الساسة يستخدمون البرامج الحوارية كمنصة لإعادة تقديم أنفسهم

ما بين الدبلوماسية والإعلام في ساعات النهار

الرئيس الاميركي اوباما ضيف حلقة برنامج « ذى فيو « وبجانبه مقدمة البرامج الشهيرة باربارا والترز ( يسار) مع عدد من نجمات التلفزيون («نيويورك يايمز»)
TT

«لا يجب أن نكون في حملات طوال الوقت»، هكذا قال الرئيس الأميركي باراك أوباما على برنامج «ذي فيو» خلال مقابلة بدت وكأنها فقرة دعائية.

وأجاب أوباما عن تساؤلات بشأن أفغانستان ومعدلات البطالة، وتحدث أيضا عن قضاء إجازة داخل ولاية ميين مع طفلتيه وزوجته ميشيل. وتحدث عن الوضع الاقتصادي، وتحدث مازحا عن الثقافة الشعبية واعترف بأنه لا يعرف من سنوكي. («جيرسي شور»).

وباختصار، خرج من الدوامة السياسية ليسجل نقطة سياسية. وتم تصوير اللقاء الودود مع الرئيس من خلال برنامج «ذي فيو» يوم الأربعاء وبث يوم الخميس ولم يقف الأمر على مجرد كونه لقاء جمع بين الأخبار والترفيه. ولكن، كان ذلك مثالا آخر على طريقة استخدام السياسيين البرامج الترفيهية المستقطبة لصنع الأخبار.

وكان ذلك اللقاء الثالث له مع مجموعة من المضيفات. كما يعد الرئيس أوباما أول رئيس يظهر خلال ولايته الرئاسية على برنامج حواري يبث في ساعات النهار - وقد كان لذلك أهمية كبيرة بالصورة التي جذبت باربرا ولترز، وهي في إجازة للتعافي من جراحة في القلب، للعودة إلى الأريكة. وبناء على الأداء السلس لضيفها - والترحيب الحماسي - لن يكون أوباما بالتأكيد آخر رئيس يظهر في برنامج حواري في ساعات النهار.

ووصف برنامج «ذي فيو» ذلك بأنها سابقة تاريخية. ولكن، على الرغم من أن التلفزيون ليس قديما جدا في التاريخ الأميركي، فإنه منذ أيامه الأولى يسعى السياسيون إلى الاستفادة منه. وكان ريتشارد نيكسون مرشحا في الانتخابات الرئاسية لعام 1968 عندما ظهر في البرنامج التلفزيون الكوميدي «روان آند مارتنز لف -إن». وأعلن السيناتور السابق جون إدواردز عن ترشحه للانتخابات عام 2004 على برنامج «ديلي شو ويذ جون ستيوارت». وعندما كان لا يزال في منصبه عام 2008، شارك جورج دبليو بوش من خلال رسالة مصورة مع برنامج «ديل أور نو ديل». وفي العام الماضي، وطأت أقدام الرئيس أوباما أرضا جديدة - وصفتها «سي بي إس» بأنها تاريخية - من خلال الظهور على برنامج «ليت شو ويذ ديفيد ليترمان».

وتوفر البرامج الحوارية وبرامج المسابقات للسياسيين منصة حرة لإعادة تقديم أنفسهم إلى المشاهدين الذين يلقون نظرة خاطفة على الأخبار ويتحولون عن القناة مع بدء أي خطاب رئاسي. ومنذ أشهر يواجه أوباما عددا كبيرا من القضايا السياسية المعقدة ونزاعا سياسيا قويا. وانتقد البعض الإجازة العائلية التي قضاها مع أسرته داخل ولاية ميين.

ومن خلال الابتسام والمزاح مع أمثال ووبي غولدبرغ وولتر، ومن خلال ذكر إنجازاته من دون معارضة أو مقاطعة، حصل أوباما على فرصة لتذكير المشاهدين الذين انتخبوه بالسبب الذي دفعهم إلى القيام بذلك في المقام الأول. ويمكن الحصول على مكاسب جيدة من خلال الظهور على برنامج «ذي فيو» أو «إي إس بي إن» أو حتى «دبليو دبليو إي رو» (في عام 2008، قام أوباما ومرشحان رئاسيان آخران بتقديم تحيات إلى المعجبين ببرنامج المصارعة).

ولا يجد أوباما مشكلة في استخدام كاريزميته، وفي الأسبوع الحالي قام ببث مقطع فيديو على شبكة الإنترنت بدا مثل إعلان به الكثير من التفاصيل عن الرعاية الصحية لصالح «Healthcare.gov»، وهو موقع حكومي جديد. وعلى برنامج «ذي فيو» يوم الخميس، قال أوباما إنه لا يزال يمتلك جهاز «بلاك بيري» ولكنه لم يرسل بصورة شخصية رسائل البيت الأبيض على موقع «تويتر»، بل يقوم بذلك نحو 20 مساعدا. واشتكى من أن مساعديه قلقون من أن الرسائل النصية ستوجه إلى الأرشيف الرئاسي، ولذا لا يرسلون أي معلومات «يحتمل أن تدر أرباحا».

وتعد البرامج مثل «ذي فيو» وسيلة لتجاوز ما يصفه أوباما بـ«الدائرة الإعلامية»، أي البرامج الإخبارية الكابلية على مدار اليوم التي تركز على الأخطاء وتثير قضايا مثل إقالة شيرلي شيرود. وتطرق أوباما إلى قضية إقالة شيرود على خلفية اتهامات غير صحيحة بالعنصرية قائلا، إنه «جدل زائف»، وأقر بأن البعض داخل إدارته كانوا من بين الكثيرين الذين «قاموا بردود فعل مبالغ فيها».

وقال أوباما إلى مضيفاته إن «الثقافة الإعلامية في الوقت الحالي تحب الخلاف». ولكن في ذلك الوقت كانت الثقافة الإعلامية على «ذي فيو» المحبوبة بدرجة كبيرة لأوباما. وسألت جوي بيهار الرئيس عن السبب الذي منعه من استخدام هجوم أفضل لمواجهة محاولات التشويه التي يقوم بها الجناح اليمين. وقال أوباما بابتسامة: «جوي، هذه وظيفتك».

وكانت إليزابيث حسنلبك، وهي محافظة، مثيرة للإعجاب ومراعية لرغبات الآخرين. وحاولت أن تتحداه فيما يتعلق بالبطالة، وقالت أرقام الإدارات عن «الوظائف المدخرة» إنها ليست مثل التي تخلق وظائف جديدة. ودفعها أوباما إلى الخلف بسلاسة وأدب، وأشار قائلا: «يختلف الأمر إذا كانت وظيفتك من الوظائف التي تم ادخارها».

وربما يكون أوباما أول رئيس يظهر خلال ولايته الرئاسية على برنامج حواري في ساعات النهار، ولكن لا شك في أنه سيقوم بالمزيد من ذلك ما دام يحظى بترحيب جيد.

* خدمة «نيويورك تايمز»