أن تعرف موقفك قبل البدء في الحديث إليهم. الشيء الآخر الشيق بشأن الإعلام البريطاني هو الشغف الكبير بالولايات المتحدة كحليف وقوة خارجية، ومجتمع أيضا. فهذه دولة يمكنك أن ترى فيها الكثير من التقارير عن الولايات المتحدة في كل النواحي، سواء على صعيد المجتمع أو الأفراد، وهو ما لا تجده في الدول الأخرى.

* هل تعمد إلى كتابة المقالات بين الحين والآخر في الصحف لتعبر عن وجهة نظرك تجاه الدبلوماسية الأميركية؟

- أحيانا ما أقوم بذلك، لكن ما نقوم به أغلب الوقت هو نشر الأشياء التي كتبها المسؤولون الكبار في الإدارة. وكل ما كتبته كان ردا على بعض المقالات وأشياء من هذا القبيل. والمقالات الافتتاحية غالبا ما يكتبها كبار مسؤولي الإدارة.

* هل يمكنك أن تصف لنا ما يجري داخل مكتب المستشار الإعلامي خلال الأيام العادية؟

- حسنا، لدينا في لندن مهمتان أساسيتان، الأولى أن نطلع واشنطن على ما تحمله الصحف البريطانية، والثانية التواصل مع الإعلام البريطاني حول السياسات الأميركية. لذا فإن يومنا العادي يبدأ بمتابعة ما نشر في الصحف الإذاعية مثل «راديو4» والأخبار الصباحية في قناة «بي بي سي». ولحسن الحظ فأنا أحظى بمعاونين يساعدونني في ذلك ولا أضطر إلى القيام بذلك بمفردي. ويقوم شخص من الفريق المعاون بكتابة تقرير مختصر بشأن العناوين الرئيسية في الأخبار البريطانية حول القضايا التي يمكن أن تشكل أهمية للولايات المتحدة، والتي تأتي في أغلبها متعلقة بالسياسات الخارجية، والقضايا الاقتصادية الخارجية على نحو خاص أيضا، مثل التسرب النفطي في خليج المكسيك وكل تلك الأمور. كما نقوم بكتابة تقرير أكثر تركيزا يختص بالمقالات الافتتاحية فقط، يتعلق بآراء المعلقين وكتاب الرأي بشأن السياسات أو القضايا الأميركية. لذا فإن كل هذه الأمور تنقل إلى واشنطن، وعندما تستيقظ واشنطن تكون لديها كل التقارير التي تقدم لهم فكرة عما يدور في الإعلام البريطاني. الجزء الثاني يتعلق بمد جسور التواصل. فخلال الأيام العادية ربما أتلقى بعض المكالمات الهاتفية من الصحافيين حول بعض الأخبار العاجلة، وربما أتناول الغداء مع صحافي أو محرر الشؤون الخارجية لاستطلاع ما يجري في صحفهم وما هي أولوياتها، ومعرفة ما إذا كانوا يرغبون في مقابلة السفير يوما ما. الأمر الآخر التقليدي يكون في إتاحة الفرصة للصحافة لزيارة مسؤول أميركي. فأمس، على سبيل المثال، كان لدينا سفير زائر، ولكن الزيارة كانت متعلقة بقضية جرائم الحرب، وغدا لدينا نائب مساعد وزير الخارجية والمتخصص في قضايا الرقابة على الأسلحة. وهم يأتون إلى لندن ونعد لهم المؤتمرات الصحافية واللقاءات مع مسؤولين في الحكومة البريطانية، والمقابلات الإعلامية، والمعلومات الأساسية. كما نعمل أيضا مع زملائنا في مركز التواصل الإعلامي الذي يعمل به شخص من الصحافة الصادرة باللغة العربية في لندن، ولذا فإنني سوف أقدم تقريرا إلى واشنطن باللقاءات التي أعقدها مع صحافيين أو المؤتمرات الصحافية التي أعقدها للسفير أو لزيارة رسمية. وقد نشرت صحيفة «إفننغ ستاندارد» مقابلة مع اثنين من المهندسين المعماريين حول السفارة الجديدة في لندن، وقد رتبت لذلك الأسبوع الماضي.

أود أن أضيف أننا نتعامل كثيرا مع الإعلام الاجتماعي أيضا. فالأمر لا يقتصر فقط على الصحف أو الإذاعة والتلفزيون، بل إن لدينا واحدا من أكبر المواقع الإلكترونية لسفارة أميركية حول العالم.

