«بروكس» صانعة أحذية المشاهير تحاول استقطاب المزيد من ممارسي رياضة الجري

رئيس تحرير «رانر وورلد»: انتشار المجلة بين ممارسي الجري غير المنتظمين رفع عدد القراء الذكور والإناث بنسبة 15% و51%

ساهم تسليط الضوء على رياضة المشي في زيادة عدد القراء من غير المنتظمين في هذه الرياضة من الذكور والاناث («نيويورك تايمز»)
TT

صنعت شركة «بروكس سبورتس» للأحذية والملابس الرياضية، التي تأسست عام 1914، خلال تاريخها أحذية مختلفة لعدد متنوع من الرياضات، لكنها حصرت تركيزها في عام 2000 على تصنيع أحذية الجري، حيث تباع منتجاتها ما بين 85 إلى 140 دولارا، وقد آتت تلك الاستراتيجية ثمارها، حيث تمكنت الشركة من تحقيق نمو سنوي خلال فترة الركود الاقتصادي بلغت 5 إلى 10 في المائة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وبلغت عائدات الشركة ما يقرب من 200 مليون دولار خلال عام 2009.

ولحسن طالع «بروكس»، بدأت رياضة الجري تشهد إقبالا متزايدا من قبل الكثيرين خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2009 مارس نحو 43.9 مليون شخص الجري ولو لمرة واحدة مقارنة بـ31.4 مليون شخص خلال عام 2000، بزيادة بلغت 40 في المائة، بحسب اتحاد مصنعي البضائع الرياضية.

من ناحية أخرى، تضاعف عدد عدائي الماراثون أكثر من الضعف في الفترة من 1990 إلى 2009، حيث تؤكد إحصاءات مؤسسة «راننغ أميركا» غير الربحية ارتفاع العدد من 224000 إلى 467000 وأن عدائي السباقات نصف الماراثونية زاد من 303000 إلى 1.1 مليون شخص.

وتحاول الشركة، المتخصصة بأحذية الصفوة من العدائين، التي لا تنتشر بين المستهلكين العاديين مثل «نايك» و«نيوبالانس»، في الوقت الحالي، توسيع شهرتها بأسلوب سهل وبسيط، حيث ستقوم الشركة بجولة في الولايات المتحدة، في حافلة ذات طابقين، تقيم خلالها مهرجانات احتفالية يكون الجري الحدث الرئيس فيها وسوف تتوقف في 100 محطة، كما ستقوم بزيارة سبعة سباقات ماراثون روك آند رول، التي تقام بالولايات المتحدة والتي تتسم بوجود فرق الروك على جانبي المضمار، والتي اجتذبت 219000 مشارك كان 39 في المائة منهم مشاركون للمرة الأولى، وهم الفئة التي ترغب «بروكس» في استقطابها.

وأشار ديف لارسون، نائب مدير التسويق في الشركة، إلى أن الماركات المعروفة غالبا ما تنتهج أسلوب «بيغ شوز» أو الحذاء الضخم، حيث يعرض نموذج ضخم للحذاء الجديد يبرز السمات التقنية الموجودة في الحذاء، وهناك «بيغ سويت» أو «الجهد الشديد»، حيث يكون الجري هو مهمتهم الرسمية، لكننا حملتنا تقوم على مساعدة الراغبين في ممارسة رياضة الجري.

وقال لارسون «إن شركات صناعة الملابس والأحذية الرياضية تتناول من منظور واحد يتحدثون فيه عن سمات الحذاء والفوائد منه وليس عبر ربطه بسبب ارتداء الأفراد له، ولذا فنحن نحاول تحقيق أكبر قدر من المتعة للأفراد عبر ارتدائه».

ارتفعت نسبة عدائي الماراثون من النساء من 10 في المائة عام 1980 إلى 41 في المائة في الوقت الحالي، كما يمثلن 74 في المائة من ممارسي رياضة الجري غير الدائمين، الذين يمارسون الجري أقل من 50 مرة سنويا، بحسب مؤسسة «راننغ يو إس إيه». ويقول ديفيد ويلي، رئيس تحرير مجلة «رانر وورلد»، «سباقات الجري الخيرية في سبيل قضايا مثل مرض سرطان الثدي واللوكيميا والتوحد جذبت الكثير من المتسابقين، شكلت النساء غالبية المتبارين فيها.

