وكالة التنمية الدولية الأميركية تتطلع للتوسع في جهود بناء الإعلام في أفغانستان

شبكة تضم 43 محطة بث إذاعي على موجات «إف إم»

TT

أعلنت وكالة التنمية الدولية الأميركية عن خطتها توسيع نشاطاتها الإعلامية في أفغانستان، مؤكدة «أن حرية الإعلام أمر ضروري لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار أفغانستان».

وقد مولت الوكالة، منذ عام 2002، إنشاء شبكة تضم 43 محطة بث إذاعي على موجات «إف إم» ونظمت دورات تدريبية للصحافيين الأفغان وأسست كيانات لإعداد وتوزيع المواد الإخبارية والبرامج الإذاعية التي تستخدم في 80 محطة بث إذاعي.

ووفقا لإعلان نشر الأسبوع الماضي، وصفت الوكالة الأميركية هذه الجهود الطموحة، التي أطلق عليها اسم «مشروع التنمية الإعلامية والتمكين في أفغانستان»، بالجوهرية، من أجل التوسع في «إتاحة المعلومات ذات المصداقية التي يمكن أن تساعد الأفغان على اتخاذ الاختيارات والقرارات الصحيحة المتعلقة بالتجارة والخدمات والحكومة ومستقبل أفغانستان».

وبالطبع، فوكالة التنمية الدولية ليست الهيئة الأميركية الوحيدة التي أصبحت نشطة على الساحة الإعلامية الأفغانية. ويوجد أيضا تداخل بين عمل الهيئات الأميركية العاملة في الحقل الإعلامي في أفغانستان، ولكنه بدرجة أقل، من التداخل بين عمل وكالات الاستخبارات، الذي كشفت عنه «واشنطن بوست» الشهر الماضي.

وفي مايو (أيار)، على سبيل المثال، أعلنت السفارة الأميركية في كابل فتح باب القبول للطلبات من «الممثلين المحليين للمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والجامعات» للحصول على منح من صندوق الدبلوماسية العامة التابع لوزارة الخارجية الأميركية، تتراوح قيمتها بين 500 دولار إلى 10 ملايين دولار، وفقا للإعلان. كما أعلنت عن استعدادها لتمويل مشاريع «التوسع في المشاركة الإعلامية.. بناء قدرات الاتصال للشعب والحكومة الأفغانية... (أو) مواجهة الأصوات المتطرفة التي تجند وتضلل وتستغل».

كما يقوم الجيش الأميركي وشركاء التحالف برعاية عدد من الأنشطة الإعلامية المختلفة في أفغانستان. وقد قدم مسؤول في البنتاغون مؤخرا مثالا على ذلك الدعم من ميزانية وزارة الدفاع في العام المقبل، التي تدعو إلى إنفاق 180 مليون دولار على «عمليات نفسية» في أفغانستان والعراق، وهو ما كان يعرف في السابق بالاتصالات الاستراتيجية، وهي الأنشطة التي يعرفها البنتاغون بأنها الأنشطة التي «تستميل أو تعزز المواقف والسلوك الإيجابي للأجانب تجاه أهداف المنشئ». وتدار الغالبية العظمى للأنشطة من هذا النوع في أفغانستان بواسطة متعاقدين مدنيين.

ووفقا للإعلان، فإن الوكالة الأميركية للتنمية سوف تسعى للتعاقد مع متعاقدين، لإدارة مشروع التنمية الإعلامية والتمكين في أفغانستان، يشترط فيهم أن يكونوا من المنظمات غير الحكومية أو الشركات التي على استعداد للتخلي عن الأرباح. ستشمل الجهود الجديدة تأسيس مراكز أفغانية إقليمية للتدريب والإنتاج الإعلامي ومراكز لإنتاج ودعم المؤسسات الأفغانية الإعلامية المهنية القائمة، مما يساعد على بناء «شبكة قادرة على التنشيط والتنظيم الذاتي للمعايير الصحافية العالية» وتقديم المساعدة التقنية للوزارات الأفغانية في قطاع الإعلام للمساعدة في «التنظيم الحكومي للاستثمار في شركات البث وإجراءات الترخيص».

والمشروع الأول، في برنامج التنمية الإعلامية والتمكين في أفغانستان، هو خدمة الهاتف الجوال التي من شأنها تزويد الأعضاء بالتقارير الإخبارية اليومية مجانا، على أن تشمل التقارير معلومات متدفقة من الإذاعات ومحطات التلفزيون المحلية والأجنبية (باللغات التي يتحدث بها سكان أفغانستان)، ومقالات صحف محلية مقروءة.

ويمكن للمشتركين تخصيص المعلومات التي يريدونها والوصول إلى خدمة عن طريق الكثير من الطرق، بما في ذلك الاتصال بالرقم المجاني لقائمة ما هو متاح أو اختيار خدمة استقبال مكالمة يوميا.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»