لدينا مدونات وحساب على «تويتر»، وتقوم السفارة بالنشر على «تويتر» كمؤسسة، ولا نستخدم «فيس بوك» كثيرا، لكننا نستعد لتحسين ذلك. ولعل أكبر نجاحاتنا هي نشر أفلام الفيديو على موقع «يوتيوب». ونقوم بإنتاج الكثير من أفلام الفيديو لموقع «يوتيوب» سواء كنوع من التواصل القنصلي أو كأدوات لشرح للأفراد كيفية التقدم لطلب الفيزا وكيفية الحصول على جواز السفر وتقديم النصيحة للمسافرين، كما نقوم أيضا بإنتاج أفلام الفيديو التي تشرح النشاطات الأخرى للسفارة التي بدورها تشرح سياسات السفارة والحكومة الأميركية، والتي لاقت نجاحا كبيرا. إنه عالم جديد بالنسبة لنا، لكننا نعلم أنه بالغ الأهمية لأن عددا كبيرا جدا من الأفراد يحصلون على المعلومات من الشبكات الاجتماعية، عبر «يوتيوب» و«فيس بوك»، لذا يجب علينا أن يكون لنا وجود في هذه الشبكات.

* أتيت في معرض حديثك على ذكر السفارة الجديدة. فما هي آخر المستجدات ومتى تتوقع أن يتم الانتقال إلى المقر؟

- تم الاستقرار في الوقت الراهن على فكرة التصميم التي أعلنا عنها في فبراير (شباط)، ونأمل أن نشرع في العمل في عملية الإنشاء في 2013. وفي السبيل إلى ذلك قمنا بشراء الأرض التي ستقام عليها السفارة وبعنا هذه السفارة ونحن الآن في منتصف الطريق لاكتمال عملية التخطيط. فلا يزال هناك مستأجرون على الأرض وبعضهم لن يغادرها قبل 2012، لذا عندما يخلو المبنى سنشرع في البناء في 2013 وسننتقل إلى السفارة الجديدة في 2017. لذا لا يزال أمامنا سنوات حتى اكتمال المشروع.

* هل تمكنت من تعلم العربية أو التركية؟

- لغتي التركية دون المستوى، ولغتي العربية مقبولة إلى حد ما، كما أنني أتحدث الفرنسية بطلاقة، ففي تونس كنا نمزج بين اللغتين. لذا كنت عندما تخرجت في الجامعة كان مستواي في اللغة العربية معقولا، ثم كان العمل في تونس أغلبه باللغة الفرنسية وبعضه باللغة العربية، لذا فقط كانت اللغتان مختلطتين. أضف إلى ذلك أنني كسول. وأنا دائما براغماتي بشأن اللغات فأنا أحب الأدب والقراءة والأمور الأخرى، لكنني لست هاويا للغات أنا لا أتعلم لغة لكي أتعلم أخرى، لذا كان تعلمي للغة بغرض التخاطب مع الناس، بالإضافة إلى أن تعلم اللغات يزداد صعوبة مع تقدم السن.

* عندما ينتقد الصحافيون السياسة الخارجية الأميركية بصورة عدائية، هل تقوم بالاتصال بالصحافيين وتحاول شرح الموقف بالنسبة لهم؟

- لا أحاول على الإطلاق الاتصال بشخص في نوبة غضب، لكن عليك دائما التواصل. ونحن لا نتجاهل المقالات النقدية. لكن هناك اختلافا بين التقارير الصحافية وأعمدة الرأي. فإذا ما راجعنا التقارير ووجدنا خطأ في بعضها فإن المهمة الأساسية لها تتمثل في تقديمك المادة التي تظهر أنهم يقدمون حقائق مغلوطة، أما إذا كان الأمر يتعلق بمقال رأي نقوم بالتواصل مع كاتب المقال ونسأله عن السبب الذي دفعه إلى التفكير بهذه الصورة، ولعل ذلك هو السبب في تناولي الغداء مع الصحافيين ومد جسور التواصل معهم، لأنك ترغب في فهم ما يقوله الصحافيون والمحللون والمعلقون الذين يكتبون مقالات الرأي. لذا فأنت تحاول أن تجد المادة المهمة بالنسبة لهم وتحاول عبر الوقت تشكيل تفكيرهم قليلا. لكن عليك أن تحترم آرائهم وتتحاور معهم بشأن ذلك.

