استقالة مدون «واشنطن بوست» بعد تسرب رسائل إلكترونية

ديفيد ويغيل استمر في هذا المنصب 3 أشهر فقط

TT

قدم ديفيد ويغيل، الذي تعاقدت معه صحيفة «واشنطن بوست» لكتابة مدونة بشأن المحافظين، استقالته يوم الجمعة الماضي بعد تسريب رسائل إلكترونية تشير إلى أنه يستهزئ بشخصية بعض الجمهوريين والمعلقين.

واعتذر ويغيل، الذي استمر في هذا المنصب لثلاثة أشهر فقط، يوم الخميس الماضي عن كتابته في رسائل إلكترونية خاصة بأنه ينبغي على الكاتب مات درودج «أن يتعامل مع مشكلاته العاطفية بدرجة أكبر من المسؤولية». كما أنه سخر من رون بول، عضو الكونغرس عن ولاية تكساس.

وكشفت صحيفة «ذا ديلي كولر» في تقرير لها يوم الجمعة عن تعليقات أكثر إثارة أدلى بها ويغيل، منها قوله إن المحافظين يستخدمون وسائل الإعلام «في تقسيم أميركا بصورة عنيفة وغاضبة» وأعرب عن أسفه لضرورة إعطاء المؤسسات الإخبارية «وقتا مساويا/إضافيا للآراء الأميركية الحقيقة»، بغض النظر عن كونها تافهة. وعندما نقل راش ليمبو، الذي دعا إلى إفشال الرئيس أوباما، إلى المستشفي للعلاج من آلام في الصدر، كتب ويغيل يقول: «أتمنى أن يفشل».

وتم الحصول على هذه العبارات وغيرها من موقع «جورنوليست»، وهو مجموعة بريد إلكتروني خاصة بعدة مئات من المعلقين والصحافيين المستقلين واليساريين أسسها إزرا كلين، وهو مدون ليبرالي يعمل لموقع صحيفة «واشنطن بوست»، عام 2007.

وكشف مدير تحرير صحيفة «واشنطن بوست»، راجو ناريسيتي عن أن ويغيل اتصل به هاتفيا مساء الخميس وعرض عليه تقديم استقالته، وأنه قبلها يوم الجمعة.

من جانبه، قال المحرر التنفيذي في الصحيفة ماركوس بروتشلي: «لقد قدم ديفيد لنا عملا ممتازا». لكنه قال: «لا يمكن لنا أن نتسامح مع فكرة أن الأفراد يحملون تناقضات أو ينحازون في عملهم.. هناك مساحة واسعة على موقعنا على الإنترنت لعدد كبير من وجهات النظر ويجب أن تكون لدينا الشفافية فيما يتعلق برأي كل فرد».

وقد رفض ويغيل التعليق، إلا أنه نفى أن يكون قد أرسل أيا من هذه الرسائل الإلكترونية بعد التحاقه بصحيفة «واشنطن بوست». وكان ويغيل قد صرح لصحيفة «كولر» قائلا: «كان دائما لدي اعتقاد بأن الفرد قد تكون له آراؤه الخاصة وقد يقوم بنقل الأخبار على أي حال.. الناس ليسوا مطالبين في العادة بأن يعتمدوا اعتمادا كاملا على كل شيء تحدثوا به في أحاديثهم الخاصة لتحقيق النجاح».

وعلق توكر كارلسون، الناقد المحافظ والمحرر بصحيفة «كولر»، قائلا: «كنت أحب دوما ديفيد ويغيل وأعتقد أنه شخص موهوب»، بيد أن هذه الرسائل «صدمتني مثل الأشياء التي ربما تود معرفتها إذا كنت تقرأ مقالته».

قامت صحيفة «واشنطن بوست» بتعيين هؤلاء المدونين اليساريين من أمثال كلين، الذي يكتب أيضا لموقع «إم إس إن بي سي» ومجلة «نيوزويك»، والقادم من مجلة «أميركان بروسبكت».

تم تعيين غريغ سارجينت، الذي كان يعمل في السابق لدى موقع «توكينغ بوينتس ميمو»، في موقع «WhoRunGov» الذي تمتلكه الصحيفة، وهو الآن يكتب أيضا في صفحات الرأي في الصحيفة. وهذا النوع الجديد من المدونين من المتوقع أن يقوموا بنقل الأخبار من أجل مقالاتهم على شبكة الإنترنت وفي نفس الوقت يقدموا وجهات نظر، وقد كان من المفترض أن تكون مدونة ويغيل «رايت ناو» في هذا القالب.

وتساءل كارلسون عن القواعد الخاصة بمدوني صحيفة «واشنطن بوست» حيث قال: «هل من يكتب في هذه المدونات صحافيون؟ أم كتاب رأي؟ أنا لا أعلم ولا أعتقد أن أحدا من القراء يعلم».

من جانبه قال جيم جيراغتي، الكاتب في «ناشونال ريفيو أونلاين» وأحد أصدقاء ويغيل، إن صحيفة واشنطن بوست «أخطأت عندما منحته مساحة لتغطية أخبار المحافظين بعد فترة ليست بالبعيدة من إطلاق إزرا كلين مدونة ليبرالية. أعتقد أن المحافظين توقعوا أن تكون مقالات ديفيد هي المقالات التابعة ليمين الوسط التي تعادل كتابات كلين الليبرالية». وأضاف: «كان هناك اعتقاد بأن هذه المدونة قد صممت من أجل تشويه سمعة المحافظين».

وأضاف بروتشلي أنه «لا يعتقد أنه من الضروري أن يؤمن الفرد بأيديولوجية معينة لكي يكتب عن من ينتمون إلى هذه الأيديولوجية. لا نعتقد أنه من الضروري أن نحقق الاستقلالية في هذه التغطية».

وفي رده على سؤال حول آراء ويغيل القوية حول بعض المحافظين، قال بروتشلي: «ليس لدينا الموارد أو المقدرة للقيام بتحقيقات مثل تلك التي يقوم بها أحد القضاة في المحكمة العليا حول خلفيات الأفراد. سيكون علينا أن نكون أكثر حذرا في المستقبل».

وأكد كلين يوم الجمعة أنه سيمحو موقع «جورنوليست» على الفور لأن الأرشيف الخاص به أصبح «سلاحا». وأعرب عن أسفه العميق لاستقالة ويغيل، ووصفه بأنه «صحافي غير عادي وصديق عزيز».

وكان ويغيل، القادم من «واشنطن إندبندانت»، قد أثار جدلا في مايو (أيار) الماضي عندما كتب عن «المتطرفين المعارضين لزواج المثليين» على صفحته على موقع «تويتر».

وهذه ليست المرة الأولي التي يواجه فيها موقع «واشنطن بوست» مشكلات في تغطية قضايا اليمين. ففي عام 2006، قدم المدون المحافظ بن دومينيتش استقالته بعد ثلاثة أيام فقط من بداية عمله، وذلك عقب زوبعة من الاتهامات بالسرقة الأدبية تضمنت مقالات سابقة له.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»