وقد أسهمت هذه الفعاليات، التي جعلت من جمع التبرعات والمشاركة هدفا رئيسة لها، وكذلك سير الكثير من المشاركين في جزء من المضمار، في حقيقة أن يصبح الجري أكثر انتشارا وشمولية في السنوات الأخيرة». لكن العدائين من عشاق الجري لا يرحبون بالضرورة بالوافدين الجدد. وقال ويلي: «يقول متخصصو الماراثونات إن هذه السباقات فقدت بريقها، فالماراثون سباق، وإن لم تجر كل ميل بالقوة الكافية فإنك بذلك تحط من قدر هذا التقليد. لكن آخرين يقولون إن من بين أمنياتي المشاركة في سباق ماراثون واحد قبل موتي، وما العيب في أن أسهم في جمع 10000 دولار لأبحاث مرض السرطان؟!».

ومنذ توليه منصب رئيس تحرير مجلة «رانر وورلد» قبل سبع سنوات، أشار ويلي إلى أن الهدف الرئيسي وراء نشر المجلة بين ممارسي الجري غير المنتظمين وللقضاء على الشعور بأنك حتى تكون مشتركا في مجلة «رانر وورلد» يجب أن تكون عداء ماراثون يجري بين 50 و70 ميلا في الأسبوع، مما رفع عدد القراء الذكور لمجلة «رانر وورلد» بنسبة 15 في المائة، وقراءها من النساء بنسبة 51 في المائة عام 2000.

قبل بضع سنوات، قامت شركة «بيرل إيزومي»، التي تصنع أحذية لصفوة الرياضيين بحملة إعلانية تسمى «اجر كالحيوان» حطت فيها من قدر المبتدئين من ممارسي هذه الرياضة.

وقال إعلان «بيرل إيزومي»: «في كل يوم سبت، تغص الحديقة بالأفراد الذين يجرون مرتدين أحذية جديدة يحاولون إرضاء غرورهم أو أن يبدوا في حالة بدنية أفضل من أجل الزفاف، لسوء الحظ فإن القليل منهم - إن وجدوا - هم من يمارسون رياضة الجري، لكنهم يفتقرون إلى الحماسة الموجودة لدى العدائين».

تباع أحذية «بروكس» في متاجر متخصصة برياضات الجري، التي يقوم العاملون فيها بقياس سرعة جري العميل على آلة الجري لتحديد ما إذا كانت أعقابهم تضرب الأرض بصورة متوازنة، وأي الحالات التي تحتاج إلى حذاء تثبيت، أو ما إذا كانت أعقابهم هي التي تنزل على الأرض أولا، أو أي الحالات التي يجربون فيها ما يسمى الأحذية الكبة لمن يعانون ميلا في أقدامهم. وقد ارتفعت عائدات متاجر «بروكس» خلال الفترة الماضية لتصل إلى 682 مليون دولار خلال 52 أسبوعا، التي انتهت في 31 مارس (آذار) بزيادة بلغت 7 في المائة عن العام الماضي.

ويشير مارك سوليفان، رئيس شركة «فوميولا فور ميديا» التي تنشر مجلة «راننغ إنسايت»، إلى أن خدمة البيع التي تنتهجها «بروكس» نادرة في مجال بيع الأدوات الرياضية وأن ذلك هو السبب وراء ظهور الكثير من ممارسي رياضة الجري من غير المحترفين في متاجر بيع ملابس الجري.

وقال سوليفان: «جاء وقت عندما كنت تتوجه إلى متجر يبيع الأدوات الرياضية المخصصة للعدو، تجد شخصا يبلغ من الطول ست أقدام وبوصتين ويزن 140 رطلا خلف طاولة البيع تجده غير راغب في التعامل معك إن لم تكن ستشارك في الجري في الماراثون، لكن الأمر مختلف اليوم فقد أصبح هؤلاء الموظفون مثل مدربي العدو».

وبشأن ارتفاع حصيلة مبيعات «بروكس»، فيرى سوليفان أن السبب في ذلك يرجع إلى تركيزها بصورة أكبر على ممارسي رياضة الجري بشكل عام لا محترفي هذه الرياضة.

ويضيف سوليفان: «إذا ما نظرنا إلى أواخر السبعينات، فسنجد أن الجري كان متعلقا بالسباقات فقط، أما اليوم فقد أصبح سبيلا للرشاقة والشعور بالصحة والقوة وجمع الأموال من أجل هدف معين».

* خدمة «نيويورك تايمز»