* ما هي أهم البرامج التلفزيونية التي تداوم على مشاهدتها أو الصحف التي تقرؤها خلال عطلتك الأسبوعية؟

- أحب متابعة محطة «راديو 4» الإذاعية التي أعتقد أنها تقليد بريطاني رائع، لذا أستمع إلى برامج «توداي» والبرامج الثقافية الأخرى. وعلى محطة «بي بي سي» أشاهد «ذا وورلد آت وان»، وأعتقد أنه برنامج جيد ويمتلك نوعا جيدا من التوازن بين موضوعاته. وعلى صعيد الصحف، فأنا غالبا ما أقرأ «الغارديان» و«الفينانشيال تايمز»، اللتين أعتبرهما غاية في الأهمية، وهناك أيضا صحيفة «تليغراف» التي تحمل آراؤها أهمية بالغة في التوقت الحالي، لأنها تغطي السياسية الخارجية البريطانية بصورة جيدة جدا. لعلاقاتها الجيدة بحزب المحافظين، لذا فأنا أتابعها باهتمام بالغ.

* هل لديك اهتمام، أو لنقل، هل تتابع الصحافة العربية الصادرة في لندن؟

- نحن نعمل بالتعاون مع زملائنا في مكتب التواصل الإعلامي، لذا عندما يكون هناك ضيف مهم وسنعقد اجتماعا مع مسؤولي الصحف نحرص دائما على استضافة شخص من الإعلام الصادر باللغة العربية. وأحيانا لا نقوم بذلك. أنا أعلم أنه إعلام مهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة لأن له قراء كثيرين حول العالم، ولعل ذلك هو السبب في وجود مكتب خاص يتابع ما تنشره الصحف العربية ويقدم مواد جديدة ربما تساعد على التواصل مع العرب بصورة مختلفة وتقديم الفرصة للحديث إلى المسؤولين الحكوميين الأميركيين. بيد أن تركيزي ينصب في الأساس على الصحافة البريطانية.

* إذا كانت آراؤك الشخصية، كدبلوماسي، مختلفة عن وجهة نظر السياسة الخارجية الأميركية، فكيف تتمكن من التوفيق بين ذلك؟

- حسنا، أعتقد أنها كأي منظمة كبيرة أخرى، وهناك أوقات قد يرغب فيها كبير المديرين التنفيذيين في القيام بشيء، وتعتقد أنه ليس بالأمر الجيد أو لا توافق عليه، لكنك تعمل في منظمة كبيرة لعدة أسباب، فلديك القيم التي تسعى إلى نشرها وهناك العمل الذي تستمتع به، لذا ليس معنى أنني قد لا أتفق مع الرئيس بشأن قضية ما أن أترك العمل. هناك بعض الأوقات، خصوصا فيما يتعلق بحرب العراق، اعتقد بعض المسؤولين الحكوميين فيها أن تلك سياسة خاطئة، وشعروا برغبة جارفة في ترك الحكومة. أحيانا ما يحدث ذلك، لكن في أغلب تلك القضايا هناك عدد كبير من الأمور التي نهتم بها والقيم التي تسعى إلى ترويجها لذا نحاول التوفيق بين هذا الاختلاف. وعملي لا يتطلب مني إبداء وجهة نظري في بعض القضايا بل في التأكد من فهم العالم لوجهة نظر الحكومة الأميركية بشأن هذه القضية. وخلال اللقاءات التي أجريها على الصعيد غير الرسمي يمكننا أن نتحدث عما أعتقده أو ما يعتقده الصحافي لكن آراءنا الشخصية ليست حقا ما يريده القارئ؟ إنهم يريدون صورة دقيقة للسياسة الأميركية وحجة عاقلة تبررها أو تقف ضدها. وذلك هو الأسلوب الذي أنتهجه في عملي.

* ما هي أصعب المواقف التي واجهتك خلال عملك؟

- أصعب المواقف التي واجهتها كانت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) وما تلاها. كنت في تونس في ذلك الوقت، وكنت أدير المركز الثقافي الأميركي في العاصمة، وفي أعقاب الكارثة اضطررنا إلى التفكير في عمل المركز وكيف سيكون العمل، واتخذنا قرارا فوريا بضرورة الاستمرار في العمل كان ذلك إعلانا منا بأننا سنواصل العمل ولن نتراجع أو نختبئ. لقد شكلت اعتداءات 11 سبتمبر تحديا بعيد المدى للدول العربية كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة وباقي دول العالم. وعندما كنت في تونس عملت في البرامج التبادلية مع الشباب التونسي، وكان العمل مع الصحافة التونسية فترة أكثر تحديا لأن العواطف كانت متأججة وكانت هناك الكثير من السياسات الأميركية التي لم تلق قبولا في هذه المنطقة من العالم مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والحرب في العراق، لذا كانت أصعب المهام التي واجهتها أن أكون مسؤولا حكوميا أميركيا، وأن أتواصل مع الجمهور التونسي في تلك الفترة. وعلى الرغم من أن ذلك كان بمثابة تحد، كانت هناك بعض الإنجازات أيضا لأنني فكرت أنني عندما أقسمت عند ألتحقت بوزارة الخارجية أن أمثل بلادي في الأوقات العصيبة ولعل ذلك كان مرضيا لي في الوقت ذاته.

* كنت الملحق الثقافي في تونس، والقنصل العام في فرنسا والمستشار الإعلامي في لندن، في رأيك أي هذه الأعمال كان الأسهل بالنسبة لك؟

- بالنسبة لي ولقناعتي الشخصية فأنا أفضل العمل الثقافي أكثر من العمل الصحافي. صحيح أن كلا منهما هام وأنا أستمتع بكل منهما لكن إذا قدر لي الاختيار فسأختار العمل الثقافي، لأنك تعمل على مشاريع طويلة الأمد وتعمل في الغالب مع شباب، تمنحهم فرصا للتعلم وتطلعهم على بلدك ومجتمعك وثقافتك على المدى الطويل. وعندما ترسل شابا إلى الولايات المتحدة في منحة تعليمية أو برنامج تبادل مهني، فأنت لا تقوم بذلك لأنك ترغب منهم في أن يشاهدوا شيئا سيحدث بعد أسبوع مثلا، بل إنك ترغب منهم أن يفكروا في بلدك بعد عشرين عاما من الآن بصورة ما. وترغب في أن تكون هذه التجربة جزءا من رأيهم بشأن الولايات المتحدة. لذا أجد أن الطريقة طويلة المدى مرضية جدا. على الجانب الآخر فإن العمل الصحافي مهم جدا هو الآخر بطبيعة الحال لأنه قصير المدى، وهناك مواعيد نهائية وعلى الصحافيين أن يكتبوا بصورة يومية والعالم يتحرك بسرعة كبيرة ولا تعلم ما سيجري بين لحظة وأخرى كانفجار بركان لذا فإن الأمر بالغ التشويق. أنا سعيد جدا بالعمل فيه وأستمتع به لكن العمل الثقافي طويل المدى أجده الأكثر إرضاء بالنسبة لي.

* كم عدد الأفراد الذين يعملون معك تقريبا؟

- في المكتب الصحافي هناك 3 أميركيين و4 بريطانيين وهناك مركز للمراجعة به أربعة أفراد يعملون للإجابة عن أسئلة المواطنين والحكومة البريطانية بشأن سياسات الولايات المتحدة والمشروعات. والموقع الإلكتروني الخاص بالسفارة وأنا مسؤول عنها جميعا. وإجمالا فإن عدد العاملين في المكتب الصحافي والإعلام يبلغ نحو 15 شخصا.

* كم مضى عليك في لندن الآن؟

- لي الآن في لندن عام ونصف العام، لكن مدة خدمتي هنا هي ثلاث سنوات.

فيليب بريدن

* انضم فيليب بريدن إلى الهيئة الإعلامية لوزارة الخارجية الأميركية عام 1986، حيث عمل في مجال الدبلوماسية العامة في السفارات الأميركية في أنقرة، وأنتاناناريفو، وإسطنبول، وواشنطن دي سي، ولندن، وتونس، قبل العمل كقنصل عام في مارسيليا في 2005، وفي سبتمبر (أيلول) 2008 عين بريدن مستشارا إعلاميا في السفارة الأميركية في لندن.

تلقى بريدن الكثير من جوائز التقدير منها جائزة الشرف العليا تقديرا لجهوده الدبلوماسية في تونس وجائزة «بالمي أكاديميك» على عمله مع المدارس الثانوية في فرنسا. يتكلم بريدن الفرنسية والعربية والتركية.

حصل على درجة الليسانس في العلاقات الدولية من جامعة ستانفورد ودرجة الماجستير من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية. متزوج بلورنس بريدن ولديه ولدان هما أورلين وتريستان.